المفتي مجدداَ.. فتاوى تحت الطلب
حضور المفتي في السياسة بات كثيفاً ومتكرراً، ولا يكاد
تمرّ جمعة الا وله رأي (شرعي) في القضايا السياسية الجارية.
تصعيد نبرة المفتي تنم عن انخراط غير واع في السياسة بما
يضعه في مواجهة قطاع كبير من المواطنين الذين باتوا يتطلعون
لحدوث تغيير سياسي جوهري وواسع.
المفتي بات اليوم أحد مرتكزات الاستبداد السياسي السعودي،
وهذا ما يؤسف له، بما يترك انعكاسات خطيرة على صورة علماء
الدين ودوره..فقد انتقد الشيخ عبد العزيز آل الشيخ في
23 نوفمبر الماضي في ملتقى بجامعة الملك سعود بأن (نقد
الولاة علناً وعلى المواقع والمحطات الفضائية الشريرة
ونقد المجتمع علناً خطأ ومن فساد الأخلاق والعقيدة)، وقال
بأن (مثل تلك الأفعال لا تصدر إلا من مريض يريد الفتنة).
وأسف المفتي بوجود قنوات تناقش موضوعات حساسة في المملكة
وقال: (يجب أن يكون لنا موقف من التعاون والتعاضد وأن
نصلح الأخطاء بالطرق السليمة دون تشهير وسب الولاة). ويأتي
موقف المفتي بعد أقل من شهر على انتقاده لمواقع التواصل
الاجتماعي، ومطالبة الناشطين بدولة مدنية ووصفهم بأنهم
(شرذمة من البشر تحاول الطعن في هذا الدين).
في فتوى جديدة، قال المفتي في محاضرة بنادي ضباط قوى
الامن الداخلي بالرياض في 24 نوفمبر الماضي بأن (المظاهرات
مبدأ غير إسلامي وعمل سيئ خطير لا يتحقق من ورائه خيرٌ
وإنما شر وفوضى يستغلها الأعداء). وشدّد على أهمية دور
الأمن، وقال في خطبة الجمعة في 30 نوفمبر الماضي بأن دور
رجل الأمن يرقى الى مستوى الجهاد، الأمر الذي يثير حفيظة
عشرات الآلاف من المعتقلين وعوائلهم الذين عانوا من قمع
المؤسسة الأمنية، حتى باتت موضع تجابه خلال السنوات الأخيرة
من كل القوى السياسية والاجتماعية على اختلاف توجّهاتها.
|