تطبيع تكنولوجي بين الرياض وتل أبيب
يبدو أن (كاوست) لم تشأ الإنطلاق في ركب التكنولوجيا
دون أن تضع بصمة في حركة التطبيع التدرّجي بين السعودية
والدولة
العبرية، فبعد أن كان الإعلام السعودي ممثلاً في (العربية)
و(إيلاف) و(الشرق الأوسط) من قام بخطوة تطبيعية لافتة،
عبر افتتاح مكاتب في تل أبيب، وإجراء مقابلات مباشرة مع
مسؤولين كبار في الحكومة الإسرائيلية فبالأمس البعيد نسبياً
يظهر رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت على شاشة (العربية)،
فيما كانت عبارة (مسؤول إسرائيلي كبير لـ صحيفة الشرق
الأوسط) تتربّع صدّر الصحيفة بصورة متكررة منذ مطلع القرن
الحالي، ولم يكن عجيباً أن تحلّ مراسلة (ايديعوت احرونوت)
ضيفة على آل سعود في قمة الرياض في مارس 2007.
في كتابه عن (الشرق الأوسط الجديد) كان يدعو رئيس الدولة
العبرية الحالي شيمون بيريز الى تعاون علمي بين دولته
والدول العبرية على أساس أن الشرق الأوسط العربي يملك
سوقاً واعدة للبضاعة الإسرائيلية المتقدّمة، وخصوصاً في
الحقل الزراعي. وهاهي آمال الاسرائيليين تتحقق على أيدي
آل سعود. ففي تعاون مشترك علني يحدث لأول مرة في تاريخ
السعودية والدولة العبرية، وقّعت شركة (سونار) الإسرائيلية
المتخصصة فى إنتاج أجهزة لحماية سيارات ومبان على اتفاق
لتركيب أجهزة استشعار فى مؤسسات تابعة لوزارة التربية
والتعليم السعودية بهدف حمايتها. وقالت الإذاعة العامة
الإسرائيلية فى مستهل نشرتها الصباحية في 26 ديسمبر الماضي،
إن الصفقة تم عقدها بواسطة شركة تابعة للشركة الإسرائيلية
فى العاصمة الصينية بكين. وأفاد مراسل الإذاعة العبرية
أنه بموجب الاتفاق ستقوم شركة سونار بتركيب 750 جهاز استشعار
فى مؤسسات تعليمية فى مدينة الرياض وعدة مدن سعودية أخرى.
وكرد فعل على تقرير الاذاعة الاسرائيلية، نفت جامعة
الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا السعودية أي تعاون
تقني مع جامعة تل أبيب، بعد أن نشرت وسائل إعلام إسرائيلية
مؤخراً تقارير حول مشاركة المؤسسة التعليمية السعودية
في بحث إسرائيلي حول أمن الإنترنت. وقالت مصادر في الجامعة
السعودية لموقع سي إن إن باللغة العربية بأن التقارير
المنشورة في الاعلام الإسرائيلي حول (هكذا تعاون) هي (غير
صحيحة، ولا أساس لها، ولا تعتبر ذات قيمة)!
غير أن المصدر لفت إلى أن عدداً من الخبراء والأستاذة
في الجامعة ربما كانوا يشاركون في أبحاث عملية في المنطقة،
قبل أن ينضموا لفريق العمل في جامعة الملك عبدالله للعلوم
والتكنولوجيا، وليس وهم أعضاء في فريقها التدريسي. وكانت
صحيفة (جيروزالم بوست) الإسرائيلية قد قالت في تقرير نشرته
منتصف شهر ديسمبر الماضي أن باحثين (زملاء) من جامعة الملك
عبدالله للعلوم والتكنولوجيا، يشاركون في بحث تقوده جامعة
تل أبيب يتعلق بأمن الإنترنت. وقالت الصحيفة إن عدداً
من الجامعات الأخرى تشارك في البحث ذاته، من بينها جامعة
ديلهي الهندية، وباحثين من جامعة تايوان، للوصول إلى صيغة
تقنية أكثر أمناً للمستخدمين عن إدخالهم بيانات حساسة
إلى مواقع الإنترنت.
|