(كلية الحقوق) لمن لا حقوق لهم!
لا يعجب آل سعود مسمّى (الحقوق) ولم يكونوا يبتعثون
أحداً يدرس الحقوق في الخارج. وحتى القانون كمادة دراسية
لم تدخل الا في وقت متأخر ضمن المواد التي تدرس في الجامعات.
ومثل الحقوق كلمة (السياسة) فلا توجد كلية للعلوم السياسية،
وكانت توضع تحت إطار: (كلية العلوم الإدارية) التي كانت
تدرّس القانون والمحاسبة كما السياسة والإقتصاد ومواد
أخرى، قبل ان يتغير اسمها لاحقاً الى (كلية الأنظمة والعلوم
السياسية).
يبدو أن الفيتو السعودي رفع أخيراً عن مفردة (الحقوق)
مثلما رفع قبل سنوات عن مفردة (الوطنية) وغيرها من المفردات
المحرمة في القاموس السعودي! ففي أواخر شهر اكتوبر الماضي،
أجاز مجلس التعليم العالي في السعودية تعديل إسم (كلية
الأنظمة والعلوم السياسية) في جامعة الملك سعود لتصبح
(كلية الحقوق والعلوم السياسية).
تجدر الإشارة الى أن إسم الجامعة نفسها قد تغيّر حسب
الظروف السياسية. فقد تأسست الجامعة في عهد الملك سعود،
وكان اسمها: (جامعة الملك سعود). ولكن بعد خلاف الملك
سعود مع أخيه فيصل، والإطاحة به عام 1964 تم تغيير اسم
الجامعة الى: (جامعة الرياض)! وبعد وفاة فيصل بسنوات عديدة،
أُعيد الإسم القديم: (جامعة الملك سعود).
الخبير القانوني الدكتور مفلح القحطاني أعرب عن تفاؤله
لتغيير مسمى الكلية، وقال بأن التغيير له معان كبيرة من
بينها (تسمية الأشياء بأسمائها، فكليات الحقوق معروفة
مخرجاتها ومناهجها، كما أن كثيراً من المبتعثين يواجهون
مشكلة في ترجمة شهاداتهم حين تستبدل كلمة قانون بنظام،
على رغم أن لفظ القانون موجود في التراث الإسلامي). وأضاف
القحطاني لصحيفة الحياة/ الطبعة السعودية في 23/10/2010:
(آمل أن يسهم المسمى الجديد في نشر ثقافة الحقوق، وتخريج
المتخصصين في مجال القانون، وأن تنعكس تسمية الكلية على
مخرجاتها).
|