اليوم الوطني: عطلة؛
يوم المولد النبوي: بدعة!
فاجأ الشيخ عادل الكلباني قرّاءه بالقول على موقعه
في (تويتر) أنه إذا كان جائزاً منح عطلة للموظفين والطلبة
في اليوم الوطني الذي يصادف 23 سبتمبر من كل عام، فلم
لا تكون هناك عطلة في يوم المولد النبوي، أسوة بالدول
العربية والإسلامية؟!
سرّ المفاجأة أن هذا التساؤل جاء من شيخ سلفي وهابي،
ولكنه ليس نجدياً، وقد يفسر هذا سبب طرحه للموضوع واختلافه
في الرؤية مع مشايخ الوهابية النجديين. وكان الكلباني
قد عيّن إماماً للحرم المكي لفترة قصيرة، ثم أزيح بعد
الضجة التي أثارها بتكفير المواطنين الشيعة والصوفية.
بمجرد أن طرح تساؤله، وهو حتى الآن لم يبح الإحتفال
بالمولد النبوي، وإنما مجرد التعطيل في يوم المولد؛ قامت
عليه الدنيا الوهابية والليبرالية النجدية لتحطّمه!
فالرجل الشيخ ربما أراد القول، بإن الإحتفال باليوم
اليوم الوطني والتعطيل فيه بدعة، مثلها مثل بدعة الإحتفال
بالمولد النبوي، كما هو الرأي الوهابي الشائع.
أو أنه أراد من خلال المقارنة، توسعة دائرة الحليّة،
لتشمل المولد النبوي، فالإحتفال به أوجب من الإحتفال بيوم
سيطرة آل سعود على مقدرات المسلمين خاصة في الحجاز. ولا
يخفى هنا الحرج الذي سيصيب مشايخ الوهابية الذين أباحوا
الأول وبيّنوا منافعه (متأخرين!) في حين لازالوا يبدّعون
ويكفرون، والأكثر إيلاماً (يسخرون) من كل المسلمين المحتفلين
بيوم المولد النبوي. ما عسى مشايخ الوهابية أن يقولوا
في هذا التناقض، غير الصمت والإستهزاء، كما قال ليبرالي
نجدي مزعوم: (نريد اجازة في يوم ميلاد النبي، وبعدد الأنبياء
والرسل أيضاً).
نجدي ليبرالي مزعوم آخر جاء بهذا الرد: (الرسول ذكراه
وحبه في كل يوم ولا يحتاج الى يوم أو لغيره؛ اما اليوم
الوطني يظل يوم لذكرى، وتحفيز الوطنية. على الاقل أعضاء
البعثات الدبلوماسية يعايدونا)! منطق عجيب! ليس هو الرسول
الذي يحتاج الى يوم، بل نحن المسلمين بحاجة اليه، نحفّز
مشاعرنا الدينية التي هي أوجب من المشاعر وطنية آل سعود
ونجديتهم الكاذبة.
لا يوجد سبب وجيه لدى الوهابية ونجدييها سوى التعصب،
والتميّز بهذا التعصّب. علق أحدهم: (كانوا ـ أي مشايخ
الوهابية ـ يحاربون الإحتفال بالمولد النبوي، فأتي الله
لهم بيوم الوطن بالقوة ـ أي رغماً عنهم ـ سبحان الله).
وعلق آخر: (فعلاً أجد تناقضاً: كيف تعطل لليوم الوطني
وتحرم المولد النبوي؟). وعلقت أخرى: (هو ـ أي الكلباني
ـ صادق، يعني اليوم الوطني حلال، ومولد النبي حرام!).
من التعليقات:
ـ يا زين بلادي، كل يوم نكتة جديدة.
ـ اذا جاء أحدهم وصلى في يوم ميلاد النبي، هنا نقول
أنه بدعة وخطأ؛ ولكن في غيرها الأمر عادي، نحتفل ونضحك
ونرقص!
ـ (ساخراً) أستغفر الله! أتقارن رسول الله بمؤسس المملكة،
وتطالب باحتفال في ذكرى مولده؟! هذا بهتان عظيم!
ـ الإحتفال بالمولد بدعة حسنة، كما هي صلاة التراويح،
وشتّان بين مولد النبي صلى الله عليه وسلم، ومولد دولة.
ـ الأمة كلها تحتفل ليس على سبيل التقليد، لكن لأن
لذلك أصل في السنّة. وانا صراحه أفرح يوم مولد النبي صلى
الله عليه وسلم، وينشرح فيه صدري. ولكن البعض يمتقع وجهه
حين يذكر النبي، ويصرخ اذا قلت سيدي رسول الله، ويرد:
السيد هو الله! ولكنه في اليوم التالي يقول: سيدي ومولاي
خادم الحرمين الشريفين!. التشدد الوهابي أضاع روح الإسلام،
فصار منهج خدمات، يسيره الناس حسب مصالحهم، والحاكم يسير
به أموره، وكل مستفيد يدور له غنيمه من ورائه. انظروا
هذا الوهابي كيف هو زعلان ويرافس، من أجل أن نكره كل أهل
الأرض، ولا نحب غير (عيال ديرة التوحيد) أهل نجد.
ـ يوم واحد في السنة يجب ان يخلد بفرحة مولده الشريف
لان في يوم مولده حدثت اشياء كثيرة، وتغير الكون.
ـ هل نتعبد الله في اليوم الوطني لأنه يوم وطني، وهل
نقول بأن ذلك من العقيدة؟
ـ تحسس الوهابية من كل شيء له علاقة بمدح النبي او
محبته او الحديث الايجابي عنه، هذا التحسس المرضي، وهذا
الجفاء، يجب ان يتوقف، فلا مبرر له. يعني الوهابية لا
يرون مشكلة بيوم اجازة واحياء ذكرى عبدالعزيز بن سعود،
لكن اذا قيل لهم تعالوا نعمل شيئاً مشابهاً لنبي الأمّة
عليه الصلاة والسلام، نسمع الكلام الهراء عن الشركيات
والصوفية. كثرة التحسس من اي مدح للنبي صلى الله عليه
وسلم تورث جفاء النبي في القلب. يجب ان يتاح للمسلمين
المجاهرة بحبهم لنبيهم. اللهم اني اشهدك اني أحب نبيك.
اللهم صلى و سلم و بارك على خير الانبياء وخاتمهم.
|