حرية الصحافة: السعودية في المؤخرة
في المؤشر العالمي لحرية الصحافة، جاءت السعودية في
قعر الدول التي تقمع تلك الحرية، حيث كان ترتيبها
١٦٣ من مجموع الدول في المؤشر والبالغ عددها ١٧٩.
لماذا تأخرت الصحافة وحرية التعبير في السعودية دولياً
الى حد (جعل مسؤولين يتجاوزون الأنظمة ويستدعون صحفيين
ويحققون معهم) حسب صحيفة الوطن السعودية؟ سؤال واعتراف
متأخر هو الآخر، ولكن أتيحت لبعض الإعلاميين ورؤساء التحرير
الإجابة عليه.
يقول عبدالله الجحلان امين هيئة الصحفيين شبه الرسمية
بأن (من يستدعون الصحفيين للتحقيق مخالفون للنظام) ولكن
أليس من وضع النظام هم الأمراء، وهم من يخالفه، فيعزل
ويحقق ويأمر وينهى الصحفيين.
والقى رئيس التحرير المساعد لصحيفة الحياة السعودية
جميل الذيابي باللائمة على هيئة الصحفيين لأنها فقدت ثقة
منسوبيها، وحملها مسؤولية الصمت وعدم محاسبة أي مسؤول
يتجاوز على الصحفيين أياً كان موقعه، متناسياً ان الهيئة
لا تستطيع محاسبة أصغر أمير، فكيف بوزير الداخلية أو ولي
العهد او حتى الملك، وهم الذين اعتادوا التدخل ليس في
التعيين لرؤساء التحرير بل وطردهم ايضاً متى شاؤوا.
اما رئيس تحرير صحيفة الاقتصادية سلمان الدوسري فطالب
بخروج رؤساء التحرير من هيئة الصحفيين قائلا «ارحلوا يرحمكم
الله». بما يعني انهاء هذه الهيئة التي فرضتها السلطة
والتي لم تدافع عن حقوق منتسبيها.
الكاتب علي سعد الموسى تساءل: «حين يقرأ مسؤولون رقمنا
المتذيل جدا لمؤشر حرية الصحافة؛ ماذا سيفعلون مع الصحفيين
وهم يعرفون أن المسألة بلا رادع أو رقابة وأن الصحفي بلا
حماية؟». واضاف: (مقياسي الشخصي يقول لي إننا ودعنا منذ
5 سنوات تلك الفترة «الذهبية» المزدهرة لحرية الصحافة،
وحين ظننا أننا على وشك الدخول إلى الفترة «الماسية» التالية
وجدنا أنفسنا، بكل صراحة، في المربع البرونزي). وتابع
أن «الخطورة القصوى في قراءة رقمنا المتذيل جدا في مؤشر
حرية الصحافة لا تكمن فقط في مكان الترتيب، بل تكمن في
الكارثة المقابلة، وهي ماذا لو قرأ آلاف المسؤولين هذا
الرقم؟ وماذا سيفعلون مع الصحافة والمراسلين والكتاب وهم
يعرفون أن المسألة بلا رادع أو رقابة أو ضوابط، وأن الصحفي
بلا حماية حقيقية).
وحدد الموسى المشكلة في الرقيب، فقال: (هي مشكلة الرقيب
في الإطار العريض للمصطلح.. الرقيب الاجتماعي الذي في
الصحافة هو وجه للفضيحة، والرقيب الديني هو وجه للغزو
الثقافي، وخذ في ذات الطابور بقية «الرقباء» فتشعر أنك
لا تكتب الفكرة الخالصة، بل تكتب وعيناك إلى الخلف لمراقبة
ردة الفعل «الرقابية»، وتستوطنها قبل أن تكتب!».
|