المتاجرة بـ (الثورة السورية)!
مخاوف الناس من متاجرة بعض المزايدين من رجال دين وسياسيين
على ثورة الشعب السوري، وعلى حقوقه، وحاجاته، ومعاناته
جاءت في محلها هذه المرة كما في كل مرة، ومن كان يثير
سؤالاً كبيراً حول مصير التبرعات المالية والعينية وجد
جواباً واضحاً ومحبطاً، لأن المصير هو المصير، والفئة
هي الفئة التي كانت تمارس ذات الأساليب باستخدام دين الله
والضمير الديني من أجل استدرار عواطف الناس، ونهب أموالهم
بإسم مساعدة المشرّدين واللاجئين من الشعب السوري.
|
نقل الكاتب محمد المليفي تغريدات وصلته في 2 شباط (فبراير)
الجاري من الحدود السورية الاردنية (المفرق) حيث مئات
الآلاف من اللاجئين وقد أصبحوا محطة مهمة لكل من يريد
أن يتكسّب إعلامياً، على حد قوله. في تغريدة حول زيارة
الشيخ عايض القرني جاء ما يلي ما نصّه: (نحن سوريين لاجئين
ونموت من البرد في (المفرق) وجائنا د. عايض القرني ومعه
فريق إعلامي فصوروه وهو يلقي محاضرة ثم رحل دون مساعدتنا
بدينار واحد!) وجاء من بعده الشيخ العريفي والنتيجة واحدة
(ثم جاء بعد القرني د. محمد العريفي واذ بفريق مصورين
أكبر وأضخم فصوروه بيننا وبين أطفالنا ونحن نكاد نموت
من البرد ثم رحل من دون أن يدفع دينار!!).
التطوّر الخطير اللافت ما جرى في أسواق الرياض، حيث
لوحظ بيع المساعدات العينية المخصصة للاجئين السوريين
في الاردن وهي تباع في أسواق الرياض. فقد وثّق أحد مواطني
العاصمة الرياض في تسجيل قصير نشر عبر موقع يوتيوب قيام
تجار أجانب في حراج بن قاسم أكبر أسواق الحراج في العاصمة
الرياض بعرض أكوام عديدة من المساعدات المخصّصة لإغاثة
الشعب السوري للبيع بالمزاد الشعبي.
المساعدات حملت شعار علم الجيش السوري الحر وشعار المكتب
الإغاثي لـ “تنسيقية الميادين” مكتب السعودية. مقطع الفيديو
يظهر تكدّس أطنان من البطانيات والملابس الشتوية المعروضة
بشكل علني في سوق الحراج المخصص للبضائع القديمة والمستهلكة.
المواطن الذي قام بالتصوير إستغل رغبة البائع الأجنبي
في بيع المساعدات لأي مشتري، ممّا سهّل مهمة التصوير وتوثيق
عملية البيع العلني بعد أن أخبر البائع الأجنبي عن رغبته
في شراء المساعدات المخصصة لإغاثة الشعب السوري.
هذا وكانت لجنة بإسم (تنسيقية الميادين) قد قامت بعد
نشر هذا التقرير المصوّر على موقع يوتيوب بتبرير عملية
البيع بأن صعوبات حالت دون وصول المساعدات الى أصحابها
وخوفاً من انتهاء صلاحية المواد التموينية تمّ بيعها وسوف
يتم نقل أثمانها للاجئين السوريين!
|