وقائع محاكمة: طريقة لفضح الظلم
أحد ضحايا السجون السعودية اختار أن يروي تفاصيل مظلوميته
عبر هاشتاق على تويتر، لبيان الظلم الواقع عليه طيلة فترة
اعتقاله، والاعلان عن تضامنه مع زملاء له لا يزالون يرزحون
تحت الاعتقال في السجون السعودية.
باقة تغريدات متوالية تحت عنوان (المحاكمة) يكشف فيها
المعتقل يوسف وقائع القضية التي سجن لأجلها. وقال بأن
ما دفعه لكتابتها هو (لإبراز تواطؤ المحكمة في ظلم أبنائنا
المسجونين على ذمة القضايا “الأمنية”، وكذبة استقلالية
القضاء فيها). ونبّه في البداية الى أن جميع ما سيذكره
من وقائع المحاكمة (إنما هو على سبيل الإخبار..لا الشكوى).
وقال بأنه راضٍ بما كتبه الله تعالى عليه، ومؤمنٌ بقضاء
الله تعالى وقدره، ويحمد الله جل وعلا أنْ أخرجه من السجن.
ثم راح يروي وقائع المحاكمة التي جرت له في 19 شعبان
1427هـ في إحدى غرف المحكمة العامة (الكبرى)، وكان عبارة
عن مكتب كبير يطل على مسجد الشيخ محمد ابن ابراهيم بوسط
الديرة، بالرياض. وكان قد مضى على السجين آنذاك سنتين
وأربعة أشهر.
دخل عليه ثلاثة قضاة، ثم دخل شخص وبيده حقيبة يدوية
وجلس علىى كرسي واستخرج أوراقاً كثيرة، وعلم السجين بأنه
المدعي العام. يقول السجين (ابتدأ المدعي العام في سَرْدِ
التّهم الموجّهة إليّ و التي قرأها في [11] أحد عشر صفحة..)
ويضيف (لم يترك شيئاً إلا ذكره.. حتى إنّني شكَكْتُ في
نفسي أنني السبب في “ ثقب الأوزون “ و “ مجاعة أفريقيا
“ و” الحرب العالمية الثانية” وأيضاً أنني المسؤول عن
“حرائق كاليفورنيا” و “ زلزال إيران”!!!). ويعلّق السجين:
(ثم بدأ يسُوطُني بقرارات هيئة كبار العلماء و قرارات
المجمع الإسلامي !!! ثم طلب إيقاع العقوبة الشديدة عليّ
بالتعزير! حتى ظننتُ أنه سيطلب إقامة حد الحرابة عليّ).
وبعد محاكمات وطعون في الاتهامات وغيرها حكم عليه بسنة
سجن من تاريخ دخوله السجن، ولكن ولهوان الانسان على آل
سعود، يقول يوسف (فلقد بقيت بعد الحكم أكثر من خمس سنوات!!)
كما تم تغريمه بمبلغ أربعة آلاف ريال (و العجيب أنّ المحكمة
و الأمارة رفضوا إعطاء أهلي صورة من الحكم حسب النظام
، حتى قال رئيس القضاة لشقيقي أنّ هذه القضايا لا نحتفظ
فيها بصور من الأحكام!!). ويختم يوسف سرد تفاصيل محاكمته
بقوله (أمضيتُ ستة أضعاف الحكم الصادر بحقي و زيارة شهر!!
و طوال هذه المدة لم أجد إجابة واحدة على اعتراضي!!).
ويضيف (فلا حقوق إنسان وإدارة المباحث و لا وزارة الداخلية
أجابوا أهلي وأجابوني على سؤالي: لماذا لم أخرج بعد الحكم
عليّ؟).
|