الرأي والشعور السلفي السعودي تجاه الحرب على العراق
هناك الكثير من الموضوعات الهامّة التي تطرح للنقاش في مواقع
سعودية على شبكة الإنترنت، حيث يفصح المتحاورون عن بعض من مكنوناتهم
الداخلية وضمن هامش معقول من الحرية، بحيث يمكن رصد هذه الحوارات
واعتبارها بشكل عام مؤشراً على اتجاهات الرأي العام السعودي، بأكثر
مما تعبر عنه الصحافة والإعلام المحليين.هناك على شبكة الإنترنت،
يقوم أفراد ممن يمكن اعتبارهم منتمين الى الطبقة الوسطى العريضة في
المملكة بالتعبير عن اتجاهاتهم وميولهم وآرائهم. هؤلاء في مجملهم
وكما يبدو من الحوارات العديدة مسكونين بأنواع مختلفة من الهموم
الجمعية، لم تجد لها متنفساً في الإعلام المحلي، ولا يمكن طرحها إلا
بكثير من الحذر حتى لا يحظر الموقع محلياً، مع أن أكثر المواقع
الحوارية السعودية أصبحت محظورة.
ما يهمنا هنا، هو استجلاء للآراء المختلفة بين السعوديين في قضايا
وطنية مصيرية بالغة الحساسية. وسنقوم في كل عدد بعرض قضية من
القضايا، وآراء المختلفين، الذين لم يجدوا إلاّ مواقع الإنترنت
لطرحها على بساط النقاش. الموضوع التالي منقول عن
http://www.qal3ah.info:2244/vb/forumdisplay.php?s=&forumid=6
* * *
قد يحسم الخلاف قريباً حول مشروعية الجهاد في العراق أو غيره من
الأقطار الإسلامية لا بظهور فتوى وإجماع من العلماء، لأن هذا الأمر
لن يكون، ولكن لأن رقعة الحرب ستمتد ولن تبقى خاصة بالعراق. لو
استبعدنا خيار توسع الحرب نكون أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن
ينتصر العراق، وعندئذ سيتحول الجهاد إلى ثأر وتصفية حسابات وفتنة،
وإما أن يهزم العراق ويأتي الدور على الضحية الثانية حيث نساق جميعنا
كالنعاج إلى المسلخ. لقد مر علينا في الفترة القصيرة الماضية أحداث
أثبتت أن أكثر العلماء لا يعول عليهم وليسوا كفؤاً ليقودوا الأمة في
هذه المرحلة.
* * *
المؤسسة الدينية بات مناطاً بها تثبيت كرسي ولي الأمر وذلك من
خلال تخدير العوام وتسفيه العلماء الذين يصدعون بالحق. علماء المؤسسة
فتنوا أنفسهم إذ جعلوها مطية لهؤلاء المرتزقة، وقبلوا أن يخونوا الله
ورسوله فكيف نأمنهم على أنفسنا ونعطيهم أيدينا في الظلمات ليقتادونا
إلى بر الأمان وهم قد عموا وصمّوا في النور؟ كيف سيفتينا هؤلاء
العلماء لو ماجت الفتنة.
أي مسلم في الجزيرة العربية يمنع من مغادرة بلده لكي لا يشارك في
الجهاد خصوصا إذا ما توسعت رقعت الحرب و صار الخطر مباشر على
إسرائيل. هل الأولى لهذا المسلم أن يحمل سلاحه لمقاتلة الطاغوت الذي
يمنعه من الجهاد؟ أم الأولى به أن يجاهد الصليبين المقيمين في أرضه؟
وماذا يعمل لو جنّد الطاغوت ممن حوله وراح يدافع عن هذا الصليبي كما
يفعل الآن؟
بالمختصر لو ذهبت اليوم لتؤدي واجبك كمسلم محاولا النيل من
القواعد الصليبية الموجودة في أرض الحجاز من ستواجه بادئ الأمر؟ ولو
اشتعلت فتنة بموت طاغوت (الملك) أو لأمر ما.. ما هو موقفك؟
* * *
أعتقد أن جميع أهل الجزيرة العربية على قناعة تامة بأن الدولة
السعودية الثالثة والأخيرة تتخبّط وهي بحول الله وقوته في طريقها الى
الزوال. في كل ليلة يأوي البعض الى فراشه ينتابه إسحاس هو بصيص أمل
بأنهم سيستيقظون وقد حدث تغيير في هذه الدولة: إما انقلاب أو عمل
إرهابي، كما يحلو للبعض تسميته. صدقوني، والذي رفع السماوات بلا عمد،
إن هناك الكثير الكثير من شبابنا ينتظرون شرارة البدء ليثوروا على
حكومة آل سلول. ثقوا بأن القليل فقط هو من ينتظر فتوى جديدة من علماء
السلاطين.
* * *
هذا ما سيحصل لو سقط العراق لا سمح الله: سيصبح العراق أربع أو
خمس دول، و تصبح السعودية أربع دول، وتمسي سوريا 10 دول، ومصر
دولتين، ويصبح للبرابرة والأكراد والتركمان والأرمن دولاً قومية،
وللآشوريين دولة قومية، وللشيعة والدروز والعلويين والإسماعيليين
والأقباط والأرثوذكش والموارنة واليزيدية دولاً دينية. حينها تختفي
اللغة العربية، وتصبح الصلاة تخلفا وتهمة، ويصبح الحج للعجزة
والمترفين، وتقسم المواريث بالتساوي، ويعمم الزواج المدني ـ مسلمة من
مسيحي ـ، ويتمرد الأولاد على الآباء، وسيرقص أولادكم على أنغام
الأمريكان كما رأينا، وتغتصب حريمنا من قبل الجنود الأمريكان
الموجودين في القواعد العسكرية كما يحصل في كوريا الجنوبية واليابان
ولا يجرؤ أحد على محاكمتهم، وستتم محاكمة خالد بن الوليد، ويلعن سعد
بن أبي وقاص لأنه دمر دولة المجوس، وعمرو بن العاص لأنه احتل دولة
الأقباط.
* * *
صدرت عن سماحة المفتي والمشايخ فتوى بالقنوت في الصلاة، للنازلة
العظيمة التي تنزل بالمسلمين في 'العراق' وما حولها وما يكتنفهم من
البطش والموت والهلاك الجماعي. يعلم الجميع ان المفتي وهيئة كبار
العملاء هم فى اجتماع، صدر عنهم بيانهم الشهير ثم أخذوا بمناقشة
موضوع القنوت.. وما بين أخذ ورد واجتهادات ومشاورات، صدرت الفتوى
بالسماح في القنوت!
الحرب قايمة لها اسبوعين وأنت الآن تفتي بدعاء النوازل! ربما لم
تعلم حتى الآن أن نصف شعب العراق راح، والكلاب الأميركان أكلوا ثروته
وبدأوا يصدرون نفطه! أخونا المفتي تفرغ الآن وسمح لنا بالدعاء ليس
على الأميركان ولكن للعراقيين!
* * *
اشتغلت غصب1 (قناة التلفزيون الأولى) هذه الايام بمنهج الإرجاف،
فمن أفلام الحربين العالميتين الأولى والثانية الى لقطات تدريب
وتحركات وأسلحة الجيش الامريكي وغوصاته النووية مروراً ببرامج وجوب
الالتفاف حول ولاة الأمر، وتحريم الجهاد في العراق وغيره. كلها تحاول
تضخيم القوة الأمريكية.
* * *
الواجب علينا ان ندرك حقيقة حجم هذا الصراع الدائر، وأنه لهزيمة
امريكا يجب أن تتوسع ساحات المعارك لتلتهب الارض تحت كل وجود امريكي
عسكري.. فدرس افغانستان يعلمنا انه لولا خيانة باكستان لما تمكنت
امريكا من جريمتها. ودرس العراق يرينا انه ما كان لامريكا ان تدخل
أرض العراق لولا خيانة الدول المجاورة التي مكنت امريكا من اتخاذها
منطلقا لعملياتها القائمة اليوم.
* * *
يقول الشيخ سلمان العودة ما لم أتوقعه: (لا تذهبوا الى الجهاد لأن
بلدكم يحتاجكم. إذا كان عندك جامعة او دراسة او شغلة او مشروع فلا
تذهب)! بالمفيد المختصر يقول الشيخ: البعث حزب كافر. أريد التبرع بـ
500 شريط للشيخ العودة. ما رأيكم؟!
* * *
الشيخ البريك عندما سئل عن الجهاد فى افغانستان: قال الواجب على
أهل باكستان نصرة الأفغان، لأن النصرة واجب على المسلمين الذين
يلونهم، ثم اذا عجزوا عن صد العدوان فالذي يليهم وهكذا. ما هو رأيك
يا بريك الآن؟ ها هم الأمريكان يغزون بلداً مسلماً مجاوراً، هل يجب
علينا نصرة أهل العراق باعتبارنا جيرانهم المحاذين لهم؟
* * *
أقول ياسلمان العودة: اذا جاءت أمريكا لحرب السعودية، فإنها والله
ستلقى دجاجها وقد تساقط ريشه من الخوف والرعب. طلعنا دجاج جبان
مثلّج، اترك عنك الفتاوى، هذه هي الحقيقة. تريدون لنا فتاوى على مقاس
الشعب السعودي، تبيح له القعود. نحن لا نملك ربع شجاعة العراقيين.
ياسلمان العودة... عندنا مائتين مليون عربي، دع خمسة ملايين يدخلون
الجنّة شهداء وأنا أضمن نصراً مبيناً على أميركا وأذنابها. يا سلمان
العودة: ربما تعرف فيتنام، لقد طردت أميركا بثلاثة ملايين، ونحن أهل
التوحيد والمسلمين تقول لنا اقعدوا حتى يأتونكم الأميركان محاربين.
أمريكا لن تغزوك أبداً، فهي ستحرك أذنابها وهذا يكفيها عناء القتال.
قل لي إذن متى تريد أن تجاهدهم؟ تريد أن يحاربك الأميركان، لماذا؟
أخشى أن تعتقد بأن بلدك مثل العراق، أو عندك حاكم مثل صدام؟ ما يريده
الأميركان يأخذونه من آل سعود بكل بساطة.
* * *
رغم قناعتي بنزوع الشيخ العودة الجدّي للاصلاح، ورغم كرهي الحقيقي
لما يفعله من ممالأة لعناصر الشيطنة الجديدة لصغار حكومة آل سعود كما
هو شائع عنه منذ فترة ولم ينفه، ولولا قناعتي التامة أنه يفعل كل
ذالك مجتهدا متأولا لتبرأت منه كله وليس من فعله هذا فحسب، خاصة وقد
لحق أذاه بعض الصالحين النزاعين للمقاتلة الفعلية ومقارعة جنود ورجال
الطاغوت، ولاسيما في مثل هذه الأوقات.. والحمد لله أن طلائع
المجاهدين قد بدأوا رغما عن قعوده (الخاص) وتخذيلاته (العامة). الآن
بدأت تعمل به الحكومة الدجلية السعودية تستغل عناصر حركية علمية
ودعوية كانت محبوبة كثيرا كالأخ العودة مثلا، وتستخدمهم لمآربها،
باستصدار فتاوى متلبّسة بالحذر والعقلانية وهي في حقيقتها الشرعية
ومردودها العملي تعتبر مخذلة للنفوس الأبية ومعطلة للطاقات.
* * *
انكشف الأمر، وانجلت أكثر التمثيليات المخادعة من قبل ولاة أمور
الكفر والكذب والكبر والغدر. الحمد لله هناك فجوة عقدية ونفسية كبيرة
جداً بين المواطنين وهذه الطبقة الحاكمة المتسامية المتميزة عنهم حتى
في مسمياتها (صاحب السمو وصاحباته). الغزاة الأمريكيون موجودون
سابقاً في جزيرة الاسلام العربية، أي أنها محتلة مستخربة لا مستعمرة
كما يقولون، وهم الآن مجددا في عرعر وتبوك والخفجي وفي قاعدة وزير
الحرب الرعديد في الخرج.. فهلاّ حاربناهم الآن؟ ولاة الكفر في حكومة
آل سلول طلبوا ووافقوا على تواجد جيوش الشيطانة الأمريكية في جزيرة
الاسلام العربية رغم أنهم يعرفون أن آخر ما تلفظ به خاتم الأنبياء
عليه السلام هو اخراج ما تبقى من المشركين منها، وخالفوه متعمدين
متقصدين وأعادوا من خرج وأحضروا كل أنواع الشرك في الأرض اليها كما
ترون.. وطواغيت حكومة آل سهود هؤلاء هم وبقية الجنس ذاته في أمريكيا
وبريطانيا وغيرها أصحاب وأولياء بعضهم بعضا. ان كانت حالة الناس في
العراق والجزيرة واحدة، فإنه يلزم مناقشة مسألة دفع الصائل الغازي في
العراق وعلى الفور وتأجيل النظر فيما عدا ذالك.
* * *
صدام كافر، أو ليس بكافر.. هذا ليس شغل أحد، ولا حتى شغل إبن باز
الذي كلنا يعرف أنه كان يفصل الفتاوى لتناسب آل سعود!: تحريم استخدام
الروس كمستشارين في عهد عبدالناصر وتحليل قتال جيش الامريكان
للمسلمين في كويت العراق! المجرم صدام لا يستحق موضوعاً يخصص له.
المهم الشعب العراقي بأكمله.
* * *
صدام شخص حقير جداً! أن يطلب من الشعب العراقي أن يضحي من أجل أن
يبقى هو على سدة الحكم.. تلك خسة منقطعة النظير إلا في أمثاله من
الدكتاتوريين الأغبياء عندما يتم حشرهم في زاوية، حيث يقوم بالعزف
على أوتار استقلال الوطن والدين، فيما كان هو أول من استعمر الوطن
وأهان الدين! وما الذي كان قد حققه لشعبه في السراء حتى يطلب منه (رد
الجميل) في الضراء؟ انظروا لحال المدن العراقية، ولا تخطيط مدني ولا
اهتمام بالانسان.. الفقر والعوز وأشكال الحياة البدائية لا تزال
طاغية ومسيطرة بقوة على الحياة في العراق.. لا أثر لنعمة النفط.
* * *
أنا أرى أن ما أصاب العراق من ويلات يعود الى الأذى الذي يحيق
برسول الله من طوائف الضلال التي تتخذ من أجزاء من العراق مراكز
رئيسية لها. كل تلك الويلات التي ألمت بالعراق أكاد أجزم أن من ضمن
أسباب صبها عليه وعلى شعبه.. ذلك التشيع المقرف المقزز الغبي في
أوساط الكثيرين من أبناء شعبه!
* * *
يخرج علينا من الأمراء من يقول: أكره المجاهدين ولا أثق بهم! نحن
نعيش قرناً مشؤوماً ضاع فيه الأقصى بوجود هذا (بندر بن سلطان)
وأمثاله. وها هم الأمراء يجددون العهد مع الشيطان في قرن جديد لعل
وعسى أن تضيع مكة والمدينة المنورة. لا بأس هم رجال على شعبهم! وعند
اللقاء والإمتحان يكونوا خلف أبواب موصدة!
* * *
نحن نبارك ونقدر وقوفكم (شعب العراق) وصمودكم في هذه الحرب، ونبحث
معكم عن المزيد من الوقوف في وجه العدوان الصليـبي، ودفعه بكل قوة
ممكنة، ووسيلة مقدورة من عمليات فدائية، وضربات بطولية، فأهل الإسلام
حيثما كانوا يبغضون الظالمين ويرفضون التواجد الأمريكي والغربي في
أرض المسلمين، فإلى المزيد من نسف جماجم أعدائكم، بل وأعداء
الإنسانية أجمع، وامضوا قدماً في التنكيل بهم، وتسخير قوتكم في حربهم
فمفارقة الحياة أحب من الذل المهين (سليمان بن ناصر العلوان).
* * *
يا اخوتي في الجزيرة العربية والله انكم تساقون الى المسالخ غير
عالمين بما يدبر لكم في الخفاء وبعلم الخونة من الحكام، وعن سبق
اصرار، وما يزيدني كمدا ان هؤلاء الخونة حكموا أرض الحرمين بالوكالة
قرناً من الزمان، وولغوا في الخيانة منذ أول يوم تسلموا فيه رقاب
اهلها وأخذوا صكوكنا بأيديهم وسمّونا بإسمهم (سعوديين) وكل منا يحمل
صكه في محفظته. سرقوا خيراتنا وأعطونا الفتات واغتصبوا الارض بمئات
الكيلومترات. إنهم أهل الشعر الخليع وهم من دعموا الخنا والغناء
والميوعة بما أقاموا من مهرجانات فاسدة مفسدة صادّة عن ذكر الله. اني
اخاطب فيكم الان من بقي في قلبه من الود شيئاً تجاههم: افيقوا
واعلموا انهم سلموا رقابكم الى الجزار الصليبي يفعل بها ما يشاء،
وسيكونون في اصقاع سويسرا واروبا يستمتعون بما نهبوا وسلبوا.
على الكويتيون مساءلة الحكومة عن موعد خروج الأمريكان من الكويت.
هل يعي الكويتيون أنهم يعيشون تحت إحتلال فعلي بغيض ليس أفضل حالاً
من الإحتلال العراقي؟ ومتى يتوقفون عن التطبيل لعدو الله وعدونا
الأول وعن إستفزازنا المستمر؟
أحييك يا شعب العراق الذي توحدت حوله الأمة بجميع فئاتها وطوائفها
ومذاهبها لأول مرة في تاريخها. فوالله لأن يحكمني رجل من عربي مسلم
مثل صدام حسين (وإن يكن ظالماً) لهو خير لي ألف مرة من أن يحكمني علج
من علوج الصهاينة.
* * *
نستغرب التحول الذي طرأ مؤخرا على سياسة المملكه ومنها تغيير
اللهجه الاعلامية السعودية 'المفاجيء!' تجاه الحرب الصليبية على
العراق، بعد أن كانت اللهجة مهادنة لامريكا في أول أسبوع من حربها.
في نفس الوقت يجب أن نتذكر ان نايف هو رئيس المجلس الأعلى للاعلام،
فهو الذي يرسم التوجهات العامة للصحف و يلون المواقف التي يتخذها
الكتاب تجاه قضايا الساعه! فمالذي طرأ؟ هل تأكد لدى نايف وهو الأكثر
توجسا من الامريكان نيّة أمريكا المبيتة لتوسيع نطاق حربها لتشمل
السعودية، فقرر أن يعبيء الرأي العام لتلك المواجهة المحتملة؟ أعلم
ان دافع نايف ليس من زاوية وطنية، وأعلم أن أمريكا لن تفرط في
النظام.. لأنها لن تجد و لن تخلق أفضل منه لرعاية مصالحها.
* * *
لو افترضنا أن أمريكا أعلنت الحرب على المملكة بعد العراق لسبب أو
لآخر، وأبسطه (غزوة مانهاتن ـ نيويورك) وعلى أساس التمويلات المالية
من المملكة، حينها ماذا سيفعل الحكام العرب والمسلمون ودولهم؟ ماذا
سيفعل آل سلول وآل صباح، وماذا سيقول حسني الخفيف، وماذا باستطاعة آل
سلول أن يفعلوا؟
* * *
أطلّ علينا العبيكان ـ أحد مفتي النظام ـ عبر القناة الأولى وأفتى
بعدم جواز القتال مع العراق، كونه نظاما بعثيا خارجا عن الاسلام!
وقال بأنه نظام ظالم سلط عليه من أهو أظلم منه. سبحان الله! رغم أن
المساجد تملأ مدنه وشعبه عربي مسلم. أهل قم المقدسة ـ أقصد بريدة ـ
لهم تفسير مختلف جداً للإسلام، طوّعوه لخدمة أهداف آل سلول، أهل
النفاق والردّة والتقيّة. عند هذا الشيخ لا مانع من ذبح أهل العراق
ليرضي أسياده وأولياء نعمته ويجد لهم تبريراً عن تقاعسهم وعونهم
للنصارى واليهود. والله ما أخزينا إلا عندما تولى الفتيا أهل نجد.
* * *
لأول مرة أسمع هذا العبيكان يصدق. نعم الجهاد مع نظام كافر لا
يجوز، رضيتم أم غضبتم. إتقوا الله ولا يعميكم الهوى وما تحبون عن
حقيقة الشرع. لأول مرة أؤيد هذا الشيخ.
* * *
أليس من الواجب انكار المنكر؟ نشاهد يومياً إخواننا العراقيين
الأبرياء يقتلون وتكشف عوراتهم وتداس كرامتهم، ثم يأتي علماء
السلاطين ـ الله حسيبهم ـ ليصدروا أنواعاً وأشكالاً من الفتاوى تحرم
الجهاد والخروج على ولي الأمر.
* * *
النهج الغالب على التوجه الفقهي في نجد هو التشدّد في أسهل الأمور
وأبسطها، والتساهل في أعقد الأمور والتي تحتاج الى شجاعة فكرية
ودينية. هم ـ وخصوصاً القضاة ـ يتشددون تجاه البسطاء من الناس ولا
يستطيعون قول الحق عندما يتعلق الامر بالأمراء وعلية القوم. العلاقة
المريبة بين نظامنا السياسي وامريكا بالذات لا يطرحونها على النقاش
مطلقاً لأنها تمس مصالحهم والنظام! بينما حين يتعلق الأمر بدولة
عربية تجدهم من أنشط الناس في التنظير والتبرير والتحوير خدمة
لتوجهات آل سعود. هذا ما عنيته بقولي عن أهل نجد، وتجربتنا معهم
مريرة وطويلة نتناقلها عبر أجيال متعاقبة.
* * *
هنا يبرز سؤال مهم: لماذا هيئة كبار العلماء من نجد فقط؟ ألا يوجد
علماء في أي من المناطق الأخرى؟ حتى الأئمة في الحرمين والقضاة
يعينون من نجد لماذا؟ ألا يوجد أهل الشرعي إلا من هؤلاء. حتى إمامة
المسجد الحرام بمكة جعلت حكراً على أهل القصيم وتحولت الى وراثة دون
الأخذ في الإعتبار الكفاءة لشغل المنصب الديني.
* * *
يوجد في نجد من هم أهل حق وفضل، ولكنهم أقلية كالشيخ العقلا رحمه
الله والحميد حفظه الله. لكن الغالبية تقدّس النظام وتراه فوق النقد
الديني، وكما قال إخواني: لماذا كل العلماء من نجد، في حين أن الحجاز
مُهمّش تماماً رغم دوره الديني والحضاري الكبير؟
* * *
اوفقك الرأي فيما ذهبت اليه عن الضال المضل العبيكان. لكن ليس لك
حق أبدا التهجم والتهكم على أهل نجد إن كان فيهم ضالين، ففيهم أيضا
علماء صحوة يكفيهم فخراَ الشيوخ العقلا والخضير والفهد والعلوان كلهم
من نجد، بالاضافة الى محمد بن عبدالوهاب وابن عثيمين وابن باز
وغيرهم.
* * *
الجميع في هذه الايام لا يستغرب الموقف السعودي المتحالف مع
الصليبيين ضد العراق. ولكن الذي يستغربه العموم هو قيام السعودية
بتخفيض اسعار النفط في الوقت الذي تسعى فيه أمريكا لاحتلال منابع
النفط العراقية تمهيداً لمشروعها الانتقامي من الحكومه السعوديه التي
لم تجد منها الا كل شر. الجميع يتساءل لماذا؟ السعوديون فقط هم من
جلب الكوارث لأمريكا. إن موقف الحكومة السعودية يثير الشفقة، فهي في
جميع الأحوال خاسرة.
* * *
الصواريخ (الضالة) سقطت وهي في طريقها عبر الأجواء السعودية لتنقل
الموت والنار والدمار إلى العراق، وقبل إطلاق الصاروخ الأميركي الأول
على العراق، لم يكن أحد في السعودية من الذين يؤيدون الحرب سراً
ويعارضونها جهراً يتوقع أن يسقط صاروخ أميركي بالخطأ على أراضي
المملكة، غير أن صواريخ توماهوك ليست وحدها التي سقطت على أراضي
المملكة، إذ سقطت معها بعض الأقنعة التي عودتنا الدبلوماسية السعودية
على ارتدائها، فهناك قناع لكل مناسبة ولكل موسم، فما بالك في موسم
الحروب حيث تكثر الأقنعة ويكثر ارتداؤها وخلعها؟ السعودية تتحدث
بلغتين مختلفتين إحداهما للداخل والأخرى للخارج، ونراها تتعامل
بوجهين، وجه مع العرب والوجه الآخر مع الغرب! ومن محاسن سقوط
الصواريخ الأربعة أنها أسقطت معها دفعة واحدة كل الوجوه والأقنعة
التي ترتديها الدبلوماسية السعودية. إذا كانت صواريخ توماهوك
الأميركية تتخبط في ضرب أهدافها في العراق، فإن السياسة الخارجية
للمملكة العربية السعودية تعاني هي الأخرى من تخبط أدهى وأمر.
* * *
جاء في كتاب مجموع ومقالات وفتاوى متنوعة للشيخ عبدالعزيز ان حاكم
العراق كافر وإن قال لا اله الا الله حتى لو صلى وصام ما دام لم
يتبرأ من مبادئ البعث الالحادية. وردا على سؤال: هل يجوز لعن حاكم
العراق؟ لان بعض الناس يقولون انه مادام ينطق بالشهادتين نتوقف عن
لعنه، وهل يجزم بأنه كافر؟ وما رأي سماحتكم في رأي من يقول بأنه
كافر؟ وأجاب سماحة الشيخ بن باز بما سبق وختم فتواه: (هذه حال صدام
وأشباهه ممن يعلن الاسلام نفاقا وخداعا وهو يذيق المسلمين انواع
الاذى والظلم). وأكد الشيخ إبن باز ان (دولة البعث أخطر على المسلمين
من دولة النصارى لأن الملحد أكفر من الكتابي كما لا يخفى).
* * *
يقول محمد بن وضاح رحمه الله تعالى: (إنما هلكت بنو إسرائيل على
أيدي قرائهم وفقهائهم، وستهلك هذه الأمة على أيدي قرائها وفقهائها).
يكفي بأن إبن باز لم يستفد من فتاويه أكثر من أمريكا واسرائيل وأذكر
بعض الفتاوى وطبعا لو كان أحد غيره لكنتم لعنتموه.
أصدر إبن باز فتوى باستباحة دماء أهل العراق ولو كانوا في الصلاة
لأنهم روافض، وأصدر فتوى في تحريم الإستعانة بالخبراء الألمان ضد
اليهود الصهاينة في عهد جمال عبدالناصر، وأصدر فتوى بإباحة الإستعانة
بالكفار ضد المسلمين ضاربا بعرض الحائط إجماع الأمة على تحريم ذلك،
وأباح دخول الكفار والمشركين إلى جزيرة العرب ضارباً بأحاديث النبي
عليه الصلاة والسلام عرض الحائط. هذا لا يهمه شيئاً، المهم أن يرضي
الطواغيت آل سلول. وأفتى ابن باز بجواز لبس الصليب لولي الأمر، وكفّر
من يؤمن بدوران الأرض حول الشمس وأفتى ببغي الشيخ أسامة بن لادن حفظة
الله لأنه يطالب بإخراج الكفار من جزيرة العرب، ومدح وزكّى الحكام
المرتدين وأثنى عليهم وهاجم من هاجمهم كالشيخ أسامة والمسعري
والفقيه. وأصدر فتوى بسجن الدعاة الكبار الذين جاهروا بالحق وأبوا
السكوت على المنكرات وأصدر فتوى باستباحة دماء المجاهدين الأربعة (مع
أنه لا يُقتل كافر بمؤمن) لا لشيء إلا لأنهم أدوا واجبهم في قتال
الكفار وإخراجهم من جزيرة العرب، وأصدر فتوى تستبيح الصلح مطلقاً مع
اليهود، وأخرى تدعو المسلمين في فلسطين المحتلة لترك أرضهم لليهود،
وحرم العمليات الاستشهادية لان اليهود اشتكوا من ذلك، وغيرها من
الفتاوى التي تقشعر منها جلود الذين آمنوا ولم يستفد منها أكثر من
الامريكان المحتلين واليهود وآل سعود لعنة الله عليهم وعلى أتباعهم.
ولكن ماذا عسانا ان نقول في قوم يعبدون العلماء، فالطعن في أي
عالم مباح وايضا في المجاهدين حلال، ولكن إن أتيت لابن باز أو هيئة
كبار العملاء، تصايحوا عليك وقالوا: انتبه لحوم العلماء مسمومة.
انتبه: سوف تلعنك الالهة وتغضب عليك الالهة!
* * *
يا إخوان انا اتعجب لماذا لم نر من علمائنا في السعودية أحد يذهب
للجهاد؟ اليس الجهاد ماض الى ان تقوم الساعة؟ اين هم من الجهاد؟ أنا
لم أرَ أو أسمع بأي عالم سعودي ذهب يجاهد في أي مكان.
* * *
عايض القرني راح للجهاد في باكستان أيام الأتحاد السوفيتي. طال
عمرك دق له مفطح هناك ودعا لهم بكلمتين وهو لابس بشته ثم رجع.
والصراحة إن عيبنا حين نسمع من يدعو للنفرة فيما الداعون قاعدين هنا،
ومثال ذلك هؤلاء الذين يقولون بوجوب الجهاد مع نظام بغداد البعثي. لم
أرَ من هؤلاء المولولين ذهب للجهاد، الجميع متربّع هنا، وهات يا حكي.
* * *
ألقى عائض القرني قصيدة يمدح فيها الفلاح العراقي الذي أسقط
الطائرة الأمريكية من نوع أباتشي هذا نصها:
يا أبا منقاش أحسنت فزد
فعلكم يا ابن العلا فعل الأسد
الأباتشي أنت من أسقطتها
برصاص مثل حبات البرد
يا فتى دجلة زدهم لهباً
أمطر الجو ببرقٍ ورعد
دكدك الظالم ومزّق جيشه
ادفن الباغي وقطّع من جحد
كن كميناً كن جحيماً كن لظى
كن عذاباً من زؤام ورصد
اشحن البندق بالنار ولا
تتقي الموت فإن الأمر جد
اذبح العلج على خيبته
ثم ردد قل هو الله أحد
اهجر الدنيا ولا تحفل بها
لغبيٍ أو جباناً يرتعد
الذي لا همّه إلا الهوى
يوم خان الله ذو العرش الصمد
نحن بالإيمان أقوى منهمُ
إن صدقنا في جهادٍ وجلد
حسبنا الله على طغيانهم
فهي أقوى من عتادٍ وعدد
قل لميسون كتبتي قصة
كبر المجد عليها وحشد
كل حسناء بكم تاهت على
صهوة الجوزاء عن أبٍ وجد
والغواني شرُفت لما رأت
عزم ميسون حمى أهل البلد
عقدها في جيدها شرفها
وبجيد النذل حبل من مسد |
* * *
لا يزال تخبط الشيوخ والعلماء في نظرتهم للأحداث مثار عجب لدى
المتابعين من طلبة العلم بل حتى من بعض عوام الناس، خاصة أولئك
الشيوخ الذين كانت لهم مواقف مشرفة قبل سنوات تجاه أعداء الإسلام
وأذنابهم من المنافقين. ومن صور التخبط، بل قل الانتكاس، في الفهم
والرأي والمواقف، ما قرأناه منذ بدء أحداث سبتمبر من تصريحات وفتاوى
وبيانات لبعض المنتسبين للعلم الشرعي، فيها تمييع صريح لقضايا كانت
من المسلمات عند هؤلاء الشيوخ أنفسهم وعند عامة طلاب العلم.
* * *
ما اشبه اليوم بالبارحة.. كان (ملوك الطوائف) في الأندلس لاهين
ساهين معربدين، أهل غناء وخنا، وأهل دسائس لبعضهم البعض، وكأنك ترى
حكام الدول العربية الحاليين ماثلين أمامك. كان عدوهم من الصليبيين
يتربصون بهم منذ زمن، ليأخذوا بثأرهم من المسلمين، وحصلت الكارثة
وتغلب الصليبيون على ملوك الطوائف وابادوا المسلمين في الاندلس بأبشع
أنواع القتل والابادة، فأقاموا محاكم التفتيش في كافة أرجاء الاندلس
وامتحن المسلمون أيما امتحان، حتى أنه ارتد عن الاسلام الكثير ظاهريا
ولكنهم مؤمنين في أعماقهم، ولكنه العذاب الشديد.
أخوتي: وعدنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الا يسيطر علينا
العدو ويستبيحنا مرة واحدة كأمة، ولكن جعل بأسنا بيننا، وها أنتم
ترون بأس حكامنا فيما بينهم ونحن بين رحى طواحينهم يتقاذفوننا فيما
بينهم تقاذف الصبيان للكرة، وآخر همهم نحن، إنهم يخافون صنمهم
وفرعونهم الاكبر (بوش) أكثر من خوفهم من الله، هذا اذا كان فيهم مؤمن
بالله.
ماذا نفعل؟ الحرية لا تعطى بل تنتزع انتزاعاً وأقل ما نغلب عليه
ان يكون انتزاعها سلميا وبصمت ان كنت ممن يخافون الاعتقال او السجن.
اقوى سلاح يمكن ان يواجه به نظام تسلطي هو عدم المشاركة في المناسبات
التي يقيمها النظام وستكون مخيفة له اذا شاهد هذا ماثلا امام عينيه
واقعاً، لان اجهزة الحكم الامنية دائما وخاصة في الانظمة القمعية لا
ترفع لاسيادها الا ما يرضيهم (وكله تمام).
في حالة الحضور للمناسبات وخاصة الرياضية منها تكون الفرصة سانحة
للتعبير عن الرأي وبقوة وذلك من خلال الصفير ورفع الصوت وعدم
المشاركة في ترديد النشيد الوطني ويا حبذا لو رفع الصوت صوت الاحتجاج
بعده مباشرة فهذا انكى واشد او مقاطعته والصفير اثناء الانشاد. وعند
وصول المسؤول يجب أن يقابل بصيحات الاستهجان ورفع صوت الاحتجاج وان
يبدي الجمهور عدم الرضى، واذا كانت مناسبة افتتاح لدورة او ما شابه
فالمقاطعة هنا تكون بالصوت العالي وهذا سيكون شديدا على المسؤول
ومخيفا له.
يجب مراعاة عدم المساس بالممتلكات الخاصة أو الاحتكاك بالقوى
الامنية في المناسبات، حتى لا يستغل الوضع ويقمع هذا الاحتجاج بذريعة
الحفاظ على الامن. عدم اتلافك للممتلكات يكون دليلا مطمئناً لغيرك
بحيث انه سيشارك معك في المرات القادمة ما دام ليس هناك عنف او اتلاف
للمتلكات العامة. المواطن العادي يكره الفوضى او الاعتداء على
ممتلكاته وقد يقف في جانب النظام ضدك وسيفرض على من يعوله عدم
المشاركة مستقبلاً. من جهة أخرى فإن الاعلام الخارجي دائما ما يغطي
مثل هذه الاحداث والان الفضائيات اصبحت مفتوحة والكل يشاهدها وسيكون
شاهدا صادقا على الاحداث ونقلها مباشرة الى ارجاء المعمورة وحتى اشد
المطبلين للنظام لا يستطيع ان يقف مع النظام في حالة كهذه ابدا لان
الاحتجاج سيكون سلميا لا فوضى فيه.
|