تحطيم الأصنام في اليابان!
مبتعث سعودي للدراسة العليا في اليابان؛ أراد تطبيق
ما يفهمه من (الدين السعودي) فدخل أحد معابد الشنتو ـ
وهي الديانة اليابانية ـ وحطّم بعض التماثيل، عمرها نحو
ثلاثمائة عام؛ فاعتقلته السلطات هناك، واعترف بأنها ليست
المرة الأولى التي يقوم بهذا النوع من الفعل.
واضح ان هذا المبتعث يمثل منتجاً أصلياً للتعليم في
السعودية؛ فهو قد تعلّم تكفير المسلم، وأخيه المواطن،
فكيف به وهو يرى تماثيل في بلد (كافر) تشبه الأصنام، واعتقد
انها تُعبد من دون الله، فأراد تكسيرها، على طريقة الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر ـ السعودية.
استهوت الحادثة كثيراً من الصحفيين والناشطين للتعليق
عليها على مواقع التواصل الإجتماعي. فالصحفي أنس زاهد
علّق: (يخرب بيته؛ ألم يقرأ الآية: "ولا تسبّوا الذين
يدعون من دون الله، فيسبّوا الله، عَدْواً بغير علمٍ،
كذلكَ زيّنّا لكلّ أمةْ عملهم"..)؟. والصحفي ناصر الصرامي،
يميل الى السخرية فيقول: (الفاعل معذور؛ فقد دُرِّسْنا
ذلك في مناهجنا. أصبح كل ما يشبه الصنم أو قبّة، مرشحاً
للعبادة من دون الله، حتى ولو كان عملاً فنيّاً). أيضاً
تميل ريم الصالح الى إعذار الفاعل: (فهذا اللي درّسونا
إيّاه بالمدرسة. الفرق هو انه طالب شاطر، حين طبّق الدرس
عملياً؛ وإحنا نسيناه بعد الإختبار).
اما الصحفي عبدالله بن بخيت، فيسخر: (أمريكا تطالب
اليابان بإجراء تعديلات دستورية، قبل إعلان اليابان إمارة
إسلامية)؛ ليكمل ابو البراء السخرية بالقول: (الله أكبر..
أسود الصحوة يحتسبون في اليابان، وقريباً سيترك البوذيون
ديانتهم، ويدخلون في دين الله أفواجا)؛ فيكمل آخر: (وبعد
دخول اليابانيين لدين الله أفواجاً، سنرسلُ لهم مؤلفات
ابن تيمية، وسيرسلون لنا سياراتهم وهم صاغرون.. الله أكبر)!
غير ان الصنمية قد لا تكون تماثيل من أحجار، بل بشرا
يعبدون من دون الله، مثل الحكام الطغاة؛ فلماذا محاربة
عبادة الصنم في بلاد غير مسلمة؛ وترك عبادة الأمير السعودي
او الشيخ الوهابي في بلد الوحي والمقدسات؟
أحمد يسأل الطالب مكسّر الأصنام في اليابان: (طيّب،
هناك صنمٌ يمسك وزارة، له عشرين سنة. روحوا كسروه، وشكراً).
والمفكر محمد علي المحمود يعلق: (يكسرُ صنماً لا يضرّ
ولا ينفع، يُهين مضيفيه في مقدساتهم، وهو يحمل في قلبه
مئات الأصنام التي لا يجرؤ على مناقشة قداستها). إذن فمن
الأولى على الطالب المبتعث تحطيم الأصنام البشرية التي
يعبدها من دون الله في بلاده.
اما الناشطة سعاد الشمري فتعلق: (إسمه تمثال وليس صنماً.
بعدين فهّموهم انها لا تُعبد من دون الله مثل تقديس مشايخكم.
انما هي ترمز لأشياء كتمثال الحرية). ولا يستغرب المواطنون
هذا الفعل الداعشي، فقد تكرر من نفس المدرسة من قبل حين
تم تحطيم تماثيل آشورية في سوريا لم يمسّها صفوة المسلمين
على مر التاريخ، او حين قامت طالبان بتحطيم تمثال بوذا
بالمتفجرات في أفغانستان.
قال أحدهم: (من أين للعالَمِ بشراً غير السعوديين يصنعونَ
العَجَب، ويُحدِثون الصّخَبَ. نحن في الكون آية)!
|