مملكة قمعية وتنشر التعصّب
كتب الباحثان في منظمة «مشروع الديمقراطية في الشرق
الاوسط» كريستيان بيشكوف، وآمي هاوثورن مقالة نشرت على
موقع معهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى قالا فيها إن «عدم
التسامح هو في قلب النظام السعودي».
و اشار الكاتبان الى أن النظام القانوني في السعودية
يمارس التمييز بشكل كبير ضد من هم ليسوا من الطائفة السنيّة،
بحسب تعبير الكاتبين. كما استشهدا بما وثّقته منظمتا
“Human
Rights Watch” والعفو الدولية عن ممارسة التمييز قانونياً
واجتماعياً ضد الشيعة في السعودية، وتنفيذ الإعدامات بحقّهم
تحت غطاء محاربة الارهاب.
ونبّه الكاتبان كذلك الى غياب حرية الدين في السعودية،
وإلى منع المغتربين من ممارسة دينهم بشكل علني. كما قالا
في السياق نفسه أنه وبحسب اللجنة الاميركية للحرية الدينية
الدولية، فإن قوات «الشرطة الدينية» تواصل اعتقال العاملين
المغتربين الذين هم أتباع لدين غير الإسلام بسبب ممارسة
دينهم داخل المنزل.
الكاتبان تطرقاً كذلك الى الكتب المدرسية التي تدرّس
في السعودية، مذكّران بأنها تحتوي على لغة تحريض وتروّج
كذلك للتعصب وتهاجم أيضاً من هم ليسوا من المسلمين السنّة.
وأشارا الى شهادات أدلى بها مؤخراً خبراء أمام الكونغرس
قالوا فيها ان الكتب المدرسية هذه تتضمن تعليمات بقتل
الناس لأسباب غير وجيهة، وكذلك تشجّع على العنف. وذكّرا
بما نشرته صحيفة (نيويورك تايمز) بأن تنظيم داعش الإرهابي
إستخدم الكتب المدرسيّة التي تدرّس في السعودية لتعليم
الاطفال في المناطق التي سيطر عليها التنظيم. وشدّدا على
أن ذلك هو مؤشّر على «الالتقاء» بين الخطاب الديني الرسمي
في السعودية من جهة، وأيديولوجية التنظيمات المتطرفة من
جهة أخرى.
كما عدّ الكاتبان أن خطاب المؤسسة الدينية في السعودية
يبقى مثيراً للقلق، ولفتا الى أن رجال دين مثل محمد العريفي
ومحمد المنجد يستخدمون خطاباً يروّج لمعاداة المرتبة الدونيّة
للنساء. وتابعا بأن نظام التمييز ضد النساء يبقى مترسّخاً،
وبأن ذلك منصوص عليه في القانون السعودي.
وتحدّث الكاتبان عن غياب شبه كامل لحقوق الانسان في
السعودية، اذ أشارا الى عدم وجود حرية التعبير، أو حرية
التجمع، أو حرية الاعتقاد. وأضافا بأن انتقاد الحكومة
هو عملياً غير قانوني، ويعاقب عليه بالسجن والجلد، علاوة
على منع تأسيس الأحزاب السياسية، والنقابات، ومنظمات حقوق
الانسان المستقلة.
اما نظام العدالة الجنائية، بحسب الكاتبين، فيفتقد
لأبسط المتطلبات، ويسوده الاعتقال التعسفي، وغياب المحاكمات
العادلة، وتجاهل المعايير القضائية الدولية. كما نبها
الى أن حكم الإعدام ينفذ بقطع الرأس، وأن 44 شخصاً أعدموا
حتى الآن خلال عام 2017 الحالي، من بينهم نسبة 41 بالمئة
بسبب «نشاطات غير دموية» مثل المشاركة بمظاهرة سياسية،
بحسب التقارير.
عقب هذا السرد شدّد الكاتبان على انه ما من شيء مشترك
بين الولايات المتحدة والسعودية على صعيد القيم، بحسب
تعبيرهما. ووصفا السعودية بأنها مملكة محافظة «قمعية»
تواصل نشر «تفسير متعصب للإسلام الذي لديه الكثير من القواسم
المشتركة مع الايديولوجية السلفية الجهادية التي تهدف
سياسة مكافحة الارهاب الغربية ظاهرياً الى تشويه سمعتها».
وقالا إن علاقات الولايات المتحدة مع السعودية لن يكون
لها أبداً «نفس الجذور العميقة والمكاسب الثابتة»، كما
هو الأمر مع حلفاء أميركيا «الديمقراطيين».
|