آل سعود والطعن من الخلف!
انتشر تسجيل مسرّب لمكالمة هاتفية بين الشيخ حمد بن
خليفة آل ثاني، أمير قطر السابق، والرئيس الليبي السابق
معمر القذافي وشارك فيها حمد بن جاسم، وزير الخارجية القطري
السابق، وتناولت المكالمة التي يعود تاريخها الى سنة 2008
آل سعود، واقعهم ومستقبلهم.
هاجم الشيخ حمد آل سعود بشكل غير مسبوق. وجاء في التسجيل
الذي بثّه ناشطون من المملكة بعنوان (تسجيلات سرية تكشف
تآمر حمد بن خليفة على السعودية) في ظل توتر العلاقة بين
الرياض والدوحة على خلفية معارضة الأخيرة للانقلاب في
مصر بقيادة عبد الفتاح السيسي، ودعم جماعة الاخوان المسلمين،
وايواء بعض المعارضين للنظام السعودي، والسماح لمراكز
بحثية أجنبية بالعمل في قطر على خلاف مع توجّهات الرياض.
اشتمل التسجيل على مواقف قطرية حادّة منها قول الشيخ
حمد عن آل سعود بأن «تلك العائلة، إذا أعطانا الله عمراً،
بعد 12 سنة لن تكون موجودة، وتذكروا كلامي هذا». ووصف
نظام الحكم في المملكة بأنه «نظام فاسد أذلّ مكة والمدينة»،
معتبراً أن من المستحيل أن تصمد الأسرة الحاكمة في ظلّ
الضغوط الداخلية، إذ إن الغضب عليها ينتشر في أرجاء المملكة
«من المنطقة الشرقية إلى جيزان وعسير وحائل وفي الحجاز
كله”.
ووصف الملك عبد الله بأنه (مسكين) وأن الذين يديره
هو (سعود الفيصل)، ثم يقارن بين وهابية قطر ووهابية السعودية
وقال (السعودية وهابية وقطر وهابية، لكن المرأة في قطر
لها حق الانتخاب كما أن الإعلام القطري حر). وأضاف: «جدنا
(محمد بن عبد الوهاب) خبيث، فهو أعطى ابن سعود الزكاة
لأنه يعرف أنه يحب الفلوس”.
وتطرق الشيخ حمد إلى القمة العربية التي عقدت في دمشق
عام 2008، مشيراً الى أن «مصر والأردن دولتان بلا كرامة
لكونهما تنسقان مع السعودية». ثم يتابع موجهاً كلامه للقذافي:
«السعودية ومصر هما الدولتان اللتان أحلّتا الخزي بالعرب».
ويُسمع في التسجيل كلامٌ لحمد بن جاسم وللشيخ حمد بن خليفة
عن «رفضهم التصالح» مع الأسرة المالكة في السعودية، فيما
رأى الأمير أن «غطرسة السعوديين لا تسمح لأحد بأن يتفاهم
معهم».وينتقد الأمير حمد المملكة قائلاً: «لولا ارتفاع
أسعار النفط الذي حصل في السبع سنوات الماضية، أقسم بالله
إنه ما كان ليكون هناك شيء اسمه سعودية أصلاً”.
ويقول الشيخ حمد في الدقائق الأخيرة من التسجيل: «نحن
نسجل ما فعله السعوديون ضدنا، وعندنا نفس طويل. فعندما
نبدأ أيّ عملية اشتباك معهم، سنقول لهم أنتم بدأتم، وهذه
تسجيلات ضدكم». ويؤكد أنه سيستمر في مواجهة آل سعود بعكس
والده «الذي كان يهادنهم»، لأن «السعوديين أذلّونا، وتاريخ
العرب يُظهر أنهم يطعنون من الخلف دائماً!». كذلك تناول
الشيخ حمد موضوعات أخرى كالملفين الإماراتي والسوداني،
معتبراً أن علاقات الدول مع السعودية «ترجعهم الى الوراء»،
كما حصل في السودان، فيما «كانت قطر تدعم جبهة الإنقاذ
الإسلامية منذ 1990”.
وبالرغم من أن الخلاف بين قطر والسعودية خفت الى حدٍّ
كبير في السنوات الماضية، حين توافق النظامان ظاهرياً
على ملفات المنطقة مع بداية «الربيع العربي»، قبل أن يطفو
مجدداً على السطح قبل فترة قصيرة على خلفية الأحداث في
مصر على وجه التحديد. وفي ظل الخلاف الذي لم تنته تداعياته
بعد، ناقش وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس التعاون
الخليجي التقرير الذي رفعته اللجنة المكلفة بمتابعة تنفيذ
آلية اتفاق الرياض حول الخلافات مع قطر. وقد دعا الأمين
العام للمجلس عبد اللطيف الزياني إلى «أهمية مواصلة اللجنة
أعمالها للحفاظ على أمن واستقرار دول المجلس».
|