شيوخ الوهابية يمتنعون عن السفر خشية الملاحقة القضائية
تحت هذا العنوان نشرت جريدة (السياسي) السعودية الإلكترونية
المقرّبة من الأجهزة الأمنية الرسمية، والتي يدريها أحد
الصحافيين من عائلة آل الشيخ، نشرت تقريراً عن موضوع (هروب)
ابن جبرين من ألمانيا وتداعياته على رجال الدين الوهابيين،
يقول التقرير التالي:
أكد موقع الشيخ عبد الله بن جبرين، عضو اللجنة الدائمة
للإفتاء سابقاً، أن عودة الشيخ المفاجئة من برلين إلى
الرياض، لم تكن هرباً من القضية التي رفعت على الشيخ واتهمته
بالتحريض على الإرهاب. وكان الجبرين أحد كبار الشيوخ الوهابيين
يعاني من التهاب في الرئتين، ويقيم في ألمانيا للعلاج
منذ أكثر من شهر، ولكن تم نقله لتنويمه في مستشفى التخصصي.
وعلى الرغم من نفي الموقع الرسمي للشيخ أن سبب المغادرة
المفاجئة بأن تكون الدعوى القضائية التي رفعها عليه مجموعة
من شيعة العراق، تتهم فيها الشيخ بن جبرين بـ (التحريض
على الإرهاب وإبادة الجنس البشري) معتمدين على الفتاوى
التكفيرية التي أطلقها بن جبرين في حق الشيعة ومقدساتهم.
إلا أن مصادر خاصة لـ (السياسي) تكشف عن أن هذه الدعوى
هي السبب الرئيسي وراء مغادرة بن جبرين السريعة لبرلين.
وتشير الأنباء أن مغادرة بن جبرين جاءت على هذا النحو
السريع تلافياً لأزمة دبلوماسية قد تقع بين البلدين، فيما
لو صدر قرار قضائي يمنع مغادرة بن جبرين ألمانيا لحين
النظر في الاتهامات الموجهة إليه، الأمر الذي قد يمثل
مأزقاً يصعب الخروج منه.
ويقول أحد المقربين من هذه القضية في حديث خاص مع (السياسي)
إن مغادرة بن جبرين أتت من أجل تجنب إشكالات قد تحدث،
فيما لو أصدر القضاء الألماني قراراً يقضي باحتجاز الشيخ
بن جبرين، الأمر الذي لا يمكن حتى للساسة الألمان التدخل
فيه أو تغييره.
وتعد هذه المرة الأولى التي يلاحَق فيها قضائياً واحد
من كبار الشيوخ في السعودية بتهمة التحريض على الإرهاب،
الأمر الذي يؤشر أن عددها سيتصاعد في الآونة القادمة شاملاً
أسماء عدد كبير من مشايخ الوهابية والصحوة الذين أطلقوا
خلال العقود الماضية عددا كبيرا من الفتاوى التكفيرية
بحق طوائف دينية أو شخصيات إعلامية وثقافية.
وبحسب المسؤولين عن تصريحات لجنة (انتفاضة المهجر في
أوروبا) التي تتبنى رفع هذه القضايا على امتداد أوروبا،
والتي تضم عددا كبيرا من المحامين والمترجمين والناشطين
في حقوق الإنسان، فإن هذه الدعوى القضائية سترفع في أي
بلد أوروبي يحل فيه أحد هؤلاء الشيوخ كمريض أو كسائح،
الأمر الذي سيمنع عددا كبيرا من رجال الدين هؤلاء من السفر
إلى الخارج.
وبحسب الاعتماد على الفتاوى التي تكفر الشيعة وتحرض
على قتالهم، فإن قائمة الشيوخ الممنوعين من السفر ستكون
طويلة، وتشمل مجموعة من أبرز الأسماء في السعودية، بينهم
رجال في هيئة كبار العلماء، وأئمة مساجد، مثل الشيخ الكلباني
الذي كفر مؤخراً علماء الشيعة على شاشة الـ BBC، ودعاة
تلفزيونين مشاهير. ومن المتوقع أن تقوم مثل هذه اللجان
بنبش إرث طويل من الفتاوى التي تكفر الشيعة، الأمر (الذي
سيشمل ربما كل المشائخ والدعاة الوهابيين والصحويين على
مختلف أنماطهم وتفرعاتهم) بحسب ما يقول أحد المعلقين لـ(السياسي).
ويضيف: (يعتقد هؤلاء الشيوخ أن بإمكانهم أن يقولوا
ما شاءوا، وبأن الدولة ستقوم بحمايتهم في كل حال. ولكن
هذا غير صحيح. والدليل ما حدث لابن جبرين الذي لو صدر
حكم بحقه، فستكون مسألة التدخل صعبة جدا، الأمر الذي عجل
برحيله. ففتاواهم تلك تحرج الدولة السعودية، وإذا كان
لهذه القضية وجه إيجابي فهي ستعلمهم بأن الأمور تغيرت،
وأنهم لا يمكن أن يقوموا بتكفير أحد ويُتركوا بدون مساءلة).
ومن المتوقع أن تمنع هذه الملاحقات المتوقعة عددا كبيرا
من هؤلاء الشيوخ والدعاة من السفر إلى أوروبا، قبل التأكد
من سجل فتاواهم الخاصة التي لا تخلو في الغالب من فتاوى
تكفيرية وتحريضية. وربما تشمل هذه الملاحقات ليس فقط من
كفروا المجموعات الشيعية، بل المثقفين والكتاب الصحافيين،
ومن بينهم سعوديون، صدرت في حقهم فتاوى إهدار دم صريحة
من قبل هؤلاء الشيوخ.
|