السعودية: لأميركا الأموال والهدايا.. ولغزة الحصار
والشتائم!
قالت صحيفة الغارديان البريطانية 23/12/2008 أن السعوديين
أمطروا وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس بمئات
الآلاف من الدولارات من الهدايا والمجوهرات في السنة الأخيرة
2007 فحسب. وقالت الصحيفة ساخرة بأن الهدايا الخارجية
تثبت بأن المسؤولين الأميركيين لازالوا يتمتعون بشعبية
في الشرق الأوسط رغم كل ما يقال عن تردي سمعتهم!
وفي حين حصلت رايس على نحو 316000 دولار من الهدايا،
بينها عقد من الألماس وأقراط وغيرها كانت هديتها من الملك
السعودي.. حصل بوش على هدايا بقيمة سبعة آلاف دولار فقط!
بينها هدية جاءته من الدالاي لاما حوت فواكه مجففة ومكسرات!
واخرى من رئيس وزراء سنغافورة، وهدية من زوجة رئيس وزراء
اليابان السابق. أما قيمة هدايا بوش الكبيرة فتقدر بمائة
ألف دولار جاءته من القادة العرب الخليجيين.
من جانبه نفى الأردن تقديم هدية قيمة للوزيرة الأميركية.
وجاء في قائمة الهدايا الرسمية التي وضعتها وزارة الخارجية
أن رايس تلقت في يناير 2007 من العاهل الأردني الملك عبد
الله الثاني طقما كاملا مرصعا بالزمرد والماس يتكون من
عقد وأسورة وقرطين وخاتم وتقدر قيمته بنحو 147 ألف دولار.
إلا أن الأردن نفى تقديم مثل هذه الهدية. وقالت السفارة
الأردنية في واشنطن أن عبد الله الثاني لم يقدم هدية من
هذا النوع إلى كوندوليسا رايس ونعتقد أن هناك خطأ من قبل
وزارة الخارجية. وأضافت أن الهدايا التي قدمها الملك الأردني
إلى مسؤولين أميركيين كانت دائما هدايا رمزية ذات قيمة
مادية بسيطة.
وأقر متحدث باسم وزارة الخارجية بحدوث خطأ وقال: (العاهل
السعودي هو الذي قدم هذا الطقم من المجوهرات ونحن نأسف
لهذا الخطأ وسنقوم بتصحيحه وإرسال نسخة مصححة إلى الصحيفة
الرسمية في أقرب وقت ممكن).
من جهة أخرى وفي الوقت الذي يعاني منه شعب غزة من الحصار
والجوع، وقبل أن تبدأ الماكنة الإسرائيلية الحربية بالقتل
المباشر والدموي، ظهرت وكالات الأنباء في 19/12 الماضي
لتؤكد أن السعودية وأثرياؤها مشغولون عن غزة بدعم آخر
قدم هذه المرة لآل كلينتون، حيث أظهرت قائمة نُشرت ان
حكومة السعودية كانت من أبرز الممولين لمؤسسة الرئيس الامريكي
السابق بيل كلينتون.
وأعلن كلينتون أسماء نحو 200 ألف ممن تبرعوا بأموال
لمؤسسته منذ تأسيسها عام 1997 كجزء من اتفاق مع الرئيس
الامريكي المنتخب باراك أوباما لإفساح الطريق أمام ترشيح
زوجته هيلاري كلينتون لمنصب وزيرة الخارجية ولتجنب أي
من مظاهر تضارب المصالح.
وظهر أن هناك 11 مانحا تراوح ما تبرعوا به ما بين عشرة
ملايين و 25 مليونا من بينهم السعودية. كما تبرع الثريان
السعوديان عبد الرحمن العمودي وناصر الرشيد وجماعة اصدقاء
المملكة العربية السعودية وآخرين بما تراوح بين مليون
وخمسة ملايين دولار.
لن نسأل عن الأموال الأخرى التي ذهبت الى بنوك الغرب
وهي في معظمها مسروقات من خزينة الدولة السعودية ولأمراء،
وليت تلك الأموال لا تعود أصلاً، فهي في مجملها عمل حرامية،
وقد يأتي حرامي أكبر فيسرقها منهم. ومع هذا يتبجح آل سعود
دائماً بدعمهم القضية الفلسطينية، حيث لا يصل الفلسطينيين
إلا بعض الدعم وبالقطارة، ولرفع العتب السعودي. وحتى هذا
الدعم يذهب الى ناهبين آخرين في السلطة الفلسطينية بقيادة
محمود عباس، وهناك أموال كثيرة تذهب الى محمد دحلان الذي
يعد قواته في مصر ليدخل غزة، حيث تمول السعودية الحملة
وتدفع رواتب بضعة آلاف من المرتزقة لا غرض لهم إلا مواجهة
حماس.
لقد كان الملك عبدالله صادقاً حين قال لوفد اتحاد علماء
المسلمين، بأنه إذا كان الدعم السعودي سيذهب الى حماس،
فإن السعودية لن تتبرع بشيء.
لا تتبرعوا للقضية وأهلها. كفوا شركم عنها وعنهم فقط.
|