سبعمائة ألف مواطن بدون جنسية
يقدر عدد المواطنين الذين لا يحملون جنسية، بنحو سبعمائة
ألف مواطن، ولد على تراب السعودية، ولكنه لا يستطيع العمل
او الدراسة او الزواج او السفر الى خارجها، ولربما تم
طرده خارج المملكة ان رغبت السلطات في ذلك.
هي مشكلة تتضاعف، وتنعكس بشكل مباشر على الأمن، ولا
نيّة للسلطات في حل هذا الملف المؤلم، الذي يتوقع الناشطون
الحقوقيون انه سينفجر يوماً بوجه العائلة المالكة والمجتمع
على حد سواء.
وزير الحرس الوطني، متعب بن عبدالله، تحدث بالنيابة
عن أبيه الملك مؤخراً وقال بأن أباه مهتم بملف (البدون).
وأشاد متعب بتضحيات البدون أثناء حرب الكويت وإرهاب القاعدة،
واضاف: (لقد فقدنا في حرب الخليج وفي الحرب على الإرهاب
اشخاصاً من البدون حاربوا عن الوطن وماتوا من اجله).
لكن بعيداً عن هذه التصريحات، فهي تشير الى نحو ثلاثة
الاف اسرة من القبائل تقطن في مجملها شمال المملكة، في
حين ان الجزء الأعظم من البدون متواجدون في الحجاز، خاصة
جدة، وهم بمئات الألوف، وهؤلاء لا يجري الحديث عنهم. وفي
كلتي الحالتين، لا شيء تغيّر على الأرض حتى الآن، رغم
أن جمعية حقوق الإنسان اقترحت تخفيفاً للقيود على هؤلاء
المواطنين الذين ولدوا هم وآباؤهم وربما أجدادهم على الأراضي
السعودية. وقالت الجمعية بأن (الجهات الرسمية لم تتعامل
مع مشكلة البدون بموضوعية وواقعية وسرعة، وقد اتضح ذلك
م خلال الردود الرسمية التي تصل الى الجمعية بشأن قضايا
هؤلاء). واعتبرت الجمعية وزارة الداخلية مسؤولة عن الأمر،
فهناك ـ حسب تعبيرها ـ حرمان الكثير من الحصول على حقهم
في الهوية، وهذا مقدمة للحقوق المدنية، خاصة وان بعضهم
سُحبت هوياتهم لأسباب مختلفة.
وتقول جمعية حقوق الانسان بأنها لاحظت ان هناك جهات
رسمية غير راغبة في بحث وضع البدون بصورة شاملة او النظر
فيما يقدمه أفرادها من مستندات وما يحيط بهم من وقائع
تساعد وتشير الى إثبات سعوديتهم. مضيفة بأنه عند البحث
بموضوعية وواقعية وجدت الجمعية ان الإجراءات التي اتخذت
بحق عوائل البدون لم تكن نظامية وجردتهم من حقوقهم اعتماداً
على تحقيقات اتسمت بالإكراه وعدم العدالة.
|