الخلاف السعودي الإماراتي يحتدم
فجّر الخلاف بين السعودية والإمارات حول مقر البنك
الخليجي المركزي واصرار الرياض على أن يكون في اراضيها
خلافات بدأت بانسحاب الإمارات من العملة الخليجية الموحدة،
ثم تبعها إيقاف السعودية للمسافرين الإماراتيين بالبطاقة
بحجة ان خارطة الإمارات غير صحيحة وهي تشمل اراض سعودية،
حينها اصرت السعودية على استخدام جواز السفر بدلاً من
البطاقة، ثم قامت بتعويق حركة نقل البضائع براً بين حدودها
والإمارات، ما فهم منه عملية حصار سعودية لمعاقبة الإمارات
المشاغبة.
وحدث أثناء الأزمة العام الماضي، ان إمارة دبي كانت
بحاجة الى قروض بمليارات الدولارات، لكن السعودية رفضت
منحها ذلك وخذلت الآخرين على فعل ذات الأمر، وأوضحت السعودية
بشكل شبه علني بأنها تتمنى نهاية لأسطورة دبي الإقتصادية،
الأمر الذي زاد من التوتر في العلاقات بين البلدين، خاصة
وأن الإعلام السعودي وبعد محاولة الصهاينة اغتيال المبحوح
شنوا حملة على دبي وعلى شخص ضاحي خلفان مسؤول الأمن في
الإمارة، بدلا من التعرض لإسرائيل. ولعل (إيلاف) السعودية
بلغت الحد الأعلى من النزق والإصطفاف مع الموساد الإسرائيلي،
ويمكن للقراء حتى الآن التأكد من هذه الحقيقة بمراجعة
ما كتب حول الموضوع.
الآن الإمارات تقول بأن هناك خلافات حادّة حول الحدود
مع السعودية. وأشارت صحيفة القدس العربي في 25/6/2010
نقلا عن مسؤول إماراتي كبير بأن الإمارات لا تعترف باتفاقية
الحدود الموقعة بين السعودية والامارات عام 1974، وكشف
ان الاتفاقية لم تحظ بمصادقة المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي
ولا مجلس حكام الامارات المتصالحة آنذاك. وأضاف المسؤول
ان جميع الاتفاقيات يجب ان يصادق عليها المجلس الوطني
الاتحادي الاماراتي، وهو ما ينص عليه دستور دولة الامارات،
مما يجعل هذه الاتفاقية لاغية.
وقال المسؤول ان ادعاء السعودية بان منع المواطنين
الاماراتيين من الدخول الى الاراضي السعودية ببطاقة الهوية
لان خارطة الامارات تختلف إنما هو (حديث فارغ)، وأضاف
بأن الخارطة لم تتغير وانها موجودة على جواز السفر الاماراتي
أيضاً وهي تضم الاراضي الاماراتية التي تدعي السعودية
ملكيتها! وتساءل المسؤول الإماراتي: لماذا لم يمنعوا جوازات
السفر اذاً؟، مؤكداً بأن (الإمارات لن تتخلى عن حقوقها
مهما طال الزمن، ولا بد ان يعود الحق الى اصحابه). وتعطي
الاتفاقية السعودية ممراً يمتد 25 كيلومتراً على الخليج
يطلق عليه خور العديد، ومدخلا للنفط والغاز في حقل الشيبة
– زرارة، وتحرم الإمارات وقطر من حدود برية مشتركة. وفي
المقابل تبقي الإمارات على منطقة العين التي حاولت القوات
السعودية السيطرة عليها في خمسينات القرن الماضي. وفيما
يعتبره بعض المحللين مؤشرا على أن الإمارات لم تكن مستعدة
للتسليم بالاتفاقية المثيرة للجدل شكلت الدولة مجلسا لشؤون
الحدود في أواخر عام 2009. وقال المؤرخ كريستوفر ديفيدسون
(كل الدول الخليجية الصغيرة باستثناء البحرين تخشى الهيمنة
السعودية في المستقبل).
|