الإستسقاء بالطائرات.. المبتدعة!
اعتادت السعودية على تنظيم صلوات جماعية على طول البلاد
وعرضها للإستسقاء في حال انقطاع قطر السماء، وهي عادة
درجت عليها منذ عقود. ومع أن صلاة الإستسقاء ثابتة ومستحبة
وقد وردت فيها أحاديث نبوية مستفيضة، ونظم شعر عظيم فيها،
إلا أن صلاة الاستسقاء في السعودية ذات معنى مختلف، وفي
الغالب سلبي، وربما تعكس موقف غالبية السكّان من جور الأمراء
وتطرّف العلماء، حتى أصبح عملهم مادة للتندّر في الثقافة
الشعبية. وكان يقال بأن الجماعة يصلّون هنا والغيث يهطل
على بلاد أخرى، أو أنهم يصلّون ويزداد الجدب وتمسك السماء
عن العطاء، وكأنها غاضبة على أهل الأرض.
يبدو أن الأمراء قرروا التخلي عن صلاة الإستسقاء، شأن
أمور حسنة أخرى كثيرة قد تخلوا عنها، فلجأوا الى (بدع
الكفّار والمشركين وهل الضلال)، حيث أكّد مدير عام المركز
الوطني للأرصاد وحماية البيئة في السعودية في 20 مارس
الماضي أن مشروع استمطار السحب دخل المرحلة الرابعة في
منطقة الرياض بـ 11 طائرة، حيث بدأ بهذا المشروع فعلياً
منذ خمسة أشهر بهدف إيجاد موارد جديدة لتأمين مصادر مائية
أخرى.
وأوضح صالح الشهري أن الطائرات تقوم حالياً بمهام فيزياء
السحب هي (11) طائرة منها 8 (كنج إير) و2 (شايان)، وبالإضافة
إلى شبكة رادارات طقس متطورة خاصة بالأبحاث المتعلقة بفيزياء
السحب، الى جانب أجهزة رادار مُتنقلة يتم تركيبها وتجهيزها
لإستخدامها حسب الحاجة وأيضاً شبكة الإتصالات والأقمار
الصناعية وتقنية المعلومات والإنترنت وكافة الاحتياجات
الأرضية اللازمة للبرنامج بالإضافة للقدرات البشرية لجميع
التخصصات.
كما استعان البرنامج، بحسب الشهري، بعدد من الكفاءات
العلمية والخبراء من الجامعات والجهات الحكومية المختصة
بالمملكة ضمن اللجنة العلمية للبرنامج، وقال إن المشروع
يأتي في ظل الرغبة في إيجاد الحل لمعالجة مشكلات النقص
في المياه، للحد من الآثار السلبية لهذه المُشكلة.
ويخشى أن تكون نتائج إستعمال البدع التكنولوجية مماثلة
لنتائج صلاة الإستسقاء، حيث يتم تجميع الغمام فتأتي الرياح
لتنقلها الى مناطق أخرى، وإن كان الأخذ بالأسباب كقانون
إلهي قبل أن يكون قانون أهل الأرض، يقضي بتطبيقه على أمور
عديدة بما فيها رؤية الهلال وتحديد بدايات الشهور وخواتيمها،
حتى لا تكون عبادة نحو مليار ونصف المليار مسلم منوطة
بشهادة شخص أو شخصين يعتريهم الخطأ والهوى والمصلحة.
|