محمد العليان وقصة اعتقال عشوائي
كثيرة هي قصص الاعتقال العشوائي، بل وحتى الموت تحت
التعذيب التي يتردد الضحايا في الكشف عنها أو نشرها للعلن،
ولكن في الآونة الاخيرة وبسبب تعدد وسائط التواصل الاعلامي
وانكسار حاجز الخوف، قرّر البعض البوح بمعاناة الاعتقال
التي عاشوها في السجون السعودية. محمد العليان، مواطن
عادي، ألقي القبض عليه في 16 كانون الأول (ديسمبر) من
العام الماضي من قبل شرطة الطوارىء في الرياض أثناء عودته
من العمل بسبب وجود عبارة (لا للاعتقالات التعسفية) مكتوبة
على زجاج سيارته الخلفية. يقول: (تمّ تسليمي الى شرطة
المنار بعد تصوير السيارة، ثم بدأ التحقيق معي أحد العسكر
والضابط المناوب وقد انكرت أنني من قام بكتابة العبارة
وقلت إنني وجدتتها مكتوبة فجر يوم السبت أثناء خروجي للعمل
ولم اتمكن من إزالتها لإنها كتبت بإستخدام بخاخ بوية صعب
الإزالة) ويضيف (وقد بصمت على هذه الاقوال، ثم طلبت من
الضابط أن يسمح لي بالخروج حتى لو خروج بكفالة لأنني لم
ارتكب جرم أو مخالفة فرفض ذلك وقال: إنني موقوف لديهم
للتحقيق، ثم طلب مني خفير التوقيف أن اسلم جوالي ومفاتيحي
لكي ادخل التوقيف، ثم اقتادني الى التوقيف الجماعي فرفضت
الدخول بحجة ان المكان مزدحم جداً جداً ولامكان لي والوضع
الإنساني سيئ للغاية، فقال العسكري: (اقول إدخل بلا وضع
انساني بلا خرابيط)، فرفضت.
ثم اقتادني إلى زنزانة انفرادي متسخة ومليئة بالحشرات
بسبب وجود حمام بداخلها به تسريبات وأوساخ أجلكم الله
فرفضت الدخول، ثم اقتادني إلى الممر وقال إنه لم يتبقى
مكان غير الممر لكي تنام فيه، فقلت إن حال الممر افضل
من حال التوقيف والزنزانه، وبالفعل جعلني أنام في الممر
بعد أن وضع القيد بقدمي وربط القيد بباب حديدي، ونمت وقدمي
مقيدة بالباب حتى الفجر، ثم تمّ ادخالي للتوقيف الجماعي
بعد الفجر، وفي الصباح استدعيت للذهاب الى هيئة التحقيق..وصولاً
الى الافراج عنه!
|