على الطاير: أزمة التعبير
على الطاير.. اسم برنامج مشهور على اليوتيوب، يقوم
عليه شاب اسمه عمر حسين؛ شأنه شأن عشرات البرامج التي
تستقطب الملايين من المواطنين والتي تحوي نقداً للسلطات.
عمر هذا، والدته سعودية وهي أسماء باهرمز، البروفيسورة
الحجازية في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة. ووالده مقيم
في السعودية منذ عشرات السنين وهو من اليمن الجنوبي. عمر
نفسه مولود في الولايات المتحدة ويحمل جنسيتها، فحتى لو
ولد في السعودية كما أخويه اللذين يكبرانه، فإنه لن يحصل
على الجنسية حتى ولو كانت امه سعودية ولا وطن لديه غيرها.
هو يعيش في السعودية كما بقية افراد العائلة بكفالة الأم،
حيث يتم تجديد الإقامة سنوياً. يالها من حقوق انسانية.
هذه هي السعودية على أية حال: مملكة الإنسانية بكل ما
تعنيه الكلمة!!
|
برنامج ع الطاير: طااااار!
|
الحلقة الأخيرة من على الطاير عنوانها: (خربانة خربانة)،
قال عمر حسين بأنها ستكون آخر عمل له، وانتقد الاعلام
الرسمي التضليلي وانه لا يقبل بأن يكون جزء منه. البرنامج
حذف من النت بأمر من السلطات، وبتهديدات باعتقاله وربما
حتى بطرده من البلاد!
الشاب عمر الذي يزمع الزواج قريباً، اشار في برنامجه
الأخير الى الضغوط التي يتعرض لها، كما انتقد الوزراء
كوزير التجارة والعمل كما مجلس الشورى بهمسة منه (أكل
ومرعى وقلّة صنعة).
في خاتمة برنامجه تعرض لأمير قطر الذي تنازل عن الحكم،
وجاء الأمير الجديد فزاد الرواتب بعكس السعودية!
ما أزعج رجال المباحث ربما هي القفشات المعروفة، فقد
اجاب احد سائليه: هل تريد نهاية مثل نهاية صاحب برنامج
ملعوب علينا حيث اعتقل، واضاف: (هل تريد ان يحدث معي مثل
ما حدث مع فراس بقنة)؟
ومن المزعجات تعرضه لمحاولة تغيير اسم شارع المكرونة
بجدة ووضع اسم ولي العهد مكانه، وكيف فشل ذلك، مثلما فشلت
محاولة وضع اسماء الملوك على بوابات الحرم المكي، والسبب
هو تويتر وحملات المغردين. واخيراً تعرض لمملكة الإنسانية
وغيبوبة النظام عن العمالة السائبة ثم صحوة حملة الجوازات
وطرد العمال الأجانب بمئات الألوف بدون معاملة انسانية.
العقاب الحكومي حتى الآن هو منع بث البرنامج في حلقته
الأخيرة، وقصقصة الحلقة كرقابة ذاتية، فهل يكفي هذا شهية
رجال المباحث؟
|