بئر غرس، واستهتار سعودي بآثار الإسلام
بئر غرس، هي بئر بقباء على منازل بني النضير، وحولها
مقابر بني حنظلة، شرقي مسجد قباء، على نصف ميل إلى جهة
الشمال، بين النخيل في المكان المسمى الآن (قربان)، ويمر
إلى الجنوب منها قريباً الطريق الذي يربط بين طريق قربان
والعوالي، ويلتقيان في مثلث فيه إشارة مرور على مجرى بطحان
المطوي بالإسمنت، وأصبحت الأرض التي فيها البئر الآن ملاصقة
لمبنى معهد الهجرة التابع لعبد الباري الشاوي.
كانت البئر لسعد بن خيثمة، وهو الذي كان النبي صلى
الله عليه وسلم يبيت في منزله أيامه في قباء قبل أن يتحول
إلى المدينة، لذلك تعد من آبار قباء. وقد كان النبي صلى
الله عليه وسلم يستطيب ماءها ويبارك فيها، وقال لعلي رضي
الله عنه حين حضرته الوفاة: (إذا متّ فاغسلني من بئر غرس
بسبع قرب). وقد ورد ذكرها في حديث رسول الله صلى الله
عليه وسلم: (رأيت الليلة كأني جالس على عين من عيون الجنة)،
يعني بئر غرس. والغرس الفسيل، أو الشجر الذي يغرس لينبت.
وشأن البئر شأن آثار كثيرة مهملة أو يتعمد الوهابيون
تدميرها، فإن هذه البئر أصبحت مهملة، وقد خطط الوهابيون
لإلغاء البئر، وأفسحوا المجال لصاحب المعهد (وقيل المدرسة)
بأن يضم البئر للمدرسة بشكل يلغيه، ويمنع أحداً من السؤال
عنه أو زيارته، كأثر من آثار النبوة.
في الأول من نوفمبر الجاري، نشرت عكاظ خبراً يقول بأن
مالك مدرسة أهلية في قباء جنوبي المدينة المنورة (ولم
تذكر أسمه) استولى على بئر غرس النبوية، وأخفى جميع معالمها،
بعد ضمها داخل سور المدرسة، وإلحاقها بملعب الطلاب في
الفناء الخارجي. وعمد مالك المدرسة إلى وضع رسومات خارجية
على البئر تحوي أسماء الله الحسنى بخط يشبه المكتوب على
سور المدرسة. ولدى الاتصال بالمدير التنفيذي للجهاز التابع
لهيئة السياحة والآثار في المدينة المنورة الدكتور يوسف
المزيني قال (لا أعلم عن أمر الاعتداء شيئاً)، وطلب إمهاله
نصف ساعة، واعتذر في الاتصال الثاني عن عدم تقديم أي معلومة
كونه (مشغولاً).
وهكذا يتم تضييع معالم وآثار الإسلام، بحجة الخوف من
الشرك.. فيما آثار ملوك آل سعود تحفظ حتى التافه منها،
وتؤسس لها المتاحف!
|