(الحياة) بعد (العربية) تواجه المصير ذاته
بسبب الرفض السعودي فإن ما يقال عن غياب أي مراسل إيراني
في السعودية، يقال أيضاً عن غياب أي مراسل سوري فيها،
في الوقت الذي فتحت فيه قنوات فضائية وصحف يومية سعودية
مكاتب وليس مجرد مراسلين في طهران ودمشق. اللافت في الأمر
أن هامش الحرية التي يتمتّع به أعضاء المكاتب تلك قد يتجاوز
المسموح به في إيران وسوريا، ومع ذلك واصلوا عملهم لسنوات
على نفس الوتيرة من النقد لسياسات البلدين.
قرّرت السلطات السورية مؤخراً أن تقدم على خطوة جراحية،
أسوة بخطوة إيرانية حيث تقرر إغلاق مكتب قناة (العربية)
في طهران بعد بث تقارير وصفتها السلطات الإيرانية بأنها
تتضمن تشويهاً متعمّداً للحقائق. وكانت مصادر سورية شبه
رسمية ذكرت في الثالث من أكتوبر الماضي بأنه تم إبلاغ
مراسل الحياة السعودية بدمشق بوقف نشاطه إحتجاجاً على
نشر الصحيفة لتقارير وصفت بأنها كاذبة عن سوريا، وأنها
تعمّدت في الشهور الأخيرة نشر تقارير من دمشق توحي بأن
الأوضاع الأمنية والسياسية غير مستقرة، وبذلك أصدرت وزراة
الإعلام السورية بمنع توزيع الصحيفة داخل الأراضي السورية.
يأتي هذا القرار بعد أكثر من ثلاث سنوات على قرار منع
صحيفة (الشرق الأوسط) من التوزيع داخل سوريا بعد شن الصحيفة
حملة انتقادات متواصلة للنظام في سوريا إثر اغتيال رئيس
الوزراء اللبناني رفيق الحريري.
|