الفساد دولة ورجال
حين يتفشى الفساد في جسد الدولة، ويصبح رأسها أميناً
على الفساد لا الصلاح، لا يعود هناك استثناء فكل مؤسسات
الدولة تصبح عرضة لسباقات محمومة بين مدرائها للفوز بنصيب
من الفساد هنا أو هناك..ويصبح التنافس ليس على من يحفظ
المال العام بل على من يبتكر الحيل للاقتطاع منه..
في قصة فساد مثيرة للسخرية كشفت عنها شركة سيبكو الكتريك
الصينية التي تقدّمت ببلاغ لعدة جهات حكومية، منها الهيئة
الوطنية لمكافحة الفساد وديوان المراقبة العامة مطالبة
بالتحقيق بعد حرمانها من ترسية أحد المشاريع التابعة لوزارة
المياه والكهرباء في ينبع. وفي خطاب الشركة اعترض رئيسها
يان اكسوبي على طريقة ترسية المشاريع التابعة لوزارة المياه
والكهرباء التي تفضل شركات لم تحقق شروط التأهيل ومستندات
المناقصة.
واستغرب رئيس سيبكو الصينية في خطابه الذي بعث بصورة
منه الى وزير المالية ووزير البترول ورئيس ديوان المراقبة
العامة ورئيس هيئة مكافحة الفساد، من غض النظر عن الجودة
وتجاوز جميع المخالفات النظامية والقانونية وطريقة حديث
وزير الكهرباء والطاقة مع الوفد الصيني بأنه سيمنح هذا
المشروع لتلك الشركة من أجل اعطاءها فرصة للتعلم واكتساب
الخبرة والكثير من التسهيلات والتنازلات في مستوى الجودة
والتنفيذ رغم ان المشروع حيوي وحساس وتبلغ تكلفته أكثر
من 11 مليار ريال ويغذي منطقة المدينة المنورة بالماء
والكهرباء. واستشهدت الشركة الصينية في خطابها بفشل ترسية
مشروع محطة رأس الخير سابقا على شركة لا تملك الخبرة وتعثر
المشروع.
|