محام يدافع عن الشيطان!
لم يبق من مؤسسات الدولة وشخصياتها إلا وحرّض على معاقبة
المغردين والكتاب؛ ابتداءً من الملك نفسه وولي عهده والعديد
من الوزراء والوزارات، اضافة الى مشايخ السلطة، وكتابها
في الصحف، وخبرائها في الأمن، وحتى المحامون الذين يفترض
فيهم الدفاع عن حقوق المواطنين الأولية في حرية التعبير.
من آخر صرعات التهديد والوعيد، أن المحامي سلطان بن
زاحم، عضو فريق التشريع السعودي بمجلس التعاون الخليجي،
ندد بتكتل نحو تسعين محامياً للدفاع عن ثلاثة من زملائهم
حوكموا بسبب تغريدات في تويتر، قالت السلطة القضائية المتشددة
بأنهم شوهوا القضاء وحرضوا على وزارة العدل. واتهم بن
زاحم زملاءه المحامين بالوقوف وراء التهييج في تويتر ضد
الأحكام، ووصف ما يكتبون بالإبتذال والإسفاف يقوم به شرذمة
من المحامين عصفت بهم رياح التهييج، ويتآمرون مع حسابات
وهمية في تويتر تحرض على امن البلاد واستقرارها. وزاد
المحامي بأن هناك قضاة شاركوا في التهييج، وقد اصابهم
شيء من عدالة القضاء المُسعود، حيث حوكموا هم أيضاً، وطالب
ابن زاحم بأحكام رادعة لمثل هذه الأفعال المشينة حسب قوله.
وتشعر السلطات السعودية بأن فقدانها السيطرة على الفضاء
الإلكتروني يجعلها عرضة لنقد لم تتعود عليه، وتسقيطاً
لرمزية آل سعود وحقهم في الحكم، وتشهيراً بالمؤسسة الدينية
وفسادها بعد ان كانت محصنة ضد النقد، ووجود قوانين رادعة
لذلك.
والمحامي الحكومي ابن زاحم هذا، كان قد افترى على ملايين
من المواطنين الشيعة في السعودية، وتطاول على أعراضهم
في ابريل ٢٠١٢ وقال أن اغلبهم (أبناء زنا) ما أثار ضجّة
كبيرة ولكن الحكومة الطائفية لم تعتبر ذلك تحريضاً على
الكراهية، ولا خطأ يستوجب الإعتذار. ومثل ذلك المؤسسة
الدينية الوهابية التي ترى المحامي ابن زاحم احد وجوهها
العدليين!
|