السعودية تنصح رعاياها بعدم السفر الى سريلانكا!
بعد النصيحة ـ الفضيحة التي قدّمتها السلطات السعودية
لمواطنيها في لبنان بتوقي الحذر في التنقّل ثم شفعتها
بنصيحة أخرى بضرورة مغادرة الأراضي اللبنانية بحجة تدهور
الوضع الأمني، وتعرّض أحد رجال السفارة للخطر بعد سقوط
رصاص طائش على سيارته، وجدت السلطات السعودية نفسها أمام
موجة إنتقادات وتحفّظات داخل لبنان وخارجه. فلأول مرة
تبدي الحكومة السعودية إهتماماً مبالغاً بسلامة رعاياها،
وهو ما لم تفعله في المناطق الأشد خطراً، وحتى خلال حرب
يوليو 2006 في لبنان لم تقدم الحكومة السعودية على إجراءات
إستثنائية لافتة لنقل المواطنين من لبنان الى سوريا، وإعادتهم
لديارهم.
حاولت السلطات السعودية تغليف قرارها المفاجىء بإسداء
نصيحة لرعاياها بمغادرة لبنان، بتشغيل ماكينة بيانات التحذير
والنصائح للرعايا في الخارج بتوقي الحذر والمغادرة أو
عدم السفر، وكأن العالم الخارجي بات خطراً للغاية، أو
كأن الحكومة السعودية قد هبط عليها وحي الرحمة برعاياها
فصارت تخشى على رعاياها، الذين انخرط بعضهم في محارق الموت
في العراق ولبنان وأفغانستان وباكستان..
السلطات السعودية نصحت هذه المرة مواطنيها بعدم التوجّه
الى سريلانكا. وأرجعت السفارة السعودية في 21 فبراير الماضي
ذلك الى الظروف الأمنية غير المستقرة التي تمر بها سريلانكا
حالياً ووقوع عدد من الإنفجارات والعمليات الإنتحارية
في مدينتي كولمبو وبوتلا وذلك (ضماناً لأمنهم وسلامتهم
وعدم تعرضهم لأي مكروه لا سمح الله).
ونقلت وكالة الانباء السعودية عن مصدر مسؤول بسفارة
السعودية في كولمبو أن ذلك يأتي إنطلاقاً من حرص حكومة
بلاده على سلامة مواطنيها ممن يرغبون السفر إلى الخارج.
ودعا المصدر المواطنين السعوديين الذين تضطرهم الظروف
للسفر إلى سريلانكا أو المتواجدين فيها إلى توخي الحيطة
والحذر في تحركاتهم. وهذه النصيحة تأتي بعد يومين من إطلاق
الخارجية السعودية نداءّ الى مواطنيها بعدم السفر الى
لبنان لنفس الأسباب.
نشير الى عدم وجود رعايا سعوديين مقيمين في سريلانكا
بإستثناء طاقم السفارة، وأن رجال الأعمال الذين يسافرون
الى سريلانكا يمضون وقتاً قصيراً، لا يتجاوز في الغالب
يوماً أو يومين لغرض التجارة في الشاي والأرز، أو استقدام
الخادمات والعمال، كما لا يوجد تبادل تجارى ضخم بين البلدين،
فضلاً عن الحركة السياحية.
مصادر صحافية وصفت بيان (نصيحة) السفارة بأنه محاولة
لتخفيف حدّة الإنتقادات الموجّهة للحكومة السعودية في
توتير الأجواء السياسية والأمنية في لبنان، وتعمّد إشعال
حرب نفسية في سياق تجاذب سياسي حاد بين الموالاة والمعارضة،
حيث تعدّ السعودية قطباً بارزاً في المعادلة اللبنانية
في مقابل القطب السوري.
|