المطر يهين أرامكو والملك ويفضح الفساد
كما في كل عام، زخّات من المطر، تفضح المستور، بأن
الفساد معشعش في مملكة الفساد.
زخات مطر، وتغرق السيارات، والحيوانات، وحتى البشر
أيضاً. وفي كل عام تتلف الأنفس، ويتذرع الأمراء بحجج واهية،
وبوعود محاسبة للفاسدين، وهم أكبر الفاسدين.
زخات قليلة من المطر، تغرق معها الشوارع، والأسواق،
والمطارات، والمنازل، وتتعطل الحياة العامة.
قليل من المطر فقط، ولو لساعات، حتى تأتيك الإنذارات،
بأن المدارس قد عُطلت، وحين لا يأخذ مدراء المدارس بهذه
التهديدات ويصرون على الدراسة، تنقلب حياة الجميع الى
جحيم، داخل وخارج المدرسة، ويصبح قلق الأهالي سيد الموقف.
تتوقف الحياة العامة، ويخاف الناس على المسافرين في
الصحارى، حيث تنقطع الحياة بأشكالها المختلفة. ومن يجازف
قد يلقى مصيراً أسوداً، يتعدّى خسارة سيارته. كما كاد
يحدث لألماني في الباحة.
بعض المناطق أصبحت كمدينة البندقية، ولم يسلم المواطنون
حتى في منازلهم.
هذا العام، حدث فيه شيء جديد. فقد كان الملك سلمان
في زيارة للمنطقة الشرقية، وكان حظّه أسوداً هذه المرّة!
جاء الملك لافتتاح مركز ثقافي تكفلت ببنائه أرامكو،
وسلمته لسعد الحريري وشركته سعودي اوجيه من أجل تشييده.
في يوم الإفتتاح للمبنى الذي كلّفته ثمانمائة مليون
دولار، أي ثلاثة مليارات ريال فقط، نصفه على الأقل ذهب
بالطبع للنهب من قبل الأمراء.. وفيما كان الجميع ينتظر
قدوم الملك سلمان لافتتاح المبنى حدثت المعجزة، فقد امتلأ
المبنى بالماء خارجاً وداخلاً، وكأن الله أراد أن يفضح
الظالمين الفاسدين جميعاً.
تأجل الإفتتاح، واعتذر وزير النفط، لكن مكانة ارامكو
ـ شركة النفط، اصبحت في الحضيض، فقد نخرها هي الأخرى الفساد.
الدكتور تركي الحمد علّق: (الغارقون في الفساد أصبحوا
يضعون أيديهم على قلوبهم مع قدوم الشتاء وموسم الأمطار،
ولسان حالهم يقول: رجعت الشتويّة.. الله يعدّيها على خير).
لكن آخرين قالوا بأن كلام الحمد غير صحيح؛ فما عاد الفاسدون
يقلقون او يخشون على انفسهم. لم يُجرَّم فاسد واحد، ولا
أدلّك على ذلك سيول جدّة. الفساد لم يعد جريمة في مملكة
الفساد.
|