300 انتحاري سعودي.. شركاء في القتل
من حرّض، ومن أغرى، ومن موّل، ومن سهّل خروج هؤلاء
الشباب حتى يتحوّلوا الى مفخخات بشرية عابرة للحدود، ومسؤولية
من الخسارة المزدوجة من جانب الشباب المغرّر بهم ومن جانب
الضحايا والأبرياء الذين يتساقطون في شوارع العراق في
كل محافظاته..لماذا تبقى الحكومة السعودية ومؤسساتها الأمنية
طرشاء وعمياء وخرساء ولم تنبس ببنت شفة حيال هذا الملف
الخطير للغاية، رغم الحقائق المتوالية عن ضلوع سعوديين
في دوامة العنف وبرك الدماء في العراق منذ العام 2003
وحتى الآن..
شركاء في القتل؟ نعم وبكل لغات العالم، ولماذا لا نكون
شركاء في القتل ولا يزال المفتي والداعية يكفّر ويطلق
فتاوى التكفير، ولماذا لا نكون شركاء في القتل، ولا تزال
المخابرات السعودية ضالعة في إيصال الاموال والافراد والمواد
المتفجّرة الى داخل العراق، ولماذا لا نكون شركاء في القتل،
ولا يزال الصمت المريب سيد الموقف شعبياً ورسمياً، وهل
يحتاج الأمر الى فذلكات ومداورة..
المعلومات التي نشرها قائد القوات الخاصة اللواء فاضل
برواري على صفحته الشخصية بالاستناد على بيانات صادرة
من وزارة الداخلية عن أعداد من قاموا بتفجير أنفسهم في
عمليات انتحارية في العراق بعد عام 2003 حيث أتى السعوديون
في المركز الثاني بعدد (300) سعودي، لم يتقدم عليهم في
العدد سوى الجنسيات الفلسطينية والأردنية مجتمعين حسب
الإحصائية.
فهد العديم، الكاتب في جريدة (الشرق) الصادرة بالدمام،
علّق على الاحصائية في 5 نوفمبر الجاري، واعتبر الرقم
مخيفاً، بل مرعباً، وتساءل: لماذا الشاب السعودي تحديداً
من السهل إقناعه لقتل نفسه؟
ويواصل الدحيم أسئلته: هل الشاب السعودي ساذج لدرجة
أن يتم إقناعه بسهولة كي يقتل نفسه؟، و هل جرعات (التلقين)
التي تلقاها في البيت والمدرسة هي التي صنعت منه شخصية
مهزوزة ومسلوبة الإرادة؟
ويطالب الدحيم بالاعتراف: أننا نحن جميعاً من صنع هذا
الشاب البائس بوصايتنا الحمقاء، (فالولد) لابد أن يُطيع
من هو أكبر منه بدون نقاش أو إقناع، فنحن من سلبناه أعظم
ما أعطاه الله (العقل)، فهو نشأ متبنياً رأي الأب الذي
يعتبر مناقشته في رأيه من (ولد) هو نوع من العقوق، والأمر
كذلك في المدرسة أو الحَلقة فالمطلوب أن يحفظ فقط ولا
يفكّر، وإن تمرد وانطلق في الشارع فإنه لن يكون إلا تحت
وصاية (رئيس الشلّة)، وفي النهاية نستغرب أن يُنفذ بدون
تردد طلب «شيخ المجاهدين”!.
وتساءل عن الأمر المهم ما الذي دفع شاباً بسيطاً هذه
تربيته للتفكير بالجهاد؟ ويجيب: الأمر ببساطة أن خُطب
الجمعة ووسائل الإعلام ومواقع التواصل تضخّ يومياً أخبار
المسلمين الذين يقتلون ويعذبون في أصقاع الأرض ثم يبكي
ناقل الخبر دون أن يُخبرك ما المطلوب منك كمسلم؟
|