السعودية: تحرير ناقلة النفط
بعد مضي نحو شهرين على اختطاف ناقلة النفط السعودية
سيروس ستار عند الشواطئ الصومالية، وبعد تأكيدات من قبل
وزير الخارجية السعودي بأن بلاده لن تخضع للخاطفين (الإرهابيين)،
وأنها لن تدفع أية فدية مقابل تحرير الناقلة وطاقمها وبينهم
سعودي.. وبعد محادثات إقليمية ودولية تتعلق بما يمكن عمله
من أجل تأمين قنوات الملاحة، تمخض الجبل فأولد فأراً.
فقد وجدت السعودية أن أدواتها لتحرير ناقلتها غير كافية،
وأن الولايات المتحدة ودولاً غربية عديدة ليست لديها النيّة
للقيام بعمل عسكري لتحرير الناقلة، في تجربة أقرب ما يكون
مصيرها الفشل، وقد تؤدي الى نتائج عكسية. كما أن السعودية
فشلت في تحريض صوماليين آخرين من جماعات سياسية سلفية
للضغط او مهاجمة الخاطفين، ولكنها مرة أخرى كانت مطالبة
بثمن يشبه الفدية للخاطفين، كما ان السعوديين خشوا أن
يؤدي تقاتل صوماليين متنافسين على الغنيمة الى إيذاء الضحية
او الضحايا.
وحين وصلت الأمور الى باب مسدود. كان لا بد من الدفع
المالي، مثلما فعلت دول عديدة أخرى مثل كرواتيا وغيرها.
وقد خفض الخاطفون قيمة الفدية الى ثلاثة ملايين دولار،
دفعتها السعودية عبر إنزال النقود جوّاً من احدى الطائرات
العمودية وعلى مقربة من الناقلة السعودية. ومن ثم عاد
الصوماليون يوم 8/1/2009، ومعهم كميات من النقد، وبضائع
أخرى. وتشاء الصدف أن يغرق نحو ستة من الخاطفين ومعهم
نحو ثلاثمائة ألف دولار!
|