كابوس (اليمامة)
حملة الانتقادات الواسعة التي تتعرض لها العائلة المالكة
من قبل وسائل الاعلام البريطانية استقطبت إهتماماً خاصاً،
فقد مُنِحَت صحيفة الجارديان اللندنية جائزة بول فوت للحملة
الصحفية التي قامت بها لتغطية عمليات الفساد والرشوة في
صفقات الأسلحة البريطانية للسعودية. وقالت الصحيفة في
السادس عشر من أكتوبر الماضي أن تغطيتها والتي كشف بموجبها
الصحافيان ديفيد ليغ وروب إيفانز عن قيام شركة الأسلحة
البريطانية العملاقة (بي إيه إي) بدفع مبالغ سرية بلغت
أكثر من مليار جنيه إسترليني للأمير السعودي بندر بن سلطان
لتأمين حصولها على أضخم عقد تسلحي في تاريخ بريطانيا تقاسمت
الجائزة مع الصحافية ديبورا وين من المؤسسة الإعلامية
(فري بريس). وأضافت الصحيفة بأن القضاة قرروا منح الجائزة
للصحافيين العاملين لديها لكشفهما عن سلسلة من فضائح الفساد
ضد شركة بي إيه إي (أدّت إلى فتح أربعة نقاشات برلمانية
بشأنها، وإزاحة النائب العام (اللورد غولدسميث) عن منصبه،
وفتح تحقيقات جنائية حول القضية في ثلاث قارات، وفتح تحقيق
من قبل وزارة العدل الأميركية، وكذلك تحقيق خاص من قبل
منظمة التعاون الإقتصادي والتنمية بموجب المعاهدة الدولية
لمكافحة الفساد).
من جهة ثانية، أدّت فضيحة الرشى الى إعلان رئيس شركة
بي أيه إي عن استقالته العام القادم. وذكرت الجارديان
بأن المدير التنفيذي مايك تيرنر قرر الإستقالة من منصبه
في أغسطس العام القادم بعد 42 عاماً قضاها مع شركة الدفاع
والطيران البريطانية بي أيه إي. وقال تيرنر بأنه قرر التقاعد
بعد بلوغه سن الستين، وكان تيرنر المدير التنفيذي للمجموعة
الخاضعة تحت التحقيق في كل من بريطانيا والولايات المتحدة
بخصوص عدد من صفقات التسلّح، أبرمت خلال السنوات الخمس
الماضية. وقد أخضغ مكتب التحقيقات في الغش التجاري شركة
بي أيه إي للتحقيق وفي يونيو الماضي بدأت وزارة العدل
الأميركي بالتحقيق الرسمي في التزام المجموعة بقوانين
مكافحة الفساد، بما يشمل عقد اليمامة مع السعودية، وقد
رفضت بي أيه إي بصورة دائمة أي عمل مخالف للقانون.
|