الملا عمر يطلق النار على الوساطة السعودية
أطلق الملا عمر النار على الوساطة السعودية بينه وبين
حكومة كرزاي وحلفائها الغربيين.
فقد أعلن الملا عمر في 23/12/2008 أنه لم يرسل خطاباً
الى ملك السعودية، ولم يطلب منه الوساطة، أو أية شروط
لإنهاء الحرب الدائرة في أفغانستان، كما نفى أن تكون حركته
أجرت محادثات مع مسؤولين أفغانيين بعكس ما قالته الحكومة
السعودية، التي استضافت قياديين سابقين في طالبان، لم
تعد لهم علاقة بالقيادة وغير فاعلين في المقاومة للإحتلال.
ومما قاله الملا عمر: (إن الإمارة الإسلامية لم تجر
أي مفاوضات في السعودية ولا في الإمارات العربية المتحدة
ولا في أي مكان آخر). وتابع: (لم أرسل أي خطاب الى الملك
السعودي ولا للجانب المعارض ـ الحكومة الافغانية ـ ولم
أحصل على أي رسالة منهما). واعتبر كل ما قيل عن مفاوضات
مجرد حملة دعائية من أصحاب مصالح. وتساءل كيف يكون هناك
سلام، في حين ان القوات الغربية تستدعى لخوض المزيد من
المعارك.
وكانت السعودية قد استعجلت قطف ثمار وساطتها، واعلنت
أنها أجرت مفاوضات بين الطرفين في سبتمبر الماضي، بل أن
الصحافة الألمانية تحدثت عن احتمال قبول الملا عمر لدعوة
سعودية ليكون لاجئاً لديها. ولعل هذا هو ما استفزّ الملا
عمر، الذي يرى نفسه منتصراً حتى الآن في معاركه العسكرية
ضد القوات الأجنبية.
وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا، حسب بعض التقارير،
طلبتا من الحكومة السعودية ان تتوسط مع الطالبان وأن تعيد
خيوطها معها، من أجل تخفيف اندفاعها العسكري المتزايد،
في وقت كانت فيه السعودية تبحث عن دور بعد أن خرجت من
المعركة صفر اليدين، وخسرت مواقعها في أفغانستان لصالح
قوى إقليمية وفي مقدمها إيران.
لكن الطالبان لم تنسَ الموقف السعودي، كون معركة الإحتلال
الأميركي قد أديرت من قواعد أميركية في الرياض، وهي تنظر
الى السعودية كطرف غير محايد، وغير مؤهل للوساطة، خاصة
وأن بعض المسؤولين السعوديين طمعوا أكثر مما يجب، الى
حد أنهم تمنوا تسليم ابن لادن لهم، متناسين أن الطالبان
تقف على أرض صلبة وأنها في موقع فرض شروطها وليس التسليم
وقبول اللجوء وما أشبه.
وبإعلان الملا عمر، ماتت الوساطة السعودية وهي في مهدها.
|