داعش.. السعودي للانتحار
كما في العراق، يتحوّل المقاتل السعودي الى المرشّح
الأوفر حظاً للموت المجاني، عبر عمليات انتحارية، حيث
يقدّمه مشغلوه من أمراء الجهاد طعماً لمحرقة الحرب في
أقرب فرصة..
مقاتلان سعوديان في تنظيم داعش، من بين القلّة النادرة
التي عادت الى الديار بعد صدور الأمر الملكي في 3 فبراير
الماضي، ذكرا طرفاً من تجربتهما في القتال في صفوف داعش.
ونقلت القناة السعودية الاولى مساء 26 مارس الماضي في
برنامج (همومنا) مقابلة مع الشابين محمد العتيبي وسليمان
العفيفي العائدين من أرض الجهاد في سوريا عنهما (أن خروجهما
للجهاد لم يكن إلا فورة ورغبة في النصرة وتعاطفا مع المستضعفين
في سوريا، موضحين أن قرارهما كان فردياً ولم يبلغا به
أحدا). ومن الواضح، أن مقابلة موجّهة من هذا النوع تنطوي
على تبرئة للمشغلين الكبار من أمراء ال سعود مثل بندر
بن سلطان وسلمان بن سلطان وغيرهم أو حتى من المشايخ. ولذلك
يلزم الحذر في قراءة رواية هذين الشابين.
يقول العتيبي والفيفي بأنهما دخلا إلى الأراضي السورية
عن طريق مهربين يوصلونهما إلى حيث يريدان ولم يشاهداهم
بعد ذلك. وهذا غير صحيح، لأن التسهيلات التي يحظى بها
المقاتلون السعوديون يعلمها القاصي والداني، فهناك أماكن
خصّصت لاستقبال المقاتلين منذ لحظة الوصول وحتى انتقالهم
الى المعسكرات الحدودية وصولاً الى انخراطهم في القتال.
هذا يشمل تركيا التي يفد اليها المقاتلون السعوديون عبر
استانبول أو انقره قبل ان ينتقلوا الى مدن حدودية مثل
ديار بكر ومن ثم الى معسكرات التدريب، في عملية تتم خلال
48 ساعة منذ لحظة الوصول والى حين دخول الاراضي السورية.
ما يهم في كلام الفيفي قوله أن (داعش) كانوا يضعون
السعوديين في الواجهة دائماً، بوصفهم لا يهابون الحرب
والموت - حسب ادعائهم - وكانوا يستغلون عواطف الشباب السعودي
بعرض عمليات استشهادية عليهم.
وأشار الفيفي إلى أنه لم ير سوريين أو عراقيين ينفذون
أي عمليات استشهادية، كما أن قادة التنظيم كانوا دائما
يخفون شخصياتهم ووجوههم مقنعة، ولا توجد لهم أي علاقة
أو تواصل بهم حيث لا يستطيعون توجيه الاسئلة لهم.
كما ذكر ضيفا البرنامج أن التكفير ظاهرة منتشرة وسط
داعش، حتى وصل بهم الأمر أنهم يتقاتلون فيما بينهم، بل
وصل الأمر أن السعودي يقاتل السعودي، وأكدا أنهما بدآ
يعيشان حالة من الضيق من هذا القتال الذي لا يعلم أحد
فيه من عدوه.
|