صياغة مفهوم الولاء والبراء في مناهج التعليم
تستعد وزارة التربية والتعليم في السعودية لإعادة صياغة
مفهوم الولاء والبراء، في المناهج التعليمية في السعودية،
والتي أثارت الجدل على مدى سنوات، بين جميع تيارات وأطياف
المجتمع السعودي، الذي لم يتوقف منذ أحداث الحادي عشر
من سبتمبر عام2001، عن المطالبة بتغيير أو تطوير المناهج
الدراسية في السعودية، والبحث عما إذا كان لها علاقة بالإرهاب.
وكشف وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله العبيد
أن إعادة صياغة مفهوم الولاء والبراء في المناهج التعليمية
في السعودية، ستكون وفق شرع الله وبمشاركة أعضاء من هيئة
كبار العلماء، رافضا تحميل منسوبي الوزارة ومناهجها في
تخريج الإرهابيين، وقال إنه لا يجب الاستماع إلى من يقذف
التهم دون بيّنة أو هدى.
وأكد الدكتور عبدالله العبيد ارتباط المقرر الدراسي
بالمرحلة الزمنية التي يكتب فيها، مشيرا إلى أن النهضة
التعليمية التي عاشتها المملكة والعالم العربي في الماضي
وتأثيرات القضية الفلسطينية عليها كانت واضحة بشكل جلي
في المناهج، وقال الدكتور العبيد في ندوة قبة الجزيرة
والتي عقدتها صحيفة الجزيرة مؤخراً: إن المناهج السعودية
لو لم تتناول الجهاد والتضحية في تلك الفترة لوصفت بالخيانة،
مؤكداً أن تبني الخيار الاستراتيجي للسلام في المنطقة
يستدعي مناهج تعليمية تخدم هذا التوجه.
وأكدت جميع النتائج التي رصدها الباحثون من التربويين
وعلماء الدين والمفكرين أن مناهج التعليم في السعودية
ليس لها أي علاقة بالإرهاب ولا تنمي الفكر المتطرف والتكفيري،
ومع أن عملية تطوير المناهج قديمة ومستمرة في السعودية
إلا أن بعضاً من علماء الدين يرفضون المساس بثوابت الأمة
الإسلامية، مؤكدين أن سياسة الدولة السعودية قامت على
القرآن والسنة النبوية.
ويوضح مسؤولون عن المناهج في السعودية أن تطوير المناهج
موضوع قديم جدا، وأن هذا الأمر مطلب أساسي لكل دول العالم
في تطوير المناهج، وليس مرتبطاً بحدث أو مناسبة، وهو عملية
مستمرة لأن الدولة تهتم بالتعليم وتطويره بالمنهج والتقويم
ولا يمكن فصل جزء عن آخر.
في المقابل، تعكف وزارة التربية والتعليم في السعودية
على توزيع 7 فرق لتأليف المناهج على خمس مناطق تشمل الرياض
الشرقية جدة ومكة والقصيم، وهذه الفرق تعمل منذ سنوات.
كما تصاعدت الدعوات لإنشاء هيئة مستقلة لتقويم التعليم
ومخرجاته، تسهم في تطوير نظم ضبط الجودة في المؤسسات التعليمية.
وتطبيق معايير الجودة الشاملة لمخرجات التعليم، وتبني
السبل المقننة للعملية التعليمية ومراعاة ما يستجد من
تطورات على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وتطوير المناهج
والمقررات الدراسية، بحيث تركز على المهارات الأساسية
بما في ذلك مهارات التفكير الإبداعي وبناء الشخصية والقدرة
على الحوار وتطوير القدرة على الإنتاج واحترام العمل
ويعتبر البعض أن هناك مبررات قوية لعملية تطوير شاملة
في المناهج الدراسية السعودية وفي كل المراحل التعليمية.
فالتعليم حلقات متواصلة ومترابطة ، ولا ينبغي تطوير مرحلة
دون أخرى.
ومن المهم جداً الابتعاد عن الأساليب القديمة التي
كانت تتبع في تطوير المناهج ،حيث كان ينصب الاهتمام على
جانب واحد من جوانب المنهج الدراسي وإهمال الجوانب الأخرى؛
وأن تتصف عملية التطوير بالشمولية وأن تركّز على جميع
جوانب المنهج الدراسي. كما يطالب البعض بإشراك المؤسسات
في عملية التطوير بما أن هذه المناهج وبخاصة في المراحل
الدراسية الأخيرة كالجامعات والكليات والمعاهد تهدف إلى
إعداد الفرد لينخرط في سوق العمل والالتحاق بمؤسساته
وكانت وزارة التعليم السعودية قد أكدت في وقت سابق
أنه إذا كانت المناهج مناسبة لظروف اجتماعية سابقة فإن
التطور السريع في المجتمع السعودي المعاصر من حيث المستوى
الثقافي والاقتصادي والتقني وأساليب الحياة اليومية يستدعي
تغيرا موازيا بالإضافة إلى الاستعداد للتعامل مع ثورة
الاتصالات والمعرفة والعولمة والثورة الاقتصادية الأمر
الذي يستدعي التعامل مع هذه المؤثرات العالمية من أجل
درء مفاسدها والانتفاع بما تنتجه من إمكانات.
يبلغ إجمالي عدد المدارس الحكومية في السعودية 25 ألف
مدرسة يدرس بها حوالى 5 ملايين طالب، فضلا عن أن المملكة
تدير رسميا 19 مدرسة إسلامية في دول مختلفة من بينها الولايات
المتحدة، حيث توجد الأكاديمية السعودية في ضاحية فيرفاكس
القريبة من واشنطن.
|