دور الوهابية والمال السعودي في مصر
نقل موقع ميدل إيست أون لاين في الثامن والعشرين من
أكتوبر الماضي أن ثمة عوامل عدة خلف اتساع ظاهرة التحرش
الجنسي، فالى جانب البطالة هناك تاخر سن الزواج وصعوبته
بسبب ارتفاع تكاليفه في مجتمع غالبيته تدين بالاسلام الذي
يحرم العلاقات الجنسية بدون زواج. وتبدو الظاهرة مثيرة
للدهشة في مجتمع محافظ يسود فيه الخطاب الديني طوال الوقت.
ولكن التناقض ليس سوى ظاهرياً حسب الباحثة المتخصصة في
علم الإجتماع دلال البرزي.
وتقول البرزي أن الخطاب الوهابي الوافد من المملكة
العربية السعودية أدى الى (وجود منظمة تدعو الى احتقار
المرأة). وتتابع (في خطب الأئمة الوهابيين التي تذيعها
القنوات الفضائية نسمع أسوأ الآراء عن المرأة وهم يؤكّدون
طوال الوقت أن مكانها هو البيت وأن النساء وضعهن أدنى
من الرجال).
من جهة ثانية، إنتقد الكاتب المصري محمد عبد الحكم
دياب في السابع والعشرين من أكتوبر الماضي دور المال السعودي
في تشويه الوعي الوطني والتاريخي. وقال دياب (فالمال السعودي
أقلّه برئ وأكثره مجَرَّم، لعب دوراً مبكرا في تخريب العقل
العربي والإسلامي، حتى أضحى قابلاً بالتعصب، ومحرضاً علي
الفتنة، وراعياً للإنعزال، ومفلسفاً للتفتيت، ومناصراً
للتبعية.. كان المال السعودي ظاهراً في كل جنبات مسرح
الجريمة، عن طريق الشركة الخماسية. ومنذ ذلك الوقت، وهذا
الدور متتابع ومستمر ومتنام. وحين يدخل هذا المال لينصف
شخصية تاريخية مصرية بعينها، يحضر التوجس، لما في ذلك
من انتقاء وتحيز، فمن ينصف فاروق لماذا يظلم غيره؟!).
ويمضي قائلاً أن (التمويل السعودي، لمسلسل الملك فاروق،
حدث بعد تراجع الدولة المصرية عن تمويله، ومن المرجح أن
للتراجع علاقة بمأزق التوريث، المرفوض شعبياً، وهناك من
رأى أن التمويل المصري قد يزيد من اشتعال نيران الرفض.
وإذا ما أوكلت المهمة لطرف ثالث فقد لا يكون رد الفعل
بنفس الخطورة. المال السعودي نفوذه كاسح، في مصر، علي
قطاعات فاعلة ومؤثرة، في الرأي العام، ومن بينها أجهزة
الإعلام والمؤسسات الدينية..). ويصف دياب النفوذ المالي
السعودي بأنه هدية سعودية كبرى لعائلة مبارك، ويعقّب (ولن
تأخذنا الدهشة إذا ما وجدنا هذا المال، يعيد الاعتبار
إلي الخديوي توفيق. تقديراً لدوره في طلب القوات البريطانية،
لضرب الجيش وغزو مصر. تخلصاً من أحمد عرابي ورفاقه).
|