العريفي والتحريض على العنف
السعودية مصدر العنف والطائفية والتشدد. هذه حقيقة
يعرفها العالم وفي مقدمتهم المواطنون السعوديون أنفسهم.
لكن للسعودية أوجه نفاقية عديدة، فهي تحرض على القتل وتعلن
براءتها النظرية من القتلة القاعديين والداعشيين، وهي
تؤسس مراكز حوار وطني او مذهبي، وفي نفس الوقت تمتليء
صفحات جرائدها بخطاب طائفي غير مسبوق، يكرره مشايخ النظام
على منابر الجمعة، وغير الجمعة ايضاً. لا نحتاج الى جهد
كبير لاكتشاف ما يجري؛ لكن وكما يقال ـ شرّ البليّة ما
يضحك ـ فإن محمد العريفي، الاستاذ في جامعة الملك سعود،
وخطيب جمعة في أحد مساجد العاصمة، دأب على التحريض على
الكراهية الطائفية وحتى العنصرية بين المواطنين وغير المواطنين
في عشرات من خطبه، ولكن لم يعنِ ذلك شيئاً للنظام.
بريطانيا قررت اواخر يونيو الماضي منع محمد العريفي
من دخول اراضيها، لأنه ثبت لديها أن وجوده ضارّ بالأمن
القومي، كونه شجع ثلاثة مواطنين بريطانيين من أصول باكستانية،
ظهروا في مقاطع فيديو، يقاتلون مع داعش والقاعدة في سوريا.
وتدور الاتهامات الموجهة إلى العريفي حول إلقائه محاضرات
في مسجد المنار بمدينة كارديف. ويُعتقد بأن البريطاني
رياض خان (20 عاماً) الذي كان يحلم بأن يصبح أول رئيس
وزراء لبريطانيا من أصل آسيوي، وفاجأ ذويه بشريط فيديو
يظهر مشاركته في القتال مع «داعش»، وعبدول مياح (27 عاماً)
الذي دين بتدبير مؤامرة لشن هجمات في لندن على غرار هجمات
مومباي، وشقيقه غورو كانث ديساي (32 عاماً)، والمتورط
معهما عمر لطيف (30 عاماً) حضروا دروس العريفي في مسجد
المنار.
وسبق لسويسرا وبلدان غربية أخرى قد رفضت أن تطأ أقدامه
أراضيها.
في الإتجاه نفسه، كتب نيل هيكس، في موقع ديفنس نيوز
مقالاً
، بعنوان: (ضعوا قضية حقوق الإنسان في صلب الاستراتيجية
الخليجية)، أكد فيه أن تصدير التطرف الديني والحشد له
كان احد عناصر السياسة الخارجية السعودية لوقت طويل، وإن
عدم نشر حقوق الإنسان والديمقراطية متزامناً مع الترويج
لخطاب التطرف وعدم التسامح الديني السعودي وكذلك الدعم
المباشر للجماعات العنيفة المتطرفة، يمثل تحدياً للإستراتيجية
الأميركية.
|