سويسرا تلاحق (الطفل المعجزة) لاختطافه أميرا
عادت الى الواجهة من جديد، وعبر المحاكم الاجنبية قضية
بوليسية نفذها النظام السعودي ضد معارضيه في الخارج، وما
تحمله من انتهاكات لحرية التعبير ولقوانين الدول الاخرى،
وهي تكشف جانبا من الصراع الخفي على السلطة والثروة بين
امراء العائلة الحاكمة.
|
الأمير المخطوف سلطان بن تركي يرفع دعوى في سويسرا
|
ففي منتصف يونيو 2003، اختفى الامير سلطان بن تركي
بن عبدالعزيز من جنيف بعد ان شن حملة انتقاد ضد الفساد
المالي والاداري في السعودية، وبعد ان وعد بعقد ندوة خاصة
عن الفساد في وزارة الدفاع.
وأحيطت ظروف اختفاء الامير بالسرية البالغة،
وسرت في البداية شائعات بأن الامير تفاهم مع المسؤولين
في العودة والقبول بعرض مالي مغر. لكن الاخبار بدأت تتسرب
فيما بعد عن عملية خطف معقدة شارك في التخطيط لها والمساهمة
فيها عدد من الامراء والمسؤولين، وتبين بعد ذلك بأيام
ان الامير يرقد في قسم العناية المركزة في المستشفى التخصصي
بالرياض في حالة غيبوبة، ثم نقل الى منزله في اقامة جبرية
وتحت حراسة مشددة.
ظن امراء العائلة الحاكمة وخاصة الاميرين سلطان ونايف
ان تصريحات الامير سلطان بن تركي التي بدأها في 2002،
مجرد طفرة او حالة غضب يمكن احتواؤها بسهولة، إما ماديا
او بوسائل التأثير الخاصة في الاسرة الحاكمة. لكن الامير
سلطان بن تركي واصل تصريحاته، وبدأ يخطط لعمل بعيد المدى
في فضح الفساد المالي والاداري، وفوضى القرار في الاسرة
الحاكمة، مما اقنع ال سعود بضرورة وضع حد له.
الآن وبعد اثني عشر عاماً، استطاع الأمير المخطوف،
أن يهرب مرّة اخرى، وأن يرفع دعوى قضائية في سويسرا ضد
ابن عمه الأمير عبد العزيز بن فهد، ووزير الشؤون الإسلامية،
صالح آل الشيخ، متهما اياهما بترتيب تخديره ثم خطفه الى
الرياض. وتقول صحيفة الغارديان البريطانية، ان الدعوى
تمثل أحد أوجه النزاع بين جناحين في العائلة الحاكمة في
السعودية، فالأمير سلطان من بين الأصوات النادرة في العائلة
التي تنادي بالإصلاح. وأشارت الغارديان أن مواقف الأمير
سلطان دأب على اتهام وزارتي الدفاع والداخلية بالفساد،
ما أدى الى تعرضه لاعتداء من قبل خمسة اشخاص ملثمين أفقدوه
وعيه بعد اجتماع جمعه بالأمير عبد العزيز بن فهد وصالح
آل الشيخ، وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية.
ونقلت الغارديان عن الأمير سلطان قوله أنه تعرض للتخدير،
وأنه أخذ في طائرة إلى الرياض، وأنه قد أصيب بجروح واحتجز
في سجن عدة أشهر، ثم سمح له بالعودة إلى بيته في الرياض،
ووضع تحت الإقامة الجبرية، حيث تمكن من الافلات منها على
حد تعبيره عام 2010.
|