هجمات الخبر.. من يتحمّل المسؤولية؟

هناك الكثير من الموضوعات الهامّة التي تطرح للنقاش في مواقع سعودية على شبكة الإنترنت، حيث يفصح المتحاورون عن بعض من مكنوناتهم الداخلية وضمن هامش معقول من الحرية، بحيث يمكن رصد هذه الحوارات واعتبارها بشكل عام مؤشراً على اتجاهات الرأي العام السعودي، بأكثر مما تعبر عنه الصحافة والإعلام المحليين.هناك على شبكة الإنترنت، يقوم أفراد ممن يمكن اعتبارهم منتمين الى الطبقة الوسطى العريضة في المملكة بالتعبير عن اتجاهاتهم وميولهم وآرائهم. هؤلاء في مجملهم وكما يبدو من الحوارات العديدة مسكونين بأنواع مختلفة من الهموم الجمعية، لم تجد لها متنفساً في الإعلام المحلي، ولا يمكن طرحها إلا بكثير من الحذر حتى لا يحظر الموقع محلياً، مع أن أكثر المواقع الحوارية السعودية أصبحت محظورة.

ما يهمنا هنا، هو استجلاء للآراء المختلفة بين السعوديين في قضايا وطنية مصيرية بالغة الحساسية. وسنقوم في كل عدد بعرض قضية من القضايا، وآراء المختلفين، الذين لم يجدوا إلاّ مواقع الإنترنت لطرحها على بساط النقاش. الموضوع التالي منقول عن

http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/talking_point/newsid_3760000/3760911.stm

* * *

لا أستطيع القول حتى نسمع من الطرف الثاني (ما يسمونهم بالإرهابيين). استنكر تصعيد الأمر من قبل الحكومة ورفض الحوار بزعم أنه لا يوجد لديهم إلا السيف لكل (معارض). أتمنى أن تحسن الحكومة السعودية اختيار من يمثلها في الرد على وسائل الإعلام. ما يحدث نتيجة طبيعية للظلم الواقع على أغلب المواطنين خاصة أهل الجنوب والشيعة وغير السعوديين والتعالي من قبل أفراد الأسرة وأتباعهم الذين لا يخضعون لأحكام المحاكم أو الأنظمة والأدلة أكثر من أن تحصى. لو حدثت هذه المشاكل الأمنية في أي بلد آخر، أليس من أول الخطوات هي إقالة أو استقالة وزير الداخلية على الأقل؟ وكل متسبب في هذا الشأن؟ أين موقع المثقفين والمؤهلين من أبناء الجنوب خاصة من قيادة الوزارات والمؤسسات الحكومية الكبرى؟

* * *

أرى أن النظام السعودي هو المسؤول. أن ما يحدث اليوم في المملكة هو نتيجة الأساس التكفيري الذي قامت عليه منذ نشأتها وظلت تصدره للعالم حيث بعد ظهور الثورة الإيرانية، خافت أميركا من بروز التشيع، فأوعزت لصديقاتها من الدول العربية والإسلامية كالخليج وباكستان، أوعزت لهم بتكوين تيار مقابل للتيار الشيعي، ولم يكن هناك أنسب من التيار السلفي المتشدد، فألفوا الكتب التي تكفر الشيعة وتصفهم بالشرك وتشجع على بغضهم ومحاربتهم. ولكن قد انقلب السحر على الساحر، حيث أن هذا الحقد قد تزايد وتعدى الشيعة فأصبح كل من يخالف معتقد السلفية فهو مشرك وضال ويجب محاربته، منهم الفتنة خرجت وإليهم تعود.

* * *

اربطوا بشاعة ذبح الأمريكي على الملأ وبشاعة حوادث الخبر وقبلها الرياض والدمام والخبر والعديد من ''المآثر'' التاريخية لهؤلاء لتدركوا حجم المأساة التي سنصل لها قريبا إذا ما بقى هؤلاء على قيد الحياة. العنف والعنف المضاد. أي حياة ستكون هذه؟

* * *

أن ما يحدث من أحداث عنف في العالم عامة والعالم العربي خاصة ما هو إلا نتيجة للقهر والشعور بالظلم وكبت الحريات وبطش وطغيان السلطة وإذا أرادت المملكة القضاء على هذه العمليات فعليها أن تستفيد من التجربة أو السياسة الأمنية المصرية في هذا المجال حيث أتبعت الجهات الأمنية أسلوب تجفيف الينابيع!

* * *

الواقع المر الذي يعيشه الشعب السعودي في ظل الصلاحيات المطلقة الممنوحة للخطباء وهيئة المعروف والمنكر وإلى الفساد المنتشر حتى في المحاكم القضائية وإلى البطالة وغيرها الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى مثل تلك الأحداث. والحل بسيط جداً؛ يجب ان تجتث شجرة السلفية المفرطة حينها وحينها فقط سوف يكون وقوع مثل هذه الأحداث غريباً ومستنكراً. أما الآن فالخطباء والإذاعة والفتاوى الرسمية الصادرة عن كبار وصغار رجال السلفية تدعو علناً إلى ما هو أسوا من ذلك بكثير وتحت مسمع ونظر الحكومة. المجد والعزة لوطني وسحقاً وبعداً للقاعدة والتطرف وعاشت السعودية أمنة مطمئنة.

* * *

لقد تعدى الإرهاب ضرب الأجانب والمصالح الأجنبية وبالذات الأمريكية وتحول الآن إلى ضرب الاقتصاد السعودي وشله. والاهم برأيي الأسباب التي دعت هؤلاء المظللين بضرب وطنهم بالدرجة الأولى؟! كيف هان عليهم وطنهم ودينهم؟ كيف نجح هؤلاء (الإرهابيون) في غسل عقول الشباب ودفعهم للتكلم باسم الدين؟ لابد لنا كمجتمع إسلامي أن نعيد ترتيب الوضع لإستأصال الإرهاب في مهده.

* * *

انقلب السحر على الساحر. ما يحدث في المملكة اليوم هو نتيجة الأساس التكفيري الذي قامت عليه منذ نشأتها وظلت تصدره للعالم الإسلامي. السعودية، وان كان العالم الإسلامي كله يعيش في تدن وانحطاط، تمثل حالة خاصة على جميع الأصعدة. الحل في مشروع الشرق الأوسط الكبير الأمريكي القادم لا محالة.

* * *

أن الذي حصل في السعودية هو بحد ذاته إجرام بحق الإنسانية جمعاء ونستنكر هذا الفعل الجبان ولكن يجب علينا أن نسأل أنفسنا ونقول من أي مكان بدأت حركة ابن لادن الوهابية؟ أنها وبدون شك، ولو شعرة واحدة، بدأت وترعرعت في السعودية وبتنظيم أمريكي بحت. فلنرى ماذا تفعل المملكة العربية السعودية مع هذه الورطة.

* * *

ما شدني في مشاركة الأخوان هو الهجوم على النظام الحاكم في السعودية والابتعاد عن لب الموضوع وهو الإرهاب الحاصل داخل السعودية واعتقد أن أي مسلم على اختلاف مذاهبهم لا يرضى عن هذه الأعمال الإجرامية التي لا تمت لبني البشر بأي صلة. وأقول ان هذه الشرذمة مدحورة بأذن الله ومدحور من يطبل لهم ويسرد التبريرات.

* * *

الموضوع معقد ومركب ولا دخل لهذه الأعمال بالبطالة بتاتا لأن المستوى المعيشي في المملكة يبقى أفضل من غالبية دول العالم وهذه الفئة كانت تمارس حياتها بشكل طبيعي قبل أحداث سبتمبر والتي بعدها سجن كل من ذهب يوما ما إلى أفغانستان وذلك بأمر من الأمريكيين مما أدى لدفع هؤلاء الفئة لهذه الأعمال بالإضافة إلى سياسات العالم الغربي ضد الشعوب الإسلامية من قهر وقتل واذلال وتجويع. إنهم يوقظون المارد الإسلامي من حيث لا يشعرون ويدفعون بالتصادم الحضاري. أنهم يدمرون النظام الذي هم أسياده وهم لا يشعرون.

* * *

هو عمل للاحتجاج على الإنفراد بالحكم وقمع الحريات، وقد نجحت (كعادتها) الحكومة السعودية بإلصاقها بالقاعدة والتطرف. الى متى سيستمر هذا الإنكار للحقيقة؟ أن ما يحدث في المملكة العربية السعودية هو ناتج طبيعي لدعم المملكة للتطرف الديني لسنوات عديدة وتبني مبدأ التكفير وقتل الآخرين التي حرم الله قتلهم إلا بالحق.

* * *

كل ما يحدث للمملكة العربية السعودية هو نتيجة حتمية لما يحدث في العراق وأفغانستان ويريد الأمريكان والغرب لفت النظر بعيدا عن مجازرهم ويتجهون للدول الآمنة. أتمنى أن يعم الأمن والأمان كل المملكة العربية السعودية التي هي الآن الوحيدة التي تتزعم العالم العربي كل ما أقدر أن أقوله هو مجزرة الخبر وصمة عار على جبين فاعليها.

* * *

أعتقد أن هنالك سببان للهجمات الإرهابية في مدينة الخبر يوم السبت 29/5/2004 وهما: أولاً: الفهم الخاطئ للإسلام من قبل تلاميذ أمريكا الذين ساعدتهم ودربتهم في أفغانستان في بداية الثمانينات. ثانياً: عدم وجود مؤسسات المجتمع المدني، وغياب الديمقراطية في السعودية.

* * *

من الظلم البين أن ننعت هذه الفئة من القتلة بأنهم إسلاميون أو بألفاظ مثل ''المتشددين'' أو ''المتطرفين'' لأن معنى ذلك أنهم على قدر من الدين ولكن التوصيف الحقيقي لهؤلاء أنهم حفنة من المأجورين فاقدي الولاء لدينهم وأهليهم ووطنهم. أنهم تروس في آلة الصهيونية التي لا تريد خيرا للمسلمين. أرجو أن ألا تختزل الأسباب في البطالة والمشكلات اليومية فهذه موجودة في أكثر البلدان ثراء. لقد كانت مصر مستهدفة وتم إطلاق مردة الإرهاب عليها ولكن بالصرامة الأمنية والحوار قضي على الفتنة بالرغم من وجود بطالة وأوضاع اقتصادية صعبة.هؤلاء أدران يجب تنقية الثوب السعودي منها.المملكة بخير وستظل كذلك لأن الله تعهد أمنها فهي قبلة المسلمين وواحة الأمن في المنطقة.

* * *

والله ان من السخرية ان تظهر قوات الأمن السعودية بهذا المنظر المخزي وقد تمكن ثلاثة من الهاجمين بالفرار والذي أعيد سببه إلى الاختراق الأمني الذي نجح المهاجمون فيه وكنت أتمنى ان تفعل قوات الأمن السعودية كعادتها ان تعتقل أي شخص للحفاظ على ماء الوجه ولكن يبدو أنهم في مأزق وأتمنى لهم التوفيق.

* * *

ماحدث هو نتيجة استغلال عقول الشباب وشحن الشباب ضد دولتهم بهدف الوصول الى اهداف غير مقبولة من المجتمع السعودي المسلم الذي دائما'' يجد انه خلف دولته في مساعيها الى الاصلاح ونبذ التطرف والفكر الذي يتبعه هولا ء المجرمين. وما يفعله هولاء هو عبث بجميع القيم التي يدعو اليه الدين الاسلامي ولتبقى السعودية حرة وبعيدة عن هذه الفتن.

* * *

أن ما حدث في مدينة الخبر هو عمل أجرامي لا يمت للدين بصلة وليس من الجهاد وانما هو من الافساد في الارض وقتل بغير حق كما ذكر الله ذلك في القران ولو كان لهم عقول او ضمير ما سعوا في ذلك ولكن نسأل الله لهم الهداية والعودة الى طريق الحق والرجوع الى السنة والقراَن. حمى الله بلادنا من كل مكروه ورد كيد الكائدين الى نحورهم.

* * *

نستنكر مثل هذه الاعمال الاجرامية اللاانسانية ولكن في نفس الوقت اقول ان هذا نتاج الدعم اللامحدود من قبل الحكومة السعودية بالذات طوال عقود مضت لاصحاب التوجهات السلفية والتكفيرية خصوصا في بداية الثمانينات من القرن الماضي في مواجهة المد الايراني من دون النظر بعيدا لعواقب هذه السياسة الخاطئة. والنيتيجة: هي ان خبزا صنعتموه لابد وان تأكلوه.

* * *

انها ليست فئه ضاله وليست مجموعه متطرفه بطبعها انما سبب ضلالها وارهابها هو انسداد في شرايين المستقبل وتضاؤل الامل في اي عمليه اصلاحيه تعيد للشباب الثقه في نفسه وفي امكانية التغيير ان الاسره المالكه تتحمل المسئوليه الكامله عن ضلال وارهاب هؤلاء الشباب الغر لانها سدت منافذ التغيير واغلقت ابواب الامل لا يعقل ان يعيش المواطن السعودي تابعا لا مشاركا والبلد يتقاسم ثرواتها وخيراتها مجموعه صغيره من الامراء والملوك يا هؤلاء حكموا ضمائركم وافتحوا طريق الحريه اما الناس قبل ان تقتلعكم رياح التغيير فهي اتيه لا محاله وعليكم الاستعداد لها ان الشرطه والامن لن يحققا الامن المطلوب انما المطلوب عمليه سياسيه جريئه وشجاعه لاستيعاب هؤلاء الشباب انه لخير لال سعود ان يبدوا بالتغيير قبل ان يفرض عليهم وساعتها لن تحميهم القوي الاجنبيه التي يتطلعون الي خدمتها كذلك ما حدث في الخبر ليس منفصلا مما يحدث في المنطقه عموما من ابي غريب الي رفح والولايات المتحدة وادارتها الحاليه تتحمل مسئوليه كبري مما يتعرض له المواطن الامريكي في الخارج لانها ذهبت الي حرب غير ضروريه وغير شرعيه فتحصد الان الحصاد المر.

* * *

البطالة لا تدفع شخصا لعملية انتحارية وما حصل يخدم امريكا ولا يخدم الاسلام فامريكا تريد حجة مباشرة للتدخل في شؤون المملكة.

* * *

المملكة لاتستطيع القضاء على هذا الفكر لانها قامت عليه. حيث استطاع الملك عبد العزيز ان يتحول من لاجئ في الكويت الى ملك على نجد ثم احتل الحجاز وغيرها بمساعدة بريطانيا (منذ الخمسينات حلت امريكا محلها) وعلماء الوهابية. ولا تستطيع هذه الدولة الاستغناء عن هذين لانهما سببا البقاء. من يقرأ التاريخ لايستغرب انها الدولة الوحيدة في العالم التي تتسمى بأسم عائلة. السؤال الموجه إلى القيادة السعودية هل كنتم ستستمرون برفضكم التفاوض والحوار مع الفئة الضالة لو كان الرهائن المحتجزون من الأسرة المالكة أم أن بعض الدماء أرخص من دماء البعض الأخر؟

* * *

بعيداً عن الاحوال الاجتماعية في المملكة وبعيداً عن التطرف السياسي اياً كان من حكومات عربية ولكن نقطة نظام تقال هنا هو أن هذه الانعكاسات التي تحدث في المملكة العربية السعودية هي أمر طبيعي في كل البلدان العربية وهنا السؤال لماذا؟ ان السياسات الغربية القائمة الأن والاحتلال القائم في العراق وفلسطين هي الدافع القوي لهؤلاء الفتية الذين وجدوا انفسهم لا يستطيعون ان يقدموا اي شيئ للقضايا العربية المتدهورة يوماً بعد يوم فالحل الوحيد الذي سيجنب هذه المنطقة بأكملها هي الحل العادل والشامل لجميع القضايا العربية واذا ارادت المملكة السعودية وحكامها الخروج من هذا المازق فعليهم ان يتبعوا سياسات سلمية من هؤلاء (سموهم ما شئتم) وان يحاوروهم قليلاً ويعلموا ما هي مطالبهم ويحلوها بالطرق السلمية لان الايام والتاريخ اثبتت ان سياسة القبضة الحديدية لن تنفع بشئ.

* * *

إقالة وزير الداخلية وتنظيف الوزارة بالكامل هو مفتاح حل أزمة تصاعد العمليات الإرهابية وربما يكون كذلك السبيل لإيجاد المناخ المناسب لإنهائها. هذه التفجيرات وهذا الغضب انما هو نتيجة معروفة للاضطهاد الذى يعيشه السعوديون من اسرة الفساد المالكة والذين عاثوا فى الجزيرة العربية فسادا وطغيانا وامتلاكا للبشر كما امتلكوا الارض والثروات معا.

* * *

ماحصل خاطئ جملة وتفصيلا ولكن ماذا تريد عندما لايكون هناك مساحة للتعبير؟ سيكون التعبير بهذه الطريقة.

* * *

طبعا أنا أشجب هذا العمل الخسيس ,وبالرغم من أني لا اتعاطف مع هذا الأمريكي أو ذاك البريطاني اللذين لقيا مصرعهما إلا أن هذا يضر بمصلحة السعودية.

* * *

كنت مسؤولة عن استلام الحالات ورأيت حالات الوفيات. لم أستوعب الوضع في باديء الأمرولكني للحظة شعرت لأول مرة بعدم الأمان وكأن شخصا انتزع مني هذا الشعور. لم أخش الموقف الذي كنت فيه ولكني خفت على بلدي. خفت عليها من أن تلطخ أكثر بدماء الضحايا. خفت عليها من الدمار. جاء أب يسأل عن ابنه رأيت دموعه وخطواته المترددة في الدخول للطواريء ومجرد أن سأل رجل الأمن في مدخل الطواريء عن ابنه رأيت قواه تنهار ويسقط على الأرض. ما ذنب هؤلاء الأبرياء؟ ما ذنب كل نفس بريئة أحبت وعاشت في هذا الوطن؟ لماذا تضيعون علينا نعمة الأمان في بلد الأمان؟ (ممرضة طواريء - مستشفى الملك فهد الجامعي، الخبر).

* * *

الإرهاب موجود في كل بلد ولكن بالنسبة للملكة فإنها قادرة بإذن الله على سحق الإرهابيين وأتباعهم من تنظيم القاعدة الذي أثبت فعلاً مدى جرمه، وإن هذه الأحداث لا تزيد السعوديين إلا قوة لمحاربة الاهابيين.

* * *

ما نراه في السعودية ماهو الا نتاج الظروف الاقتصادية المتردية التي اصبحت تنعكس على المجتمع. فالفارق اصبح كبيرا بين طبقات المجتمع ومن اخذ الدور الاكمل من وفد الى السعودية وليس اهلها.

* * *

كان من الأجدر بالحكومة السعودية أن تظهر التسامح وتبدأ الحوار مع أبنائها كما بادر العرب بالسلام مع إسرائيل. فهل إسرائيل أولى بالسلام من الشعب السعودي؟ هذا غريب جدا ويجب على الحكومة السعودية أن تفرق بين الإصلاحيين وبين المتشددين حتى لا تكثر الأعداء ضدها.

* * *

لا يكفي التنديد بالعمليات الارهابية، ولا يكفي اطلاق التصريحات باننا مصممون على الحاق الهزيمة بالارهاب والارهابيين. علينا ان نعيد النظر في كثير من سياساتنا: علينا ان نعالج الارهاب بالقضاء على اسبابه: القمع والتسلط والفساد، وبتبني الاصلاحات السياسية والاقتصادية. الجيوش النظامية وقوات الامن في اي بلد من البلدان لن تتمكن من القضاء على الارهاب بالقوة العسكرية. انه وهم تروج له الانظمة القمعية والمستفيدة منها.

* * *

اعتقد وبصدق ان هذه الاحداث نتيجة طبيعية جدا. فالحكومة السعودية تتبنى رسميا وبنفسها الوهابية وهي الدولة الوحيدة في العالم التي تفرض إقامة جبرية على المرأة وتمنع المرأة من قيادة السيارة وتطلق الشرطة الدينية لجر الناس الى مساجدها واخيرا انصح القراء بالاطلاع على منهج كتاب التوحيد في المدارس السعودية ليقتنع من لم يقتنع بعد.

* * *

أريد أن أرد على الأخت اميرة المالكي: نعم الحكومة السعودية تبنت المبدأ الوهابي المتحجر والمتطرف والذي لا يريد للإنسانية أي تطور اعتقادا منها انه الأصح لبيئتنا سابقا، ولكن ألا تعتقدي انه آن لنا أن نأخذ بيد من يريد الإصلاح للجميع حيث أفكار ولي العهد سمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز في الحوار الوطني الشامل، ونهدم يدا بيد الإرهاب ونخلص البلاد والعباد من الاستبداد والسلطة المطلقة والاستئثار بثرواتنا والقمع وكبت الحريات والظلم الواقع على الشعب؟

* * *

الاستبداد والسلطة المطلقة والاستئثار بثروات المملكة والقمع وكبت الحريات والظلم الواقع على غالبية الشعب هي الأسباب الرئيسية لما يحدث الآن.

* * *

ما حصل فى مجمع الواحة بالخبر أو في مختلف مناطق المملكة لا يمت بصلة قطعيا الى تعاليم الاسلام السمحة وان هذا العمل هو عمل ارهابى يخدم الصهيونية العالمية وان هؤلاء العاملين فى المملكة هم أناس مشاركين فى عملية التنمية الشاملة.

* * *

أرى أن اتجاه بعض شباب المسلمين إلى العنف في التعبير عن اتجهاتهم هو رد فعل طبيعي للاستبداد السياسي الشديد في العالم الإسلامي والغطرسه التي يتعامل بها الغرب مع المسلمين والجرائم التي يتركتبها الأمريكان والصهاينة وعملائهم من حكام المسلمين في حق المسلمين؛ أوقفوا الاستبداد والجرائم التي ترتكب في حق هذه الأمة ثم تكلموا عن وقف العنف.

* * *

على مدار 60 عاماً لم ترغب الحكومة السعوديه في تأهيل الشباب السعودي للقيام بما يقوم به هؤلاء العاملون في مجال النفط والغاز، مما جعلهم بدون عمل أو تعلموا القراءة والكتابة فقط وبالتالي فرص العمل والدخل محدودة جدآ، لذا ولد الكره للأجانب.

* * *

الدول المتحضره تتفاوض مع من تسميهم بالإرهابيين، كما فعلت بريطانيا مع الجيش الجمهوري الإيرلندي وكما فعلت سري لانكا مع التاميل. أرى أن التفاوض يقرب وجهات النظر وإلا فلا أظن أن طلقات الإرهابيين ستنتهي قريبا.

* * *

لماذا يصر الجميع علي أن منفذي هذه العملية هم متشددون إسلاميون؟ هذه العملية من مواطنين سعوديين يعترضون على حكومتهم؛ لماذا يتم إقحام الدين في ذلك؟

* * *

أتفق مع الكل أن هذه الأعمال لا تمت للإسلام بصله وفي رأيي الشخصي كان يجب على الدولة وعلينا كمجتمع التعامل مع هؤلاء بعقلانية بعد هزيمتهم في الحرب الأمريكية الأفغانية لأنهم لم يجدوا مكان لهم بيننا، مما جعلهم فريسة سهلة لأولئك الإرهابيين. هؤلاء مخلفات الحرب الأمريكية الأفغانية وقريبآ زوالهم بإذن الله مع تكاتف الجميع حكومه وشعبآ.

* * *

إننا نكره العنف والقتل بكل أشكاله ولكن حينما نتحدث عن الإرهاب، علينا أن نفتح ملف المملكة في إضطهاد شعبها وخنقه وسحق إرادته وعدم التفكير فى تغيير الحكم الملكي الذي يحكم منذ عشرات السنين حتى أن الدولة كلها تسمى باسم حكامها في مهزلة لن ينساها التاريخ من دولة تقول أنها تحكم بالإسلام. فمن أبسط مبادىء الإسلام لمن لا يعلم، البيعة والشورى التي لا تطبقها المملكة، مما يؤكد للجميع أن ما يفعلونه لا يمت للإسلام بصلة. وأكبر دليل على ذلك أن هذه المملكة لم تدخل أي حرب ضد من يسمون أعداء الإسلام بل والأدهى والأمر إنها تساعد هؤلاء على ضرب الدول الإسلامية. والدليل ما حدث فى العراق وأفغانستان بعد فتح أراضيها ومجالها الجوي لهم، ثم بعد ذلك يأتي الجميع منهم ليقول أن ما يحدث لا يمت للإسلام بصلة؛ بل إن الأمر كله لا يجب أن ينسب للإسلام بل يكفي أن ينسب إلى صانعي الحدث في هذه الأيام. فالإسلام لا يصنع أحداثا هذه الايام. إننى متأكد أن السبب الوحيد في كل هذا هو النظام السعودي الحالي الذي من الأفضل له أن يتنحى ليبدأ نظام دستوري ديمقراطي على الأقل ولن نقول إسلامى حتى لا يقول البعض أننا إرهابيين.

* * *

هؤلاء من شرذمة الفكر التكفيري يعتقدون أنهم أصابوا غايتهم بهذا العمل، ولكنهم بهذا جعلوا الشعب يزداد التفافاً حول حكامه، أي أنهم طلبوا زعزعة الأمن ووجدوا ترابط الشعب بالحكومة. والله إن الأمهات العجائز (وهن من فقدن أعزاء عليهم على يد السلطات السعودية في بداية الثمانينيات) يدعون أن ينتصر رجال الأمن على هؤلاء المارقين.

* * *

هذه العملية تبرز بعض التغيير في استراتيجية تلك الجماعات التي تتستر بالدين لتحقيق اهداف سياسية. وتوجه تلك الجماعات لمحاولة ضرب الاقتصاد السعودي يجعل الصراع يأخذ بعدا آخر في المرحلة القادمة.

* * *

هذه الأحداث وأمثالها تصب في صالح العلمانيين والمنافقين الذين يحبون أن يشوهوا صورة الاسلام والمسلمين ويريدون ربط الأعمال الإجرامية بالإسلام؛ ولذلك تجدهم ينعقون ويصيحون عقب أي أحداث من هذا القبيل. أما ما يحدث للمسلمين من جرائم واعتداءات فهي أمور لا تهمهم. نسأل الله أن يكفينا شر هاتين الفئتين.

* * *

نحن مع ولاة الأمر ممهما كان الأمر ونقدم أرواحنا لهذه الدولة وكل دولة في العالم فيها متطرفين، ونحن نعلم ان السبب في دعم هذا الفكر هو كره التوحيد وأهله فوالله لا نعلم دولة على وجه الأرض تعز هذا الدين إلا هذه الدولة وبعنقنا بيعة كما أوصى رسول الله (ص) ولم يأت الإسلام بالتفجير والاغتيالات والإرهاب بل جاء بالحنفية السمحة.

* * *

مشكلتنا انا لا نشعر بالخطر الحقيقي الا اذا كان قريبا الى درجة يصعب بها تفادي هذا الخطر. اليوم استيقظت على مدينة تختلف كليا عن المدينة التي اعرفها، مدينة كان كل ما فيها يدعو الى الحزن والخوف والترقب. الى الان لا استطيع النوم لاني لم اعرف الى الان ما سيحدث للرهائن. الغريب اني استقي كل هذه المعلومات من الخارج لانه ليس هناك تغطية حقيقية للحدث عن قرب. ما يدفع هؤلاء الى هذه الاعمال ليست البطالة او الظلم المنتشر او اي شيء من مبرراتهم التي يقولونها. الذي يدفعهم ايمان داخلي خاطئ بقضيه خاطئه في وقت خاطئ. اعاد الله لنا امننا المسروق.

* * *

هذا ماتجنيه سياسة الحكومة السعودية تجاة شعبها فطالما لقنتهم دروساً في التعصب الديني والطاعة العمياء لما يمليه المشايخ دون تحكيم العقل، والان في زمن العولمة الشاب السعودي يرى التناقضات واضحة وضوح الشمس في وقت الظهيرة. فليس هناك تسامح ديني في مناهجنا ولا حرية دينية ولا حتي حرية شخصية. عوضاً عن البطالة الغير معقولة في بلد يملك احتياطي بترولي ضخم للغاية، فأين الاصلاح. اين المشاريع اين السعودة؟ اما من ناحية التفجيرات فهي طريقة غير حضارية لا تتناسب مع مبادئ القيم الإنسانية فلا تؤخذ اعمال الافراد بما تفعلة الحكومات.

* * *

ليس بغريب حدوث هذا حاليا ومستقبلا مع انه لا يجوز شرعا والجميع يستنكر ذلك، بسبب غطرسة الحكومة السعودية وعدم نشر الاصلاح واهمال الشعب والتفكك الاجتماعي والبطالة والعديد من المشاكل واهمالها من قبل الحكومة والتغاضي عنها.

* * *

الحكومة السعودية لم تتعامل مع موجة الإرهاب بالشكل الصحيح. كان يجب عليها ممارسة سياسة تثقيف الناس وتوعيتهم لأخطار الفكر الإرهابي المغلف بالإسلام وردع مؤيديه. لكنها مارست التعتيم ولم تعترف بتلك الأخطار إلا مؤخرا. يذكرني ذلك بسياسة السوفييت مع كارثة تشيرنوبل.

* * *

ماجرى اليوم من ارهاب في مدينة الخبر وقتل العاملين من الأخوة الغربيين لهو شيء مؤسف لا يرضاه عقل ولا دين ولا ترضاه الإنسانية مهما كانت حجة هؤلاء الإرهابين الذين أعطوا أنفسهم الحق في نشر الرعب والقتل والدمار والإخلال بالأمن وزعزعة مقدرات بلادنا الغالية فهو شيء مرفوض ونقف مع قيادتنا في اتخاذ جميع الوسائل والطرق لإزالة تلك الفئة الباغية التي تريد الخراب لبلادنا.

* * *

أعتقد أن ما حدث هو بسسب السياسات الخاطئة التي تتبعها الحكومة السعودية مع انني لا اويد مثل هذه الاعمال لانها في النهاية ستضر السعودية قبل الاسرة المالكة فعلى الحكومة السعودية اعطاء المزيد من الحرية والانتخايات قبل فوات الأوان.

* * *

هذا الحدث ليس الا امتداد لسلسلة متعاقبة من سداد مستحقات الرهان الاستراتيجي الخاطيء الذي انتهجته الدولة السعودية على امتداد حقبة زمنية ليست بالقصيرة والذي تمثل باعتمادها على التيار الديني المتشدد كعصاة تأديب تلوح بها في وجه كل من عارضها من افراد او تيارات، للدرجة التي اصبح معها هذا التيار المتشدد مطلق العنان بدرجة كبيرة على مدى سنوات طويلة بحيث اضحى من الصعب الآن على الحكومة لملمة خيوطه وامتداداته ودرجة تأثيره على الشارع السعودي. وما يفاقم من حجم المشكلة اكثر فأكثر هو العجز الحكومي عن تقديم اية مبادرة حقيقية للاصلاح السياسي والاجتماعي.

* * *

هذه الهجمات مدبرة بالتأكيد من خارج السعودية لإضعاف اقتصادها وأمنها، فالمصلحة الكاملة لهذه الهجمات وعدم استقرار الاوضاع الامنية السعودية هي لجهات خارجية تماما وبعيدة كل البعد عن الاسلام والوطنية والثقافة. وان كانت من القاعدة فمن اطلق القاعدة من افغانستان لتنتشر في العالم كالسرطان.

* * *

هدا دليل آخر علي ضرورة الاصلاح وردم الهوة بين الشعب والحكام وعلى اي حال هذا هو الحصاد المر لمهادنة الحكومه السعودية لاصحاب الرؤيه الضيقه للاسلام السمح.

* * *

أظن أن ما حصل هو بسبب تعامي نظام عائلة آل سعود عن هموم الناس والتعامل بقسوة معهم، فيما يعيش الأجانب في هذه الجزر السكنية عيشة رفاهية وهو ما يدفع إلى الغضب الشديد، فنحن نعيش في ضائقة والبطالة تتفشى في المدينة التي تغذي العالم بالنفط. فأي عبث هذا؟ لا أحد يؤيد القتل ونحن شعب مسالم ولكن ليس إلى هذا الحد. وأتوقع الكثير من هذه الأحداث.

* * *

ان ما يحدث امر لا غرابة فيه. فأمريكا قررت ان تطوق الدول العربية وتفرض عليهم ما تريد من إصلاحات وحقوق انسان كما تزعم. فكيف لها ان تثبت صحة مقولتها. لا بد من زعزعة الامن وعدم الاستقرار وزرع الخوف والرهبة والارهاب في جميع الدول العربية. ليتحقق لامريكا والاسرائيلين اهدافهم المرجوة وهي السيطرة على جميع الدول العربية بطريقة سياسية مفبركه.

* * *

أرى أن النظام السعودي هو المسؤول الأول والأخير عن هذه الهجمات لأن هذا النظام هو الذي سمح لهؤلاء منذُ البداية بأن يمارسوا هذا النهج. ولنسأل أنفسنا من الذي سمح لهم بطبع المناهج الدراسية ومن سمح لهم ان يعتلوا منابر المساجد أليس هو النظام السعودي؟

* * *

المزيد من الإفلاس النفسي والمعنوي للقاعدة المتهالكة التي تريد فقط إثبات أنها موجودة لكن في الحقيقة الواضحة للعيان أن قاعدتهم المتهالكة قد تشرخت وتشتتت. هذا الفهم الخاطيء للجهاد لا يقره ديننا ولا عقولنا أبدا. ولا شك انهم مفسدون في الأرض يعتقدون أنهم ملائكة تمشي على الأرض ولكنهم خفافيش ليل همهم الأول حب الملك والسيطرة.

* * *

ما حدث في الخبر لا علاقة له بالدين بتاتاً. يريدون إقامة دولة كهوفية على غرار طالبان. السعودية بما فيها من نقص ولله الحمد من أفضل الدول تطبيقا للشريعة السمحاء. أطالب الضالين الفارين الجبناء بتسليم أنفسهم ليريحوا البلاد والعباد من شرورهم.

* * *

الأحداث الدامية التي وقعت في مدينة الخبر السعودية تصب في مصلحة السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وخاصة في العراق حيث ان الإدارة الأمريكية تستغل مثل هذه الأحداث كورقة ضغط على الحكومة السعودية للتشديد في حراسة الحدود السعودية مع العراق ومنع تسلل المقاتلين من السعودية إلى العراق وأياً كانت الجهة المسؤلة عن الحادث فإنه لا يمكن الجزم على أن تنظيم القاعدة هو المسؤول عن الحادث خاصة أنه تزامن مع تزايد العمليات ضد قوات التحالف في العراق.

* * *

المسلحون لا توجد لهم اهداف ملموسة، وهم نتاج تربية تتعامل مع العواطف والمشاعر ولاتتعامل مع الحقائق المادية ومن السهل استغلال مشاعرهم وتوجيه تصرفاتهم بدون اى منفعة تعود عليهم.

* * *

نحن جميعاً نرفض الإرهاب، ولكن الدولة هي السبب في هذا الارهاب بسجونها المملوءة بالشباب السعودي وعائلاتهم. نعم لقد انتهكت الحرمات وضاعت الحقوق فأصبحت هذه الفئة تقاتل لعرضهم قبل دينهم. نتمنى من الدوله اخراج الشباب وعائلاتهم من السجون وعمل رقابة صارمة على السجون وإدارة المباحث.

* * *