القاعدة في اليمن: التغذية سعودية
صحيفة التايمز الذي يمتلكها مردوخ، خصصت افتتاحيتها
للعدد الصادر في 3/11/2010 للحديث عن السعودية، ممتدحة
فيها الدور الأمني الذي تلعبه في هذا الوقت الحسّاس بالذات،
وكان العنوان: (أصدقاؤنا في الشرق). وجاءت المقالة فيما
يبدو بعد أن تم الكشف عن الطرود المتفجرة القادمة من اليمن،
وبعد أن تم الكشف عن أن السعودية أبلغت العواصم الغربية
مسبقاً بأن القاعدة في اليمن تنوي القيام بأعمال (إرهابية)
في المدن الغربية.
لا غرو ان السعودية تعرف عن القاعدة الشيء الكثير،
فهي الأكثر التصاقاً بها. القاعدة لم تخرج إلا من رحم
السعودية أرضاً، ومن رحم الوهابية فكراً، ومن رحم مؤسسة
النقد السعودي ووزارة المالية تمويلاً وتشجيعاً، قبل أن
تصبح السعودية (نصف ضحيّة) بعد أن كانت متهمة بتمويل الإجرام
وتفريخ الإرهاب بعيد أحداث سبتمبر. لا تزال السعودية البلد
الأكثر التصاقاً وفهماً للقاعدة ورموزها بحكم منشأ هذه
الأخيرة.
وتقول الصحيفة أن السعودية هي حليف مهم ضد الإرهاب
ولكن يمكنها أن تقدم أكثر في هذا المضمار. وتضيف بأن أهم
تحول في السياسة السعودية قد حدث كان اندفاعها نحو تعاون
أكبر مع أميركا وبريطانيا في المجال الأمني منذ أحداث
سبتمبر وذلك لمواجهة خطر القاعدة تحديدا.
|
السعودية المهمة لواشنطن
ولندن |
وبحكم العلاقة الخاصة واللازمة بين القاعدة والسعودية،
قالت الصحيفة ضمن مديح يستبطن الإتهام أيضاً، بأن الأمراء
السعوديين لديهم أفضل المعلومات عن القاعدة، خاصة تلك
المتعلقة بتنظيم شبه الجزيرة العربية، بما في ذلك التهديد
الذي يمثله التنظيم على اليمن. وقالت ان السعوديين اصبحوا
متقدمين في عملية جمع المعلومات، وأنهم لم يعودوا يعتمدون
كثيراً في جمع المعلومات على التحقيق مع المعتقلين أو
المشتبه بمعرفتهم بنشاطات القاعدة، بل على الخطط القائمة
على استخدام الاتصالات، وتحليل المعلومات التي يتم الحصول
عليها من خلال التنصّت والإعتراض.
وفي ذات السياق تحدثت الصحيفة عن أساليب التحقيق السعودية
داخل المعتقلات، وقالت أن الرياض تخلت عن استخدام اسلوب
التعذيب والضغط لانتزاع المعلومات، في إشارة الى حقيقة
ان كثيراً من المعلومات التي قدمتها السعودية خلال قبل
احداث سبتمبر كانت غير موثوقة لأنها انتزعت تحت التعذيب.
ولكن فيما بعد ـ وحسب الصحيفة ـ وبسبب الضغط البريطاني
الأميركي، فإن السعودية غيرت من أساليبها بسبب ثلاثة عوامل:
رغبة الولايات المتحدة في استخدام وسائل أكثر نجاعة في
التحقيق؛ استهداف القاعدة للسعودية دفعها للتطوير؛ وهناك
اخيراً العامل الايراني، فحسب الصحيفة إن السعودية تشارك
لندن وواشنطن القلق من طموحات ايران النووية ومحاولاتها
الهيمنة على المنطقة، في اشارة الى أن مواجهة إيران تتطلب
وسائل متطورة من التحقيق وجمع المعلومات.
ووصفت الصحيفة علاقة المصالح التي تربط بين الرياض
وواشنطن فقالت بأن مصالح السعودية قريبة من مصالح الولايات
المتحدة ما يجعل السعودية الحليف الذي لا يمكن الاستغناء
عنه.
لكن الصحيفة أشارت بخجل بعد الكثير من المدح الى حقيقة
أن سجل السعودية فقير في مجال حقوق الانسان، بما في ذلك
موقفها من المرأة، حيث لا تحترم الرياض الحقوق الأساسية
والمدنية بما فيها حرية التعبير. ورأت الصحيفة ان طموحات
واحلام الجيل الشاب من ابناء المملكة لا مجال لتحقيقها
في ظل نظام الحكم الحالي الحالي، كما ان دعم السعودية
لبريطانيا في المجال الأمني لم يأت بدون ثمن، مشيرة الى
تهديداتها فيما يتعلق بتحقيقات ورشاوى أكبر شركة تصنيع
سلاح في بريطانيا. وفي النهاية تظل السعودية ـ كما تقول
الصحيفة ـ حليفاً قوياً لبريطانيا في مجال مكافحة الخطر
الارهابي القادم من إيران واليمن وافغانستان. واختتمت
الصحيفة افتتاحيتها بالإشارة الى أن معضلة التعاون مع
اصدقاء مهمين هو عدم احترامهم لحقوق الإنسان والحريات
المدنية.
|