اعتصامات أمام امارتي عسير ونجران
تجمع عشرات من مواطني عسير امام امارة المنطقة احتجاجاً
على تدمير السلطات لأكثر من مائتي منزل مأهول منذ ثلاثين
عاماً دون وجه حق. وقد شهدت تلك المنطقة تجمعاً كبيراً
من الأهالي لمنع أوامر الهدم، ولكن دونما فائدة. وحاول
وكيل الأمارة المساعد اقناعهم بفض الاعتصام وان يقدموا
شكوى مكتوبة الى أمير المنطقة فيصل بن خالد آل سعود، لكنهم
أبلغوه بأنهم سبق وأن تقدموا بشكوى قبل عملية الهدم ولم
يتخذ أي خطوات متهمين اياه بالتواطؤ في الأمر.
وقد قامت السلطات باعتقال ٤٠ محتجاً بتهمة اثارة الفوضى
والتعدي والتجمهر غير المشروع. وخشية من تطور الأوضاع
الى الأسوأ، خاصة وان المنطقة شهدت اكثر من اعتصام في
فترة قريبة ماضية، احتجاجاً على قتل مواطنين، او على سوء
خدمات مثل الاحتجاج المتعلق بمشروع الصرف الصحي، تم اطلاق
سراحهم.
وتحظر السعودية اية تجمعات، وترى انها تثير الفتنة
والإضطراب، رغم أنها وقعت على مواثيق حقوقية دولية وعربية
تلزمها بمنح مواطنيها حق التجمع، فضلا عن حق الإحتجاج
والتظلم بالوسائل المشروعة.
هذا ولاتزال حالة من الغضب والترقب تسود قبيلة الصيعري
جنوب السعودية بعد وفاة أحد أبنائهاتحت التعذيب في سجون
المباحث السعودية.
وقد اعتقلت السلطات السعودية الضحية مانع صالح الصيعري
(٤٨ عاماً) بعد إجازة عيد الفطر الماضي أثناء توجهه إلى
اليمن. شيوخ القبيلة أشاروا إلى ان الصيعري كان قد أعتقل
من بين زوجته وأبنائه يوم 9 أغسطس الماضي، أثناء قيام
العائلة بأنهاء إجراءات سفر اعضائها في منفذ الوديعة الحدودي
لزيارة بعض أفراد العائلة المنقسمة بين طرفي الحدود. يومها
لم تبلغ السلطات الأمنية السعودية عائلة الصيعري عن الأسباب
والمبررات التي أدت إلى اعتقال مانع و أخيه عبد الله الذي
اعتقل هو الاخر بعد 3 أيام فقط أثناء مروره من نفس المعبر
الحدودي.
ويقول ناشطون حقوقيون التقوا بعائلة الضحية أن السلطات
الأمنية وضعت الأخوين في زنزانتين انفراديتين، وتعرّضا
اثناء التحقيق للتعذيب الشديد ما أدى الى وفاة مانع، في
حين لا يعرف الوضع الصحي لأخيه عبدالله.
بعد مرور شهر ويوم واحد فقط على تاريخ اعتقال مانع
الصيعري، وتحديداً في يوم الخميس 18 سبتمبر الماضي، تلقت
العائلة اتصالا من إدارة جهاز المباحث العامة يطالبهم
بمراجعتها، ففوجئت بإعلامهم أن ابنهم مانع أقدم على الانتحار
عن طريق شنق نفسه لأسباب غير معروفة.
قبيلة القتيل عقدت اجتماعات متتالية لمناقشة الأمر،
وللاعتراض على ما اعتبروه قتلاً لابنهم تحت التعذيب؛ ونظمت
اعتصاماً حاشداً أمام أمام مبنى إمارة منطقة نجران، التي
سمحت مضطرة لكبار أفراد القبيلة بمعاينة الجزء العلوي
فقط من جسد الضحية، والذي اتضح أنه مليء بالكدمات في الوجه
والكتف والرقبة وغيرها، ما ينبيء عن قتل داخل السجن، وقد
رفضت القبيلة استلام جثة ابنها الى ان يتم التحقيق ومعاقبة
القتلة.
|