السيف الأجرب: رمز السلطة وإرثها
في أول لقاء بين ابناء الملك الراحل عبدالله مع الملك
الجديد الذي ازاح اثنين منهم من إمارتي الرياض ومكة، قدّم
ابناء الملك عبدالله هدية للملك سلمان عبارة عما عرف بـ(السيف
الأجرب)، تأكيداً لولائهم له وخضوعهم لإرادته، وكبادرة
حسن نيّة بأنهم لا ينوون مصادمة قراراته وأوامره.
وآل سعود ـ وبالخصوص الملك الجديد ـ غالباً ما يتحدثون
عن (السيف الأملح) و(السيف الأجرب) في اشارة الى أن الحكم
السعودي أخذ الحكم بالسيف اي بالقوة، وأن من يريد تغيير
الحكم لا سبيل له الا استخدام القوة، ما يعني ضمناً تشريع
العنف من اجل الوصول الى السلطة.
هذه الخطوة التصالحية من انباء الملك الراحل لا تخفي
القلق من الاجراءات التي اتخذها الملك سلمان للقضاء على
ارث والدهم، وربما ابعادهم نهائيا عن كعكة السلطة.
حسب الاصلاحي المحامي محمد سعيد طيب، فإن الملك سلمان
ـ وكان حينها اميراً للرياض ـ وفي حفل اهلي في مدينة جدة
عام ألفين وثلاثة، وجد احد الناشطين فرحاً بوعود ولي العهد
عبدالله ـ الملك فيما بعد ـ بالإصلاح، وذلك بعد ان تقدم
اصلاحيون بعريضة اصلاحية سميت عريضة (الرؤية)، حينها اجابهم
عبدالله بأن (رؤيتكم هي مشروعي). الأمير سلمان خاطب ذلك
الاصلاحي في جدة قائلا: لا تفرح كثيراً، لن يتحقق ما تريدون،
(اللي يبغاها ياخذها بالسيف)!
وتطفح كتب التاريخ السعودي بالحديث عن السيف الأملح
او الأجرب، خاصة الملك المؤسس ابن سعود، حيث يشير دائماً
الى ان (السيف لازال بيدنا) حسب تعبيره، وهو ما نقله امين
الريحاني عنه مباشرة في كتابه ملوك العرب.
لكن حكاية السيف الأجرب بالذات لها مسار مختلف، فقد
آل السيف الذي يعود الى مؤسس الدولة الثانية منذ قرن ونصف
الى عائلة ال خليفة في البحرين، وحين زار الملك عبدالله
المنامة في 2010، اهداه اياه ملك البحرين حمد بن عيسى
آل خليفة.
المهم هو السؤال التالي: هل اعلان أبناء الملك عبدالله
الولاء لسلمان سيحد من الأطماع السديرية؟ ام سيكون الحرس
الوطني هو السيف الحقيقي وليس الأجرب او الأملح لآل عبدالله؟
|