القصيبي: إذا لم نحل مشكلة البطالة في مرحلة الطفرة
فلا حل
من يأمل في حل مشكلة البطالة الآن بعد الطفرة النفطية
قد يصاب بخيبة كبرى، لأن آفاق الحاضر مسدود والمستقبل
حالك. هناك من تنبّه مبكراً الى هذه النتيجة فقرر البحث
عن فرص لحياة أفضل خارج بلاده، لا فرق بين الرجال والنساء،
فقد تساوى الجنسان في العناء والنكد، فالآلاف منهم يجوبون
أقطار الخليج، بحثاً عن فرص وظيفية. بعضهن قدمن الى الكويت
يحملن ملفات الأمل، وطلبات العمل بعد أن عجزت بلادهم عن
إستيعابهم في قوة العمل، رغم وجود ما يربو عن ستة ملايين
عامل أجنبي.
وزير العمل غازي القصيبي تحوّل إلى (ناعية)، يندب حظه
العاثر في أن يكرر تجربته الناجحة في وزارة الصحة، ولكن
هذه المرة في وزارة العمل، فوجد نفسه أمام أوضاع تختلف
عمّا كانت عليها في الماضي، فقد ازداد عدد الحيتان في
بحيرته، وفغروا أفواههم لنهب ما يجود به الله سبحانه على
عباده من أرضه وسمائه.
لم تسعفه لياقته الأدبية في تسويق أرقام مكبوسة عن
حجم البطالة، فقرر أن يرفع تدريجياً الرقابة الملكية عنها،
بهدف إبراء ذمته مما قد يصدر عن المنكوبين من صراخ وعويل،
وحتى لا يقال بأن ما رسمه في (حياة في الإدارة) لم يتحقق.
في 23 فبراير الماضي، صرّح وزير العمل غازي القصيبي
بأنه بعد 20 عاماً سيكون لدى المملكة 35 مليون سعودى بحاجة
الى وظائف وأن هناك الآن 148 ألفاً من حملة شهادات التعليم
العام ينتظرون التوظيف. وردّ على منتقدي وزارة العمل حيال
زيادة البطالة بين النساء، وقال بأن التشفى بوزارته (هو
تشف فى بناتكم اللواتي لم نستطع توظيفهن)، وقال إن هناك
450 ألف عاطل وعاطلة عن العمل مقابل 5 ملايين فرصة عمل
نريد إقناع الناس بالعمل فيها. وأضاف (إذا لم نستطع حل
مشكلة العمل والبطالة فى الوقت الحاضر، فكيف لنا أن نحلها
بعد تراجع أسعار النفط أو الركود الاقتصادي). ووصف مقاومة
السعودة والحرب عليها بما يشبه الحروب الصليبية مؤكدا
أنه لم يكن يصدق ذلك.
وفى معرض استغرابه من نشر الصحف لما وصفه بـ (ما هب
ودب) من شكاوى ضد السعودة، ذكّرها القصيبي بمنع مقال له
قال فيه إن (البشوت تعيق الحركة) مطالبا بإجماع وطني على
3 قضايا ملحّة هى: السعودة، وترشيد الإستقدام، والتدريب.
من جهة أخرى كشف ممثل السعودية لدى السوق الخليجية
المشتركة عبدالرحمن الدباسى أن 13 ألفاً و564 سعوديا وسعودية
يعملون فى القطاع الحكومى والخاص فى دول مجلس التعاون
متوقعاً إرتفاع الطلب على العمالة السعودية فى دول المجلس.
وأضاف الدباسى في تصريح صحفي أن العمالة السعودية تحصل
على أفضلية فى الوظائف فى الدول الخليجية، مشيراً إلى
أن (هناك فرصاً وظيفية عديدة ويجرى التنسيق بين مسؤولى
العمل فى دول المجلس لتبادل قوائم المعلومات الوظيفية
بين الدول ومعرفة قوائم الانتظار).
|