العنف والإصلاح
تحدث عدد من الإصلاحيين السعوديين الى مراسل الوكالة الفرنسية في
17/6/2003 في المنامة وأكدوا الحاجة الي الاسراع في الاصلاحات وانها
الطريق الوحيد للحد من التطرف في المجتمع السعودي. وقال نجيب الخنيزي
ان تفجيرات الرياض قد تدفع البعض لتأجيل او كبح التوجهات الاصلاحية
بحجة ضرورة المحافظة علي الأمن والسلم الاهلي، لكن التقييم الموضوعي
لهذه الاحداث وغيرها يفرض العكس اي التوجه نحو الاصلاحات وترسيخها.
اما علي الدميني فأشار الى ضرورة إعادة هيكلة العلاقة بين مشروع
الدولة والمشروع الديني بحيث يبقي للدولة طابعها الاسلامي وبحيث تكون
قادرة على مجاراة العصر وتطوير مشروع الدولة الحديثة والحفاظ على
السلم الاجتماعي. وقال أن على الدولة تعزيز مشروعيتها وحريتها في
اتخاذ القرار من خلال مؤسسات دستورية منتخبة دون الحاجة الي جيش من
المؤسسات الدعوية والحركية الدينية لتثبيت تلك المشروعية.
من جهة أخرى قال عبدالله الحامد بأن شعور الناس بأن الحل مازال
بعيدا قد يدفعهم الي تأييد العنف والارهاب، وأن على الحكومة أن تسرع
بالاصلاحات فكلما تأخرت تأخرنا في علاج المشكلة وزادت اعراض المرض.
من جهته قال محمد سعيد طيب ان تفجيرات الرياض وتداعياتها قد تدفع
للتفاؤل بأن تتجاوز وتيرة الاصلاح البطء الذي وقعت فيه. فما حصل في
الرياض يعطينا مؤشرا على ان هناك خللا كبيرا. المسيرة يجب ان تبدأ
فورا اليوم وليس غدا: اصلاح شامل وليس جزئيا او ثانويا وجادا يستهدف
كل مناحي حياتنا، واصلاح في مناهج التعليم بحيث يربى النشء على قيم
التسامح والإعتراف بالآخر. وتابع: لقد تعودنا تأجيل الاولويات، الوقت
الآن هو الوقت المناسب لبدء مسيرة الاصلاح، الى متى سننتظر؟ الوقت
ليس في صالحنا والابطاء سيأتي بنتائج سلبية. |