دفاع سعودي وهابي: لسنا إرهابيين!
نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا يوضح فيه ان السعودية
تمول الإرهاب في كوزوفو، في وقت تحاول فيه الرياض ومشايخها
تبرئة انفسهم وأموالهم وشبابهم وايديولوجيتهم الوهابية
من الإرهاب!
الرياض اليوم مكسورة نفسياً، بسبب تصديق مجلس الشيوخ
على مشروع قرار يحاكم الرياض بشأن تمويلها لتفجيرات نيويورك
وواشنطن في العام ٢٠٠١. لكن الرياض نفسها ومشايخها، لا
يكتفون بنفي التهمة عن أنفسهم، بل ويوجهونها الى أن إيران
هي التي تدعم الإرهاب، وهي التي مولت تفجيرات ٩/١١؛ وهي
التي ربّت داعش. لكن مصيبة الرياض ان أحداً لم يصدّقها،
والعالم كله يؤشّر اليوم بالإتهام اليها بشكل مباشر، وليس
مواربة.
رداً على ما نشرته نيويورك تايمز، حشدت السلطات السعودية
جمهورها لنفي التهمة عن نفسها وعن ايديولوجيتها الوهابية
النجدية.
موظف الإعلام محمد الأحمد قدم دليلاً على براءة الرياض
من ممارسة الإرهاب، فقال بأنها نفذت اكبر عدد من الإعدامات
بحق الإرهابيين، والقى بالتهمة على آخرين. والداعية سامي
المغلوث قال ان التهم الصقت جزافاً بـ (مملكتنا الغالية)
واستنتج ان ذلك دليل على (خوف الغرب من التقدم والإستقرار
الذي ننعم به)! وحوّل المغلوث المعركة الى دينية حين جاء
بالآية الكريمة: (ولايزالون يقاتلونكم)! اي الكفار الأمريكان،
الذين يجلس آل سعود في حضنهم منذ عقود ولازالوا!
آخرون قالوا بأن أمريكا هي أصل الإرهاب ومن يدور بفلكها؛
ويبدو ان المسعودين انتبهوا الآن ان امريكا ارهابية بعد
ان تورطوا؛ مع أن من يدور في فلك امريكا هم آل سعود، ويفترض
ان يشملهم الاتهام. وألقى المتطرف عبدالله بن زقيل باللائمة
على اعلام الرياض الخارجي، وكأن الحرب اعلامية فحسب، ويقول
ان الرياض عانت من الإرهاب. وهذا صحيح، فهي منتجة مُفرّخة
له، ولكن أصابها بعض شرره الآن.
اما الإخواسلفي عبدالله الملحم، فيدافع بأن لا صلة
للسعودية بالإرهاب، وان طائراتها لم تشارك في قصف الفلوجة!
وهذا دليل عبقري على ما يزعمه. وكغيره من النجديين، يدافع
عبدالعزيز السياري عن الحكم النجدي فيقول بأن بلاده انفقت
المليارات لمحاربة الإرهاب، وأن ايران فعلت العكس! والإخواني
عبدالعزيز العمري يستثمر المناسبة فيضرب الاعلام السعودي
الذي هو ايضاً يتهم السعوديين بتمويل الارهاب، ومثال ذلك
العربية التي تبث برنامج صناعة الموت.
حمزة الحسن، المعارض، وصف المدافعين عن آل سعود بالمنافقين
واضاف: (ايديولوجيتهم هي مرجعية داعش والقاعدة، وأموالهم
ذهبت للإرهابيين، وشبابهم يفجّرون في كل الدنيا. من يصدق
ان لا صلة للسعودية بالإرهاب؟)، في حين تسخر فاتن الغامدي
فتقول: (لا صلة للسعودية بالإرهاب، ولا لعلمائها، ولا
مشايخها ولا مناهجها، ولا حلقات تحفيظ القرآن فيها، ولا
الشيخ محمد بن عبدالوهاب، كذبوا ورب الكعبة).
وفي الحقيقة، فإن دفاع اتباع النظام إزاء تهم الإرهاب،
هو دفاع عن الذات.. دفاع عن منطقة نجد التي رغم اقليتها
تسيطر على الدولة كاملاً، ودفاع عن أيديولوجية الأقلية
الحاكمة (الوهابية)، ودفاع عن مصالح نجد المركّبة على
مصالح النظام السياسي النجدي. لهذا وإن اختلف الجميع بشأن
بعض السياسات، الا انهم متفقون على الدفاع عن النظام،
لأنه دفاع عن النفس. فرحيل آل سعود وحكمهم، نذير شؤم للوهابية
وللمناطقية النجدية، وللمصالح الفئوية.
|