الأمير سلمان للعاطلين من حملة الشهادات العليا: إبشروا !

ما أكثر تطمينات أمراء آل سعود، وما أقبح كذبهم، ووعودهم الفارغة، فما إن يطلق أحدهم وعداً حتى ترى النوافذ قد تفتّحت لتنفيس اختناق الكذبة نفسها ورغبتها الجامحة في الهرب خجلاً من الناس..وشتائمهم..فكم من جرائم آل سعود ترتكب بإسم الكذب المسكين!

نتذكر، وطالما ذكرنا ذلك سابقاُ، كذبة الامير سلطان حين بشرّ المواطنين بأن الدولة ستؤمّن وظائف بما يفوق حاجة الوطن، وقد نضطر الى منحها الى الدول الأخرى المجاورة التي تعاني من نسبة عالية من البطالة..وإذا بنا بعد وعده الميمون الفارغ نصل الى مستوى من البطالة غير مسبوق، حيث بات لدينا نحو مليوني عاطل عن العمل، بحسب وزير العمل عادل فقيه..

سلمان، ولي العهد ووزير الدفاع، ومن شابه أخاه ما ظلم، طمأن المواطنين الخريجين العاطلين عن العمل من حملة الشهادات العليا (انتبهوا الحديث عن حملة الشهادات العليا= ماجستير ودكتوراه) بقرب انتهاء معاناتهم.

والمتحدّث بإسم حملة عاطلي الشهادات العليا نافع الشيباني التقى سلمان وقدّم لهم شرحاً عن معاناة الخريجّين العاطلين عن العمل، وعرض ملفات عاطلي الدراسات العليا وما يعانيه هؤلاء من مماطلة الجامعات ووزارة التعليم العالي.. وتضمّن الشرح عرضاً وافياً وتفصيلياً لبعض التجاوزات بالأدلة، موضحاً أن بعض حملة الشهادات العليا لهم شهادات في تخصصات نادرة لم تلق قبولاُ في الجامعات السعودية.

بعد كل هذا العرض الجاد والتفصيلي والمحزن، جاء الرد من سمّوه مدوّياً ومزلزلاً: (أبشروا..أبشروا). هكذا فقط تمّ إنهاء معاناة الخريجين من العاطلين عن العمل، وهم من حملة الشهادات في الدراسات العليا وفي تخصصات نادرة..

لم يكلّف الأمير نفسه أكثر من مجرد الاستماع واطلاق وعد فارغ، ولم يخبر الشيباني، ممثل الخريجين العاطلين عن العمل، أو مكتب سموه عن خطوات عملية، فقد ضاعت القضية في الكلمة السحرية الفارغة (أبشروا..).. بكذبة كبيرة!

الصفحة السابقة