خيبة أمل من زيارة الأمير تشارلز للرياض
أصيب ناشطون حقوقيون بخيبة أمل من نتائج الزيارة التي
قام بها ولي عهد بريطانيا الى الرياض مؤخراً، والتي كان
يؤمل منها التخفيف من حدّة القمع السعودي الرسمي للناشطين
الحقوقيين ومعتقلي الرأي والمدافعين عن حقوق الإنسان.
ففي زيارته رقص الأمير تشارلز مع اصدقائه من الأمراء العرضة
السعودية، وحضر مهرجان الجنادرية، والتقى بعدد من أصدقائه
طالباً مساعدتهم لأعماله الخيرية وبينها سبعة عشرة مؤسسة
خيرية تعمل على تحسين التعليم وتطوير فرص الشباب البريطاني.
الذي لاحظه الناشطون هو ازدياد حدّة القمع الرسمي،
بحيث طالت صحافيين وكتاب ورجال دين، فيما يتصاعد الخطاب
الرسمي مهدداً لكل الأطياف السياسية الليبرالية والسلفية
والشيعية وغيرها. بل أن الحكومة قتلت مواطنين بدم بارد
في العوامية أحدهما هو الإعلامي والمصور حسين الفرج، وذلك
اثناء وجود الأمير تشارلز نفسه في الرياض. ولهذا يرجح
ان الأمير لم يطرح موضوع حقوق الإنسان على السلطات الرسمية
أبداً، وان جلّ اهتمامه كان تلقي الدعم لمشاريعه الخيرية.
وكانت منظمات ومؤسسات حقوقية واعلامية قد طالبت الأمير
تشارلز قبل مغادرته الى الرياض التوسط لدى أصدقائه من
الأمراء السعوديين لتحسين سجلهم الحقوقي الأسود.
وفي الغالب فإن الحكومة البريطانية بشكل عام متهمة
بتقديم مصالحها الاقتصادية وعقد صفقات أسلحة على حساب
القيم الإنسانية والحقوقية والديمقراطية التي تزعم ترويجها
والدفاع عنها، ولذا اتهمت لندن وعواصم غربية أخرى بتجاوز
المعايير الأخلاقية في مسائل بيع السلاح لنظام مستبد وفاسد
وقمعي.
ولقد لاحظت هيومن رايتس ووتش مراراً أن حكومة المملكة
المتحدة تقلل في كثير من الأحيان من شأن الانتهاكات الخطيرة
والمنهجية لحقوق الإنسان التي تحدث في دول الخليج، وتضع
الأولية دائماً لأمور التجارة ومبيعات الأسلحة على حساب
حقوق الإنسان.
|