المنجد سورياً! بعد فتوى ميكي ماوس
من (سكاي نيوز)، الى (سي إن إن)، و(فوكس نيوز)، و(
سي إن بي سي)، وانتهاءً بمحطات أخرى أميركية وبريطاينة
نقلت بتهكم فتوى الشيخ السلفي محمد صالح المنجد فتوى قتل
ضد البطل الكرتوني ميكي ماوس، الأكثر شهرة في العالم بين
الأطفال. وكانت قناة (المجد) قد نقلت في 27 أغسطس الماضي
لقاءً مع الشيخ محمد المنجد، قال فيه بأن الفأر في الشريعة
الإسلامية يقتل في الحل والحرم، ما ينسحب على الشخصية
الكارتونية (ميكي موس).
وحذر المنجّد الأطفال من الإعجاب بشخصيات الفئران التي
اشتهرت عبر الأفلام الكرتونية أمثال ميكي ماوس، وتوم أند
جيري. وقال في حديث لتلفزيون (المجد) السعودي بأن (الفئران
تلك الكائنات الممقوتة صارت عند الأطفال حاجة عظيمة ومحبوبة...يعني
ميكي ماوس هذا شخصية عظيمة مع أن ميكي ماوس هذا شرعا يٌقتل
في الحل والحرم). وقال المنجد (الشريعة الإسلامية سمّت
الفأر بالفويسقة وأنه يقتل في الحل والحرم..وأن الشيطان
يسّير هذه الفأرة وأنها من جنود إبليس).
(http://www.youtube.com/watch?v=bnhQjk7T478).
اللافت أن الحملة التي شنّتها وسائل إعلام أميركية
وبريطانية على الداعية الشيخ محمد صالح المنجد دفعت وسائل
إعلام سعودية مثل قناة (العربية) وموقع (إيلاف) الالكتروني
بوصفه بالشيخ السوري المقيم بالسعودية، في محاولة يائسة
للتنصّل من أية مسؤولية، بالرغم من أن الشيخ المنجد أنهى
دراسته الإبتداية والمتوسطة والثانوية بالرياض وأنهي دراسته
الجامعية في جامعة البترول والمعادن (جامعة الملك فهد
حالياً) بالظهران بالمنطقة الشرقية في تخصص هندسة الإدارة
الصناعية، وحضر دروس الشيخ بن باز، والشيخ إبن عثيمين،
والشيخ إبن جبرين وغيرهم، وكان الشيخ إبن باز من توسّط
له ليصبح خطيباً وإماماً ومحاضراً.
ومع ذلك نقل موقع (العربية نت) عن الشيخ المنجد قوله
بأنه لم يصدر (أي بيان أو فتوى خاصة بقتل "ميكي ماوس").
وهذا صحيح باعتبار أن حديث الشيخ المنجد بقتل ميكي ماوس
جاء في التلفزيون.
مقدّمو البرامج الاخبارية البريطانية والأميركية دخلوا
في نوبة ضحك عارمة فور عرض حديث الشيخ المنجد على قناة
المجد وهو يقرّع ميكي ماوس بوصفه رمزاً للفأر، لينتهي
الى حكم القتل على الأخير.
صحيفة الغارديان البريطانية كتبت (إن غير المسلم قد
لا يفهم ما ذا يقصده المنجد بفتواه، ولماذا قرر وجوب قتل
كل الفئران حتى الكارتوني منها مثل (ميكي ماوس) ولكن قد
يكون التوجّه بهذا السؤال لبعض المسلمين يحمل بعض الإجابات
المقنعة، وأوضحت الصحيفة أنه تم سؤال بعض المسلمين الملتزمين
بممارسة شعائر دينهم، فأكدوا لها أنهم لم يستوعبوا ما
قاله الشيخ المنجد والأمر لا يمكن توصيفه سوى أنه نوع
من المغالاة).
ردود فعل كتّاب سعوديين جاءت متقاربة الى حد ما وتكاد
تجمع على إخراج الشيخ المنجد من إنتمائه السلفي الراسخ
وإعادته إلى أصوله المكانية، فقد كتب محمد بن عبد اللطيف
آل الشيخ مقالاً بعنوان (حتى ميكي ماوس ما وفرتوه؟) في
صحيفة (الجزيرة) الصادرة بالرياض في 21 سبتمبر الماضي
شدّد فيه على جنسية الشيخ المنجد بقوله (خرج علينا شيخ
(سوري) وكرّرها ثلاثاً ثم ختم بالقول (إن كنت تريد أن
تحتسب، فاحتسب في وطنك..).
على نفس الوتيرة، كتب فارس بن حزام في صحيفة (الرياض)
في 30 سبتمبر الماضي مقالاً بعنوان (إمبراطور الصحوة)
عرّف فيه الشيخ المنجد بـ (الداعية السوري) والتي كرّرها
لاحقاً، كما اعتبره (مستثمراً أجنبياً)! و(مقيم) وأنه
(رأس السرورية) نسبة إلى محمد سرور زين العابدين، وهو
الآخر سوري الأصل.
|