حجب موقع البرّاك أم (فركة إذن)
في غمرة الجدل المتصاعد والمتمدد أفقياً وعمودياً،
بدا أن ثمة خطوة ما أقدمت عليها جهة رسمية لتسجيل موقف
أولاً، ونقل الجدل ‘لى مكان آخر، أو إضفاء لون مختلف عليه،
ولربما هناك من تنبّه إلى أن التقاء الفكر القاعدي مع
فتاوى البرّاك وزملائه يؤكد تقييمات بعض المراقبين من
أن مصادر التكفير لدى شبكة القاعدة هي محلية وتتغذى على
فتاوى صادرة عن مشايخ في الداخل بمن فيهم الشيخ البرّاك.
في محاولة لتخفيض درجة حرارة الجدل الدائر حول فتوى
البرّاك، نشرت صحيفة (المدينة المنورة) في الأول من مارس
الجاري خبراً تؤكّد فيه حجب موقع الشيخ عبد الرحمن البرّاك
على المتصفحين داخل السعودية. ولكن في الوقت نفسه، فإن
قرار الحجب لم يمنع متصفحي الخارج من الدخول على موقع
البرّاك الذي تتصدّره فتوى (الاختلاط). وقد يعود ذلك الى
أن السلطات الحكومية أرادت وقف السجالات الإعلامية والثقافية
الدائرة في الداخل بين التيار الديني السلفي والليبراليين
الذين يخوضون منذ سنوات حرباً ثقافية من أجل إثبات حقهم
في التعبير عن أنفسهم ككيان ثقافي وكأفكار في شؤون المجتمع
والثقافة والدولة.
وبحسب ما أوردته صحيفة (المدينة) السعودية، في الأول
من مارس، فإنه تم أيضا حجب موقع (نور الإسلام)، الذي يشرف
عليه الشيخ محمد الهبدان، القريب الصلة للغاية بالشيخ
عبد الرحمن البراك، وللشيخ الهبدان فتاوى مثيرة للجدل
سببت لغطاً واسعاً. وذكرت بعض المصادر بأنه ويتوقع أن
يكون خبر الصحيفة السعودية محاولة لامتصاص النقمة والإيحاء
بأن السلطات الحكومية تقوم بفعل ما حيال الفتوى المثيرة
للبراك. وأثارت فتوى الشيخ البراك، إهتمام وسائل الإعلام
العربية والعالمية، وتناولتها بالنقد الشديد، واعتبرها
الكتاب المحليون بأنها مسيئة للنظام الإجتماعي في البلاد.
حجب الموقع لم يدم سوى يوم واحد، فيما أعيد فتحه في
اليوم التالي، الأمر الذي أثار استغراب كثيرين توقعوا
أن تقوم السلطات السعودية باتخاذ اجراءات أكثر جدية في
بلد يحاول أن يقدّم صورة عن انفتاحه الثقافي والتعليمي
للخارج، فيما نظر آخرون الى ذلك الإجراء بأنه أشبه ما
يكون بـ (فركة إذن) للشيخ البرّاك ولتيار سلفي متشدد ينتمي
كثيرون إليه بمن فيهم موقعو بيان النصرة عن موقفه، وهناك
من أراد بيعهم موقفاً بأن في العائلة المالكة من بيده
الإيذاء والعفو.
|