فضائح تعقبها نوائح
كشفت صحيفة (ذي ديلي تلغراف) في الخامس من يوليو عن
تورّط مسؤول بريطاني آخر في فضيحة صفقة شركة BAE لأنظمة
الدفاع المتهمة بدفع رشاوى لأمراء من العائلة المالكة
في السعودية (صفقة اليمامة).
وقالت الصحيفة إن وجهاً جديداً في الحكومة البريطانية
ظهر تورطه في قضية وقف تحقيق مكتب مكافحة الفساد بقضية
اليمامة، وهو مستشار مجلس الوزراء البريطاني السير ريتشارد
موترام.
واوضحت الصحيفة بأن موترام كان أحد الشخصيات التي حذّرت
من أن الإستمرار بالتحقيق في صفقة اليمامة سيضرّ بالأمن
القومي البريطاني، لأنه قد يدفع بالسعودية إلى التوقف
عن التعاون في مجال مكافحة الإرهاب.
ونقلت الصحيفة عن روبرت واردل مسؤول مكتب مكافحة الفساد
قوله أمام لجنة الشؤون الدستورية بمجلس العموم البريطاني
إنه قرّر وقف التحقيق بعد أن قُدِّمت له وثائق تثبت تعرّض
الأمن القومي للخطر في حال الاستمرار بالتحقيق، ومنها
وثائق قدّمها موترام.
وأشارت الصحيفة إلى أن انتقاد دور موترام في توقيف
التحقيق بصفقة اليمامة يتمّ على أساس أنه كان في الماضي
قريباً جداً منها بفضل منصب مستشار وزير الدفاع الأسبق
مايكل هيزلتاين الذي لعب دوراً رئيسياً في مفاوضات إبرام
الصفقة مع السعوديين.
وكان موترام من بين عدد من الشخصيات الرئيسية التي
حذّرت من مواصلة التحقيق في دعاوى دفع بي أيه إي رشى من
أجل الفوز بعقود ضخمة مع السعودية كونها تضر بالأمن القومي
البريطاني، لأن السعودية قد توقف تعاونها في محاربة الإرهاب.
تحذيرات موترام تلك كانت الخطوة التي استدرجته نحو
المصيدة، حيث كشف روبرت واردل رئيس مكتب التحقيق في الغش
التجاري الذي أبلغ لجنة الشؤون الدستورية في البرلمان
البريطاني بأن تلك التحذيرات التي كانت تمرر بين رئيس
الوزراء والإدعاء العام تضمنت أوراقاً من السير ريتشارد
موترام، حيث تبين لاحقاً بأن الأخير كان قريباً جداً من
صفقة اليمامة. ففي الثمانينات كان موترام السكرتير الدائم
لوزير الدفاع البريطاني الأسبق مايكل هزلتاين، الذي لعب
دوراً رئيسياً في المفاوضات المتعلّقة بالصفقة مع السعوديين.
|