عادلة.. أهم أنشطتها قص الشريط!
في مجتمع ذكوري، لا حظّ لامرأة أن تبرز على السطح.
ولكن العائلة المالكة، رأت أنه لا يكفي أن يكون الرجال
ملوكاً وأمراء على الذكور من المواطنين، بل لا بدّ من
وجود أميرات وربما ملكات، بلا ملكة علم ولا دور ولا إنجاز،
شأنهن شأن ذكور العائلة، ليكنّ سيّدات وقائدات النصف الثاني
من المجتمع. مؤسس المملكة كان يشير الى دور أخته السياسي
(نورة) وكان يقول: أنا أخو نورة، أنا أخو الأنور! والملك
فيصل، استحدث اسم (ملكة) وأطلقه على زوجته التركية عفّت،
فكان يطلق عليها: الملكة عفّت، بل وأطلق على بعض الأبراج
إسمها!
ثم جاء فهد، فكانت زوجته بنت ابن ابراهيم (الجوهرة)
أم (عزّوز!) قطب الرحى، ولكنه رأى أن صعودها في الإعلام
قد يسبب مشكلات من نوع مختلف، وهو ما رآه نايف بشأن إحدى
زوجاته.
أما الملك عبدالله، فظهر الى جانب صعوده قبل سنوات
إسم ابنته (عادلة) ولا نعلم شيئاً عن هذه المرأة. فلا
نشاط لديها محلي سوى التطفل على نشاط النساء الحقيقيات،
ولا اهتمام لها بقضايا المرأة السعودية سوى قص الأشرطة،
فعدد المهتمين بهذا الشأن من النساء محدود ومعروفة أسماؤهن،
وبعضهن يتعرضن للضغوط والمنع من السفر والفصل من الوظيفة،
والحرمان من الكتابة في الصحف والمشاركة في المؤتمرات.
فمن هي هذه الأميرة (العادلة)؟! هي إسم مجهول، لشخصية
بدون عمل أو إنجاز، خاصة ونحن نعلم أين هي حقوق المرأة
السعودية، وهي التي لا تستطيع أن تقود سيارة، ولا أن تسافر
بمفردها، بل لا يقبل أن تدخل المستشفى في كثير من الحالات؟
فكيف أصبحت عادلة هذه النموذج الأعظم للمرأة السعودية،
فتحصل على لقب (السيدة الأولى) وتتسلم جائزة عن منجزات
لا أحد يعرفها؟
كما هي العادة، فإن الجوائز تقدم للملك باعتباره وعلى
الدوام (أفضل شخصية) في مجال خدمة الإسلام، وما أدراك
أية إسلام يقصدون، أو يعطى الأمراء الاخرون شهادات دكتوراة
مجانية وجوائز محلية على منجزات مضخّمة، قام بها آخرون
في جهاز الدولة.
عادلة هذه ـ وحسب جريدة الحياة 24/3 ـ رشحها (الخارج)
غير السعودي لتحصل على جائزة السيدة الأولى في (مجال دعم
قضايا المرأة العربية).. هكذا بالتعميم. ونظن بأن الجائزة
مدفوعة الثمن، لمركز هامشي رشحها إسمه (مركز دراسات مشاركة
المرأة العربية) ومقرّه باريس. لا تتعجبوا من كلمة (باريس)
فأية مركز في العالم العربي مكشوف حجمه ومن يقف وراءه،
بينما (باريس) تتضخم في العقل العربي، ويمكن تضليل العرب
بذلك المركز العجيب. فمن يسأل عن المركز ونشاطه وماذا
قدّم وعن أية امرأة عربية يتحدث ولماذا باريس وليس القاهرة
أو دمشق أو حتى الرياض؟!
رئيس المركز يجيد ـ كغيره ـ اللعبة، فقد أعطى الأميرة
عادلة دوراً ضخماً، كما جائزته، حيث اعتبر كريم فرمان
حصول عادلة تعبيراً (عن التقدير العالمي للمبادرات الهادفة
والعطاءات الكبيرة ومساندة واضحة للنجاحات التي تحرزها
المرأة السعودية في ميادين العمل المختلفة، إضافة الى
تقديم عادلة صورة مشرفة عن الدور الفاعل للمرأة العربية
في إرساء دعائم بيئة محفّزة على النجاح).
كلام في كلام، لا قيمة له ولا معنى له، فأين حدث كل
هذا ومتى؟!
كل ما في الأمر، هناك بعض المال دُفع، فصارت عادلة
سيدة العالم العربي.
تعساً للعرب إن كان أسيادهم آل سعود ذكوراً أو إناثاً!
|