مكاتب إف بي آي في الرياض!
هلوسات الداخلية هذه الأيام واكتشافاتها لخلايا التجسس
بما فيها من إثارات فانتازوية، قطعتها قصة المكاتب المعلنة
لهيئة التحقيق الفيدرالية الأميركية، وهي منظمة تعنى بالأمن
الوطني الأميركي، وهدفها حماية والدفاع عن الولايات المتحدة
ضد الارهاب والتهديدات الاستخبارية الخارجية، وإقامة وترسيخ
القوانين الجنائية في الولايات المتحدة..
مهمة الإف بي آي تتركز على التهديدات التي تواجه المجتمع
الأميركي أو تحمل أخطاراً ضد السلطات الفيدرالية أو القومية
الأميركية عبر استخدام التجسس لحماية الوطن من التهديدات..
من الأولويات العشرة التي تضطلع بها هيئة التحقيق الفيدرالية
والتي تتضمن (حماية) أو (مكافحة) أو (دعم) أو (تطوير)،
لم ترد إشارة الى أي من الدول التي تحتفظ فيها الهيئة
بوجود لها، حماية لمصالحها أو مكافحة للأخطار المحدقة
بها أو دعماً للحقوق المدنية فيها أو حتى تطوير قدراتها
التكنولوجية. فهناك 60 مكتب دولي للإف بي آي ملحقين بالسفارات
الأميركية حول العالم تحت عنوان (الملحقيات القانونية)..
وجود مكاتب استخبارية علنية في بلد ذي سيادة يثير أسئلة
مشروعة، حول وظيفة هذه المكاتب، وحول علنيّتها، وما علاقة
ذلك بالسيادة الوطنية، وهل تسمح الولايات المتحدة بوجود
مثل هذه الهيئات الاستخبارية على أراضيها مثلاً لذات الأسباب
والأهداف.
ماهو جدير بالإشارة أيضاً، أن الداخلية السعودية المشغولة
هذه الأيام في الاعلان عن اكتشافات متعاقبة لخلايا التجسس،
لم تعط تفسيراً واحداً لوجود هيئة التحقيق الفيدرالية،
ولا نظن أن مكتبها العلني في الرياض هو فقط لتسوية قضايا
قانونية، ولا علاقة له بما هو مدرج في صفحة الهيئة على
موقعها الرسمي..فهل السيادة الوطنية تتعطل حين يتعلق الأمر
بالأميركي!
|