المملكة (المجلوطة)!
لغة الأمن
لغة رجال الأمن والمباحث واضحة، يكررها علينا صاحب السمو الملكي
رجل الأمن الأول الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود حفظه الباري
وأبقاه!
وأمراء المناطق المحترمين يستخدمون نفس اللغة.
جاءت التفجيرات الأخيرة، فأطلّ علينا مشايخ موظفون لدى الأمن.
وصحافيون يعملون في جهاز الأمن.
ومثقفون يستلمون رواتبهم من الأمن.
كلّهم يتحدثون ذات اللغة.
كلّهم يقول: كل مواطن هو رجل أمن! ما شاء الله على الإبداع! وعلى
حسن الظنّ بالمواطن الكريم!
ويقولون: إن القيادة لن تهتزّ لها شعرة بسبب هذه التفجيرات،
فالشجاعة ديدنها، وفي ذلك مصيبة إن لم يهتزّ منها شيء حقاً!
ويقولون: المواطن والقيادة في إطار واحد (هو إطار دانلوب طبعاً!)
وقد كان الملك فهد المجلوط! يحب استخدام إطارات السيارات في أحاديثه
وخطبه العصماء.
يريد رجال الأمن أن يحولوا ـ واهمين ـ الوطن بأهله وناسه الى
مخبرين، والى مدافعين عن الأمراء الفاسدين الناهبين الطاغين.
ورسالتهم واضحة: إلتفّوا حول القيادة! وحول (العقيدة السمحاء)
المزعومة التي يختفي وراءها كل الإنحرافات والجرائم والآثام.
ومشايخ السوء، وعّاظ السلاطين، يستخدمون الآيات والأحاديث مع مزيج
من النفاق والكذب لتحميل المواطن مسؤولية حفظ أمن آل سعود. المواطن
المهان المنهوب المسلوب حقوقه الأساسية، يتمّ تحميله نتائج سياسات
الأمراء، في حين أن الأخيريين لم يغيروا لا سلوكهم الشخصي ولا
السياسي.
نحن نعرف مشايخ الأمن من لحن القول.
ونعرف صحافيي المباحث من اعوجاج المفاهيم والطلبات.
ونستطيع التمييز بين لغة الأمير نايف الأمنيّة، ولغة المصلح
الوطني الباحث عن حل لمشكلة شعبه وأمته.
عقدة رجال الأمن تكمن في الأمن نفسه. فهو محور حديثهم، وموطن
عقدتهم، وحوله وعليه تدور كل التحليلات الساذجة والمطالب الغبيّة.
* * *
رفق بالإنسان
إبشر أيها الشعب المُسَعْوَدْ!
فقد قرّر الأمراء إحترام إنسانيتك واحترام حقّك: لقد قرّروا تشكيل
لجنة للدفاع عن حقوق الإنسان في مملكة (العبيد).
رحمك الله يا ناصر السعيد! لقد طالب قبل نصف قرن بتشكيل لجنة
(للرفق بالإنسان في مملكة السعوديين) أسوة بجمعيات الرفق بالحيوان
التي كان يشكلها التلاميذ في المدارس قبل أن يأتي فيصل ليلغيها خشية
تسييسها!
وبين الرفق والدفاع ستضيع حقوق كثيرة كما ضاعت أمثالها من قبل.
لماذا نتشاءم من تشكيل لجنة حقوق إنسان في السعودية؟
لأنّ قرار الحكومة جاء عن ضغط وإكراه، واستجابتها تحايل والتواء،
وسيكون وجود اللجنة غطاءً إضافياً للإنتهاكات القادمة، وأول
المنتهكين ليس الموظفين الصغار والجلادين أصحاب السياط، بل عليّة
القوم، الأمراء الذين يصفعون وزراءهم، ويقتلون بالمسدسات خادماتهم
وسائقيهم.. فهل سيصبح هؤلاء بشراً بعد أن يجري تأهيلهم؟! كيف تدافع
لجنة حكومية عن حق مواطن فتصبح هي القاضي والمتهم؟ وهل سيسمح للجنة
شعبية تدافع عن المواطن أن تجبر الأمراء على الإلتزام بحكم القانون،
بحيث لا يرأسها أحدهم، أو يعيّن من قبلهم؟
* * *
مؤتمر وطني على الطريقة السعودية
طالبت عريضة الإصلاح الوطني بمؤتمر وطني تعرض عليه مشاكل البلاد
ويؤسس لمرحلة وطنية جديدة وعقد اجتماعي بين السلطة والمجتمع، لتقوم
بعدها انتخابات وتتم مواجهة المشكلات الملحّة والحادّة.
وانتظر الموقعون الأمراء من أجل الإستجابة، فإذا بالمانشيت يظهر
في الصحافة عن حوار وطني (فكري) يشارك فيه الغلاة: سفر الحوالي،
سلمان العودة، سليمان العلوان، وغيرهم!
والحوار الفكري هو حوار عقائدي، شيعي سلفي، غاب عنه علماء الحجاز،
فلم يعترف بهم ولم يدعوا الى المؤتمر العجيب. مثل هذه الحوارات عقيمة
الجدوى، لا تحلّ مشكلاً، لأن القضايا في جوهرها سياسي، لا يحلّه
المشايخ، خاصة المتطرفين آنفي الذكر.
أبمثل هكذا مؤتمر تحل أزمة الوطن؟!
* * *
هؤلاء هم الحصاد فمن هم الزارعون؟
سلّم السودان الحكومة السعودية 18 شخصاً قالت أنهم سعوديون أو
مقيمون في السعودية، وينتمون الى منظمات عنف.
وسيكون سعود الفيصل وزير الخارجية في طهران للتفاهم مع حكومتها
بشأن مجموعة من المعتقلين السعوديين القادمين من أفغانستان. وكان
السعوديون قد تسلّموا عدداً منهم من قبل.
وقبل هذا كان ثلاثة سعوديين اعتقلوا في المغرب اتهموا بالتخطيط
لعمليات انتحارية ضد مصالح غربية عسكرية. وانفجار المغرب أشار الى
توجّه سلفي وراءه، والسلفيون لا توجد لهم مرجعية إلاّ في السعودية.
دع عنك ما جرى في نيويورك والرياض مؤخراً، وما جرى ويجري في الجزائر
من الجماعات السلفية.
قليل من الرعاية السعودية يأتي بكثير من الحصاد!
فكيف بكثير من الرعاية؟ كم سيكون حجم الحصاد حينها؟
* * * |