الجزائر ترفض فتاوى السعودية
هناك نفور متصاعد من الخطاب الديني الوهابي في الجزائر،
ولطالما عكست خطابات لقيادات دينية ذلك من خلال النقد
العلني والحاد للسلفية الوهابية وما أوقعته من انقسامات
وخلافات عميقة في الجزائر وانتهى الى وقوع ضحايا ومصادمات
دموية بفعل انبثاث أيديولوجية الكراهية على أساس ديني.
وكانت وزارة الشؤون الدينية والاوقاف الجزائرية قد
رفضت في تصريحات لرئيس مكتب الإفتاء بالوزارة في 26 يوليو
الماضي الشيخ جلول قسول الفتاوى الدينية الآتية من الخارج،
محذراً من تلقف هذه الفتاوى الصادرة من غير العلماء الجزائريين.
ونقلت وكالة الانباء الجزائرية الحكومية عن الشيخ قسول
قوله: إن هناك جزائريين يتصلون بعلماء دين من دول إسلامية
أخرى على غرار المملكة العربية السعودية ومصر، خصوصاً
في شهر رمضان من أجل استفسارات وفتاوى من دون معرفة أن
(الفتوى تختلف من مكان وزمان ومن شخص لآخر). وحذّر قسول
من (طلب الإفتاء من عند علماء وأئمة غير الجزائريين، لأن
فيها تجارة ومرور رسائل تستطيع ضرب المصلحة العليا للوطن
ولمرجعيتنا ـ المذهب السني المالكي ـ ولوحدتنا وفكرنا
الديني). ولفت إلى أن ذلك (لا يعني القول لهم عدم الاتصال
بهم ولكن من الضرورة معرفة فكرهم). وأوصى قسول الجزائريين
الراغبين في معرفة الفتاوى بالاطلاع على الانتماءات المذهبية
للعلماء الأجانب، مشيراً إلى أن الفتوى التي تصدر عن إمام
يقيم في بلد آخر لا تكون بالضرورة نفسها الصادرة في الجزائر.
وكانت انتقادات وجهتها قيادات في الجبهة الاسلامية للإنقاذ
لعلماء الوهابية الذين يعملون على إثارة الفتنة وإنقسام
الامة.
|