مراقبة المساجد بالكاميرات
قررت السلطات السعودية تركيب كاميرات مراقبة في نحو
أربعة وتسعين ألف مساجد وجامع في مختلف مناطق المملكة.
هذا ما صرح به مسؤول في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف
السعودية عبدالله الهويمل، حيث أكد ان نظام التحكم الآلي
المزمع اتباعه من خلال كاميرات تلفزيونية سيتيح للوزارة
متابعة المؤذنين والأئمة، بحيث يتم بسهولة تسجيل وتصوير
خطب الجمعة.
وكانت المساجد في السعودية قد بدأت بالتحوّل من أداة
بيد النظام لقمع المواطنين وتضليلهم، وتأكيد شرعيته الدينية،
والتغطية على مفاسده.. الى منابر ضدّه، او اماكن التقاء
وتجمّع لتجنيد المعارضين له وفق ذات الأيديولوجية التي
يزعم ترويجها.
ولاحظت قوى المباحث الأمنية أن كثيراً من الخطباء يميلون
الى القاعدة وداعش، ويرفضون الدعاء عليهم، رغم مطالب وزارة
الشؤون الإسلامية نفسها، وهو ما حدث بعد مهاجمة القاعدة
لشرورة جنوب البلاد. وفي الماضي كانت الدول المحسوبة على
العلمانية هي التي تخشى المساجد وتراقب نشاطاتها، واليوم
تحوّلت السعودية الى ذات النهج، مع أن كل الخطباء تعيّنهم
السلطة من معتنقي ايديولوجيتها الوهابية.
والرياض المهووسة بالأمن.. تجنّد وزارة داخليتها عشرات
الألوف كل عام في أجهزتها الأمنية المتعددة والمتضخمة؛
لتسكين القلق الداخلي الذي يلمّ بالأمراء. الوزارة لازالت
تنشيء بين الفينة والأخرى مؤسسات أمنية جديدة، فضلاً عن
التشريعات، والفرمانات الأمنية الإعتباطية والتي لا تجلب
سوى السخرية، حيث هددت السلطات مؤخراً بأن من يتحدث عن
حالة الجوّ بدون تصريح سيتم معاقبته، وذلك بعد تصاعد النقد
بسبب السيول التي كشفت بعضاً من الفساد المتغوّل في البلاد
المسعودة.
|